ما بين لحظة وأخرى، تنبض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالشكاوي والتظلمات، فأم تشكو ما فعلته إحدى الحضانات في طفلها الذي لم يرى نور الدنيا إلا من أيام، وفتاة تروي ظلام الحياة الذي غلفت نفسها به، بعد وفاة والدتها، وشاب يشكو ظلم عائلته قبل انتحاره، ليتحول "فيسبوك"، من موقع للتواصل إلى "ديوان المظالم".
بدأت فكرة "ديوان المظالم" في الانتشار منذ 1400 عام، بقدوم عهد الرسول (صل الله عليه وسلم)، الذي حاسب كل من ارتكب خطأ في حق الآخر، ورفع الظلم عن أهله، ليأتي بعده أبو بكر الصديق، الذي خلف سيدنا محمد في حكم الدولة الإسلامية، ويسير على نفس العادة، ولكن عمر بن الخطاب، هو أول من طبق فكرة ديوان المظالم على أرض الواقع.
ومع تقدم الفكر الإنساني، انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي التي يعد "فيسبوك"، على رأسها، في كل هاتف خلوي، ليكون بذلك أقرب إلى حائط يعلق عليه كل فرد شكواه، وكعادة المصريين، لا يمر أي جديد، مرور الكرام، فتحول بذلك نشر مشكلة أو الشكوى من التعرض للظلم، إلى عادة عند عدد كبير من مستخدمي موقع "فيسبوك"، لصبح الموقع صندوق يحمل الكثير من الهموم، بعد أن كان وسيلة للتواصل السريع حول العالم.
- أم تشكو ما فعلته حضانة في طفلها:في الحادى عشر من سبتمبر الجاري، نشرت مواطنة تدعى "دارين عصام"، عبر حسابها الشخصي "فيسبوك"، واقعة إصابة ابنها بكسر في الجمجمة بإحدى الحضانات المشهورة، نتيجة والإهمال المتعمد.وذكرت "دارين": "أنا مش عايزة حاجة غير كل أب وأم لما يدوروا على حضانة مناسبة وبيدفعوا مبالغ طائلة في سبيل راحتهم ميدوروش بس على أكل وتعليم ومكان شيك الأهم أن المسئولين اللى فيها يأخذ القرار الصح فى الوقت الصح".وأضافت دارين: "أنا ابني اتخبط في الحضانة، وبعد ساعة ونص من الخبطة الدكتور وصل وكلمني يطمني ويقولي عادي،وابني طلع عنده كسر في الجمجمة، بسبب إهمال دكتور مبيفهمش وحضانه جايبه حد مش كفء".
- فتاة تشكو من قسوة قلب والدها وزوجته:وفي الخامس من سبتمبر الجاري، نشرت ريهام علي، معاناتها مع والدها وزوجته، بعد وفاة والدتها، على إحدى صفحات الدعم النفسي، قائلة: " طيب أنا عندي مشكله نفسيه أنا أمي ماتت وأبويا أتجوز، كنت أنا وأخويا.. خدو أخويا وسبوني عند جدتي بحجه إن زوجته مش هتقدر على الاتنين"، مضيفة: "أنا كنت برحلهم زيارات خميس وجمعه عمري ما حسيت أني ليا أخوات وكان بيبقا نفسي أخرج معهم، وكنت لحد الوقت دا بحب أبويا، لكن أما كبرت ووعيت، جديتي ماتت وأنا قعدت عند أبويا ومراته خدامه بمعني الكلمه مابتاكلنيش ولا بتشربني وبروق طول اليوم وهو كان شايف وما بيتكلمش".وتابعت ريهام التي انتقلت للعيش مع والدها وزوجته: " ضربتني ضرب مبرح وجسمي أتعور وكانت بتنيمني علي البلاط ورحت عند جدتي أم أبويا ارتحت وأبويا كان بيجي يرميلي فلوس كل شهر وخلاص وزلني بفلوس جوازي".
- رسالة انتحار من شاب مات غرقًا:وفي الثاني من سبتمبر الجاري، نشر شاب في العقد الثالث من عمره، يدعى حازم عبد المنعم، رسالة انتحار، عبر صفحته الشخصية "فيسبوك"، قائلًا: "شكرًا لكل الناس على ظلمها ليا وبالاخص أهلي أحب أقولكم أنكم موتوا كل حاجة فيا الناس، ظنتو فيا السوء وأنا برىء، وشكرًا يا أخويا مكنتش أعرف أنك بتكرهني كده اورثني واشبع"."وحشتني يا أبويا انتا وأخواتي وأمي للعلم أنا طول عمري راجل ولا عمر حد كسرلي عيني"، كان ذلك جزءً أخر من رسالة عبد المنعم، التي تركها قبل، ليعبر عن مدى اشتياقه لعائلته، وعن الأسباب التي دفعته للانتحار.