وصف مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض، الكلمة الافتتاحية التي سيلقيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مستهل أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنها ستتسم بطابع فلسفي عميق.
وقال المصدر: "ستمثل هذه الكلمة رؤية وإعلانا من الرئيس، موجها إلى كافة دول العالم عن تصور أمريكا لمكانها في العالم، وحول أعمالها وقيمها وارتباطها بالدول الأخرى. إنها رسالة فلسفية عميقة".
وتابع المصدر أن ترامب بذل جهودا طويلة لوضع كلمته ولتطوير النص وتنسيقه بكافة جوانبه، معتمدا على مساعدة كبار مستشاريه. لكن المصدر شدد على أن هذه الكلمة ستعكس، بالدرجة الأولى، الأولويات الشخصية للرئيس.
وحسب تسريبات من مسؤولين في البيت الأبيض، سيتحدث الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن رؤيته لطريقة تسوية أهم القضايا الدولية، ولا سيما أزمة كوريا الشمالية والعلاقات مع إيران، إضافة إلى تقديم اقتراحاته حول إصلاح الأمم المتحدة.
وكان ترامب قد عقد أمس الاثنين لقاء تمهيديا مع عدد من زعماء الدول لصياغة مقاربات عامة للإصلاح الفعال في الأمم المتحدة، إذ توجه المشاركون في اللقاء في ختامه برسالة بهذا الشأن إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ولم يرد مسؤولون في البيت الأبيض على أسئلة صحفيين، عما إذا كان ترامب يخطط لحذو حذو سلفه باراك أوباما بشن هجوم على روسيا في كلمته المنتظرة، لكنهم قالوا إن "كل واحد في العالم، يجب إرسال إشارة إليه عبر هذه الكلمة، سيفهم مضمون هذه الرسالة".
وقال أحد المسؤولين الذين تحدثوا مع الإعلام، إن الرئيس سيشدد في كلمته على أن واشنطن لم تعد مهتمة ببناء الأمم وإنشاء ديمقراطيات جديدة عن طريق استخدام القوات المسلحة، بل تسعى لتوفير الاستقرار في العالم عبر ضمان أمن الدول وازدهارها وسيادتها.
وفي الوقت نفسه، سيكرس ترامب حيزا كبيرا من كلمته للدول "المارقة"، وتحديدا لقضيتي كوريا الشمالية وإيران.
وقال أحد المسؤولين في البيت الأبيض في هذا السياق: "إذا لم نواجه هذه المخاطر حاليا، فستزداد قوة وخطورة".
كما أكد المسؤول أن ترامب سيتناول الأوضاع في فنزويلا، حيث تستمر الأزمة السياسية الحادة.
ومن الجوانب "الفلسفية" للكلمة، ذكر أحد المسؤولين الأمريكيين، أن ترامب سيتوجه إلى أعضاء الأمم المتحدة بدعوة إلى تقاسم عبء المسؤوليات المشتركة بالعالم، وسيتحدث بالتفصيل عن مبدئه الرئيسي، "أمريكا فوق الجميع". واعتبر المسؤول أن هذا الموقف منطقي تماما، إذ من الطبيعي أن تضع أي دولة مصالح مواطنيها فوق أي شيء آخر.
وكان ترامب في تصريحاته أثناء القمة غير الرسمية حول إصلاح الأمم المتحدة، قد رسم بعض ملامح رسالته إلى العالم، عن طريق تقديم شعاره الانتخابي "سنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" بشكل معدل "سنجعل الأمم المتحدة عظيمة ".
وشدد ترامب على شطبه كلمة "مرة أخرى" من العبارة، في إشارة إلى أن هذه المنظمة العالمية لم تكن عظيمة أبدا. لكنه أقر بأن الأمم المتحدة لا تزال تمتلك قدرات هائلة.
وانتقد الرئيس الأمريكي الطابع البيروقراطي للأمم المتحدة، وشدد على أن زيادة تمويل المنظمة بـ140% منذ عام 2000 لم يأت بالنتائج المرجوة.