المواطنة (لايت)

لم تنته حربًا إلا و يحاول الطرف المتكبد الهزيمة - مستميتًا - الى التعلق بأمل, حتى الرجوع الى ساحة القتال املا فى النصر مرة اخرى خاصة اذا كان ذلك الطرف حلم بعرش مصر قرابة قرن من الزمان .

لذا التفتيش فى ما تحمله لنا جعبتهم السرية من الأحلام ما هو إلا صمام أمان للوطن والأهم الإخوان بصناديقهم السوداء التى يجب أن نتنبه عند أى نقطة يقفون الآن.

وعلى صفحات الجروبات السرية الخاصة بهم أضافوا لعنوانه حرية الرأى الأخر-وبالطبع لا يحمل فى ثناياه أى حرية وكتبت سؤالا لهم وكنت أيقن مدى شغفهم للاجابة لمجرد اسم المتسائل ,فالاخوان دائما لديهم ما يبهرنا عن تصورهم للمواطنة.

فتسائلت وقلت :- ماذا لو تحقق حلمكم وعاد مرسى للحكم؟

وكأنى ألقيت خطابًا فريحًا ! فرد الأول قائلا مستبشرا لمجرد الفكرة ! وتسائل إذا عاد ماذا سيكون موقف أقباط مصر منه؟

ورد الثانى :-المساواة بين الجميع بغض النظر عن أراء بعض المتشددين منا؟

وكتب الثالث مستنكرًا وماذا فعل مرسى للأقباط بل هم الذين انحازوا للانقلاب ضده ( للإخوان معجمًا خاصًا تترادف فيه الثورات الشعبية التى على غير هواهم بالانقلاب)

واستكمل الرابع :موقفه سيكون العدل للجميع.

واختتم الخامس الإجابات قائلا :-حتى إن اساءوا لنا ولم يؤيدونا فى الفترة السابقة فهم أهل ذمة.

لم أعبأ بأن الردود جميعها تنم عن حلم رجوع مندوب مكتب الإرشاد إلى الحكم علمًا بأن قانونًا ودستورًا ومنطقًا بل وشعبًا بات هذا الأمر من المستحيلات الثلاثة.

ولكن تستشف من صدورهم أن الحلم لازال قائمًا بداخلهم وطالما الحلم المستحيل قائمًا إذا فكل السبل المؤدية متاحة، خرق للقانون ،التعاون مع جهات أخرى، إذابة الخلاف بينهم وبين الدعوة السلفية وربما الحشد لانجاح مرشحًا تزُج به السلفية.

ولكن ما استرعى انتباهى تصورهم عن المواطنة التى باتت تنادى بها كل الحركات والائتلافات موضحين أن المواطنة هى التخلى عن النظر الى عرق ودين ولون المواطن بل مزج جميع المواطنين فى بوتقة الحب الوطنى والولاء للأرض وقدسية ذلك الحب والدفاع عنها وكأن الاختلاف الدينى او الطائفى غير موجود أصلا فهذه هى المواطنة التى نعرفها وننادى لأجلها فى مصر دون تعريف المواطن أولأ بملته.

ولكن تصور الإخوان وغيرهم من التيارات التكفيرية عن المواطنة هو التعامل مع الأخر على أساس الدين والملة أولا.. أنت ذمى ولكن سأبقيك على مائدتى .. أنت قبطى ولكن!

فعلى الإخوانى قبل تقبل الأخر تعريف الشخص بملته أولأ ثم يحدد على أى أساس سيتعامل معه وهذه الصورة المشوهة للمواطنة والتى لا تمت للمصريين بصلة.

علي المحللين والساسة الانتباه لما يرتكن فى الذهنية الإخوانية اليوم حفاظًا على مصر الحبيبة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً