يواجه عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، انتقادات واسعة في مصر على ضوء أرائه اللاذعة التي كتبها في مذكراته وخاصة عن الزعماء المصريين الراحلين، جمال عبدالناصر وأنور السادات، فضلًا عن الرئيس الأسبق مبارك.
وأرجع عمرو موسى سبب كتابته للمذكرات إلى أنها تعد جزء من عمله السياسي.
وتتناول مذكراته مجموعة من القضايا الرئيسية خلال العشر سنوات التي قضاها موسى في الخارجية، ومنها: العلاقات المصرية الأمريكية، العلاقات المصرية الإفريقية، مبادرته للتعاون بين الدول المتوسطية، وخطته لإعادة هيكلة وزارة الخارجية.
وتحوي المذكرات فصلًا كاملًا عن الرئيس حسني مبارك، وفصل عن رؤساء الحكومات المصرية الذين عمل معهم، وآخر عن زملائه في وزارة الخارجية، تحدث فيه باستفاضة عن أسامة الباز وأحمد ماهر السيد وعصمت عبد المجيد وإسماعيل فهمي والدكتور محمود فوزي، وعدد كبير من "رموز" الوزارة.
ويتناول الجزء الثاني من المذكرات الحديث عمّا شهده العالم العربي بين أعوام 2001 و2011 من أزمات كبرى، مثل الغزو الأمريكي للعراق، والحرب الإسرائيلية على لبنان سنة 2006، والقضية الفلسطينية، وأزمة دارفور في السودان، والحرب الأهلية في اليمن، وبدايات ثورات الربيع العربي، مع تركيز شديد على الوضع في ليبيا، وترأسه لجنة الخمسين لكتابة الدستور المصري سنة 2011.
وورد في مذكرات موسي أن الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر كان يستورد طعاما خاصا من سويسرا.
وقال عمرو موسى، إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان ديكتاتورًا صاحب قرار أوحد، لافتًا أن الرئيس محمد أنور السادات هو ايضًا مثله.
وتابع: "أنور السادات بيقول إيه.. بيقول إحنا اللى اتنين آخر الفراعين.. مفيش كلام.. صاحب القرار الأوحد.. بمعنى قرار الحرب والسلام والقرارات الخاصة بالحالة الاجتماعية لم يدر حولها نقاش".
وأضاف "موسى"، خلال حواره ببرنامج "كل يوم"، الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب، عبر القناة الفضائية "ON E"، وراديو نغم "FM"، أن هزيمة مصر فى 67 حدث ضخم فى تاريخ البلاد، يجب أن يفتح حولها نقاش حتى نعلم الأسباب وأخذ الحيطة فى المستقبل، متابعًا: "أنور السادات كان حاكمًا فردًا واحدًا قويًا شديدًا، كذلك كان عبد الناصر".
وكان ورد في مذكرات عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أن الزعيم جمال عبد الناصر "كان يرسل من وقت لآخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاصة بالرجيم من سويسرا، وكان يأتي لإحضارها رجل ضخم الجثة، وكان هو المسؤول عن تسليمها له".
وتطرق عمرو موسى السياسي المصري والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، للرئيس السابق حسني مبارك، في مذكراته التي صدرت مؤخرا تحت عنوان "كِتَابِيَهْ".
وخصص فصلًا كاملًا للرئيس السابق بعنوان "حسني مبارك"، والذي وصفه بالرجل المنوفي (نسبة للمنوفية) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والوطني والمتواضع في طموحاته و"ابن بلد يتسم بالحداقة".
ورأى موسى أن مبارك كان غير مستعد للدخول في مغامرة عسكرية مع إسرائيل بخلاف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولم يكن مستعدا للمزايدة على العرب، خاصة المملكة العربية السعودية، ومنذ أيامه الأولى في الحكم جنح للسلم.