بدأ "تحرير الحويجة".. وتراهن على تأجيل استفتاء كردستان.."المعركة الأخيرة" لداعش تحسم مستقبل العراق

كتب : سها صلاح

بدأت القوات العراقية هجوم لطرد مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي من منطقة الحويجة في مدينة كركوك الغنية بالنفط، قبل 4 أيام من إجراء استفتاء على استقلال الأكراد في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال العراق بما في ذلك كركوك.

وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي "مع فجر يوم عراقي جديد، نعلن انطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة، وفاء لعهدنا لشعبنا بتحرير كامل الأراضي العراقية وتطهيرها من داعش".

وقال العبادي إنه يعتبر الاستفتاء "غير دستوري" ودعا حكومة إقليم كردستان إلى إلغائه.

وقال مصدر عسكري " إن الأزمة التي انبثقت عن إعلان رئيس إقليم كردستان إجراء استفتاء وشموله كركوك التي تقع ضمن حدودها منطقة الحويجة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش، أربكت جهود إطلاق معركة تحرير الحويجة"، ما قد يعني بدء المعركة ومن ثم استرداد كركوك من الأكراد.

-فجر جديد

وجاء في بيان نشره العبادي على صفحته في موقع فيسبوك "مع فجر يوم عراقي جديد، نعلن انطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة وفاء لعهدنا لشعبنا بتحرير كامل الأراضي العراقية وتطهيرها من عصابات داعش الإرهابية التي أذاقها المقاتلون العراقيون الشجعان الموت ومر الهزيمة في جميع عمليات التحرير الظافرة".

وأثنى العبادي في منشور آخر على القوات العراقية "بجميع صنوفها وتشكيلاتها"، مشيراً إلى أنها "تخوض أكثر من معركة تحرير في وقت واحد وتحرز الانتصار بعد الانتصار".

وكان القيادي في الحشد الشعبي علي الحسيني قد أبلغ "راديو سوا" في وقت سابق أن أكثر من 40 ألف مقاتل سيشاركون في معركة الحويجة، وقال إن المنطقة المحيطة بها كبيرة جدا ووعرة وجبلية وبحاجة إلى محاور عمليات عدة.

وألقت طائرات تابعة للقوات الجوية العراقية آلاف المنشورات على مناطق الحويجة في وقت سابق، حذرت فيها داعش من "ساعة الحساب".

داعش محاصرة

وتعتبر الحويجة التي تقع إلى الشمال من بغداد وقطاع من الأراضي على الحدود مع سوريا غربي العاصمة العراقية هما آخر منطقتين تحت سيطرة "داعش" في العراق.

وكان التنظيم الإرهابي قد بسط سيطرته على حوالي ثلث الأراضي العراقية عام 2014.

وتوقعت مصادر عسكرية عراقية وجود أكثر من 2200 من مقاتلي داعش، بينما رجح ضباط آخرون أن يكون أغلب مسلحي التنظيم محليين لكن تحت قيادة أجنبية.

مهمة القوات العراقية في عمليات مدينة الحويجة تمثل الهدف الكامل منها تحرير ما يقارب مئتين وثمانين كيلو متراً مربعاً من الأراضي بين محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين.

عمليات تحرير الحويجة تم التحضير لها بتجهيز ما يقارب عشرين ألف مقاتل من مختلف التشكيلات العراقية تشمل الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة اضافة الى تشكيلات من حشود عشائرية.

المعلومات الإستخبارية التي جمعتها القوات العراقية تشير الى أن أغلب مقاتلي التنظيم داخل الحويجة يحاولون البحث عن طرق للهرب من المنطقة حيث لا يملكون القوة الكافية للدفاع عن مدينتهم بعد أن إستُزِفت طاقتُهم نتيجة الضربات الجوية الإستباقية.

تواصل القوات العراقية مدعومة بفصائل من الحشد العشائري في الوقت الحالي عملياتها لاستعادة قضاء عنه في محافظة الأنبار غرب البلاد.

تأجيل استفتاء كردستان

تحرير "الحويجة" ومنطقة "الجيارة" المحاذية لها تواجه معوقات ، أهمها "الإشكالات السياسية المتعلقة بالأزمة بين حكومة المركز وحكومة كردستان".

وقالت صحيفة الأندبنبدت البريطانية أن وجود التحالف الدولي ودوره في التنسيق مع القيادات العسكرية، ربما يذلل هذه العقبات، لأن قتال داعش ومعركة تحرير الحويجة هي أولوية بالنسبة للقيادة المركزية للتحالف الدولي وحكومة بغداد.

وحول إمكانية مشاركة قوات البيشمركة الكردية في تحرير كركوك، أضافت الصحيفة أن التنسيق العسكري سيكون بمعزل عن الإشكالات السياسية، وعليه ستكون هناك مشاركة لقوات البيشمركة في بعض محاور العمليات العسكرية،ولكن ستكون قيادة هذه العمليات للقيادة العامة للقوات المسلحة.

وأشارت إلي أن المزاج الموجود في محافظة كركوك والتجاذبات السياسية وحتى الشعبية بين الكرد والتركمان تؤثر في المعنوي للجيش، وربما تستغله خلايا نائمة في إحداث ثغرات أمنية تحدث نوعا من الإرباك بين التيارات القومية.

وتابعت "لكن السيطرة المركزية للمعارك ربما ستحد نوعا ما من هذه الإشكالية، فكل ما نخشاه هو تحول القضية من محاربة داعش إلى معارك داخلية بين مكونات الشعب الكردي وهو أمر خطير".

ووتوقع الصحيفة بأن تشهد الساعات القادمة قرارا بتأجيل الاستفتاء، وهو ما لوح به رئيس الإقليم، مسعود البرزاني، عما إذا تم اتفاق مع حكومة العراق أن يتم تحويل يوم الاستفتاء إلى عرس واحتفال جماهيري فقط دون إجراء استفتاء، لأن المشهد العراقي بشكل عام والمشهد في كركوك بشكل خاص لا يتحمل مثل هذا الإرباك.

واضافت الصحيفة من أربيل إن معركة الحويجة هي المعركة الأخيرة في شمال العراق، وبتحريرها ينتهي وجود "داعش" في هذه المناطق، وبعدها يتم التوجه إلى المنطقة الغربية من العراق وخاصة منطقة غرب الرمادي، والتي كانت بمثابة البؤرة الرئيسية لتنظيم "القاعدة" في 2004، واستمر تواجدهم وكان منها انطلاق "داعش" لمناطق أخرى في العراق.

ولكن ستشارك قوات البيشمركة بشكل نسبي وليس بشكل ميداني حقيقي، والقول لخرسو، وهي بالفعل متواجدة ومسيطرة على عدة جبهات للتصدي لـ"داعش" حتى لا يتسلل إلى مناطق أخرى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً