أعلن نجلة مرشد الإخوان السابق "محمد مهدي عاكف" عن وفاة أبيها منذ قليل بعد تدهور حالته الصحية في القصر العيني،وقالت علياء نجله "عاكف" عبر حسابها على "فيسبوك": "أبي في ذمة الله أن لله وان إليه راجعون".
وولد عاكف سنة 1928 في كفر عوض السنيطة بالدقهلية، بين عشرة من الأشقاء لوالد ميسور الحال.
وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة المنصورة الابتدائية، وانتقل إلى القاهرة حيث تعلم في مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالقاهرة التي حصل منها على التوجيهية الثانوية العامة، دخل المعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج منه سنة 1950، والتحق بكلية الحقوق سنة 1951.
وعمل بعد تخرجه مدرسا للرياضة البدنية بمدرسة فؤاد الأول الثانوية، وبعد خروجه من السجن سنة 1974 عمل مديرا عاما للشباب بوزارة التعمير، ثم انتقل إلى المملكة العربيةالسعودية وعمل مستشارا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسؤولا عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها.
وفي سنة 1980 سافر إلى ألمانيا فعمل مديرا للمركز الإسلامي بميونيخ، وعاد إلى مصروانتخب عضوا بمجلس الشعب سنة 1987 عن دائرة شرق القاهرة، وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الإخوان الانتخابات تحت مظلتها.
والتحق سنة 1940 بجماعة الإخوان المسلمين بعد أن لفت انتباهه اهتمامها بالرياضة التي كان يحبها.
وانضم إلى التنظيم الخاص للإخوان الذي أنشئ وقتها لمقاومة الاستعمار البريطاني، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم عين شمس حاليا في الحرب ضد الاستعمار البريطاني بالقناة حتى قامت ثورة 1952.
وشغل منصب رئيس قسم الطلبة الذي كان أهم الأقسام في جماعة الإخوان المسلمين وكان يتولاه حسن البنا بنفسه، كما تولى رئاسة قسم التربية الرياضية بالمركز العام للجماعة.
وقبض عليه في 1 أغسطس سنة 1954 بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف -أحد قادة الجيش- الذي أشرف على طرد الملك فاروق، وحوكم وصدر عليه حكم بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة فقضى 20 عاما بالسجن.
وأفرج عنه سنة 1974 في عهد السادات، فانكب على العمل الشبابي في مصرثم انتقل خارجها فأقام معسكرات كبيرة للشباب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ثم تولى قسم الشباب والطلاب من جديد بجماعة الإخوان بعد عودته إلى مصر سنة 1986.
وانتخب عضوا بمكتب الإرشاد في جماعة الإخوان سنة 1987، وكان أحد خمسة وثلاثين عضوا بمجلس الشعب مثلوا كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان سنة 1987، وهي تجربة أكد أنه استفاد منها كثيرا "في مجال السياسة وكيف تصنع الأحداث من المنبع".
ودخل السجن مع كثيرين من جيل الوسط في حملة اعتقالات قام بها نظام مبارك في صفوف الجماعة وقدمهم للمحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات.
ومثل أمام المحكمة العسكرية سنة 1996 بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وكان آخر منصب تولاه آنذاك هو الإشراف على الاتصال بالعالم الإسلامي.
وخرج من السجن سنة 1999، وظل عضوا بمكتب الإرشاد حتى تولى منصب المرشد العام للإخوان المسلمين بعد وفاة المستشار محمد المأمون الهضيبي في يناير/كانون الثاني سنة 2004.
واستمر مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين حتى انتهت فترة ولايته في يناير/كانون الثاني سنة 2010، فطلب اختيار خليفة له ورفض التجديد، فتم اختيار الدكتور محمد بديع مرشدا عاما، وبقي عاكف رمزا من رموز الجماعة يمارس نشاطه بفعالية داخل صفوفها.
وإثر أحداث 3 يوليو 2013 التي أطاحت بالرئيس المصري المنتخب اعتقل ضمن اعتقالات شملت الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين والقوى الرافضة للانقلاب.
ووجهت له تهم عديدة من بينها تهمة إهانة القضاء على خلفية تصريحات نسبتها له صحيفة كويتية، قال فيها إن القضاء فاسد، وبرأته المحكمة من هذه التهمة في مايو 2014، إلا أنه بقى في السجن لمتابعته بتهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين.
وفي بداية عام 2017، أعلن مصدر أمني مصري أن محمد مهدي عاكف نقل إلى أحد المستشفيات بالقاهرة حيث أودع بالعناية المركزة في إثر تدهور صحته.