اعلان

حرب البلقان الأولى.. معاهدة لندن تفقد الدولة العثمانية سيطرتها وقيام دولة البانيا المستقلة بدماء جنود صربيا

ربما تكون الحروب هي الحل البشري لتحقيق المكاسب او المصالح او حتى الثأر من حكومات او ممالك او امبراطوريات من اعدائها، وفي النهاية هي السبيل الاسرع للقضاء على اكبر عدد من البشر في وقت قصير، كما أنها السبب في كتابة سطور التاريخ البشري ولكن بالدماء التي سالت من اجل أن تمتلئ هذه الصفحات.وحرب البلقان الأولى الشهيرة جاءت على خلفية اسقاط بعد أن اسقاط ثورة تركيا الفتاة السلطان عبد الحميد الثاني في يوليو 1908، حيث قامت الإمبراطورية النمساوية المجرية بضم إقليم البوسنة والهرسك في أكتوبر 1908 في ما عـُرف بالأزمة البوسنية، وهو ما دفع الحكومة الروسية في مارس 1912 لتشجيع مملكتي صربيا وبلغاريا على توقيع معاهدة ثنائية تتضمن تعاونهما المشترك في حالة اعتداء دولة أوروبية كبرى على حدودهما.تم إبرام المعاهدة بالفعل ولكن في سرية تامة عن أعني الدول العظمى، واستهدفت تلك المعاهدة السرية، التي اشترك في مفاوضاتها ممثلو روسيا في العاصمتَين البلقانيتَين، بلجراد وصوفيا، مواجهة الإمبراطورية النمساوية المجرية خشية أن تتكرر مأساة ضم البوسنة والهرسك؛ والرغبة في نصيب من ميراث الدولة العثمانية المتهالكة بسبب كثرة الحروب في مختلف انحاء الدولة.وفي مادة سرية أخرى، ملحقة بنفس المعاهدة، جاء أنه في حالة حدوث أي اضطرابات داخلية في الدولة العثمانية، من شأنها أن تعرض أيهما للخطر خاصة في المصالح القومية أو الوطنية للدولتَين المتعاقدتَين، يجب على الدولتَين المتعاقدتَين، أن تسارعا إلى تبادل الآراء، لاتخاذ الخطوات العاجلة لمنع الخطر.ولم يطل انتظار الحرب بعد إبرام هذه المعاهدة واشباهها حيث كانت إيذانا بالحرب، وسريعا ما أعلنت كل من بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، في 8 أكتوبر 1912، الحرب على الدولة العثمانية المترامية الاطراف والمتهالكة من الحروب ايضا.اطراف الحربنشبت حرب البلقان الأولى بين الدولة العثمانية ودول اتحاد البلقان وهي بلغاريا وصربيا واليونان والجبل الأسود، واندلعت اوزارها في شهر أكتوبر 1912.الشرارة الأولىقامت القيادة البلغارية بحشد ما يقرب من 346 الف جندي بلغاري في جبهة تراقيا بمواجهة الجيش العثماني الأول والذي يتآلف من ما يقرب من 105 الف فرد في تراقيا الشرقية فقط، إضافة مفرزة في كيركالي بتراقيا الغربية تضم 24 الف جندي على الأقل، وقامت القوات البلغارية بمواجهة الجيش العثماني بمجموع 297 الف جندي تقريبا في الجزء الشرقي وإضافة إلى 50 الف جندي لاحقا.الاحداثأول معركة واسعة النطاق وقعت ضد الخط الدفاعي في أدرنة في كيركلاريلي، حيث واجه الجيش الأول البلغاري والجيش الثالث البلغاري الجيش العثماني الأول قرب بترا، بينما قام الفيلق 15 العثماني للدفاع عن شبه جزيرة جاليبولي لمواجهة هجوم برمائي متوقع من قبل اليوناني.ولكن تسبب غياب الفيلق 15 في تحقيق فراغ عسكري بين أردنة وذيذيموتيخو، وبالتالي تمت إزالة اثنين من الفيالق العثمانية من تشكيل القوات العثمانية، على نحو سبب تقسيم جبهة ترافيا لجبهتين، ونتج عن هذا التصرف عزل وحصار حصن "أردنة".بعد معركة كيركلاريلي قررت القيادة البلغارية الانتظار لبضعة أيام قبل مواصلة المعركة، مما سمح للأتراك أن يحتلوا موقعا دفاعيا جديدا، وهنا كان الهجوم البلغاري بالجيش الأول والثالث فتمت هزيمة تعزيزات القوات العثمانية ووصلت القوات البلغارية إلى بحر مرمرة.خلال حصار أدرنة سعت الدولة العثمانية إلى تخفيف الضغط على مدينة أدرنة المحاصرة فشنت هجومها على تشاتلكا وهجوم أخر على جاليبولي، وتسبب فشل عملية تشاركوي بولاير في تحديد مصير "أردنة" بعد الهجوم النهائي على الحصن بقيادة الجنرال "جورجي فازوف" فهاجم الجيش البلغاري مع فرقتي مشاة صربيتين المدينة التي استولييا عليها في النهاية.حقق الجيش الصربي 3 انتصارات حاسمة في فاردار مقدونيا، حيث كان الهدف الأساسي للقوات الصربية هو الاستيلاء على شمال مقدونيا، لذلك أرسلت صربيا قواتها لمساعدة مملكة الجبل الأسود على الاستيلاء على مدينة سنجق كما ارسلت أيضا فرقتين لمساعدة البلغار في حصار أدرنة، وكانت المعركة الأخيرة في حملة مقدونيا "معركة مناستير"، حيث انسحب بعدها ما تبقى من الجيش العثماني في فاردار بوسط ألبانيا.النهايةضراوة الحرب كان لابد لها من نهاية وهو ما تم بواسطة معاهدة لندن التي استطاعت أن تنهي الحرب البلقانية الأولى في 30 مايو عام 1913، وبموجب هذه الاتفاقية تم التنازل عن جميع الاراضي العثمانية التي تقع غرب خط أينوس ميدا للاتحاد البلقاني، كما أعلنت المعاهدة أيضا قيام دولة ألبانيا المستقلة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً