فيما يبدو أنه ردًا على هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران في خطابه بالأمم المتحدة قبل ثلاثة أيام، أطلقت إيران صاروخًا باليستيًا متوسط المدى عسكريًا، بعيد المدى في المجال السياسي يصل في بعده إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.
التلفزيون الإيراني عرض أمس الجمعة لقطات مصورة قيل إنها لإطلاق صاروخ باليستي إيراني جديد تحت اسم "خرمشهر"، وذكرت أن مداه يصل إلى 2000 كم، وبحسب محطة "برس تي في" الحكومية التي بثت العرض العسكري المجرى أمس في طهران، فإن الصاروخ الباليستي الجديد قادر على حمل رؤوس متعددة ويمكن أن يصيب أهدافه بدقة كبيرة.
وانتقد ترامب في خطابه بالأمم المتحدة الأسبوع الماضي طهران والاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الست الكبرى بما فيها الولايات المتحدة مع إيران في2015 بشأن برنامج الأخيرة النووي، وقال الرئيس الأمريكي في الخطاب أنه اتخذ قراره بشأن إيران لكنه لن يكشف عن فحوى هذا القرار، في استكمال لتصريحاته السابقة التي قال فيها أنه غير راض عن الاتفاق النووي وأنه يسعى لإلغاءه.
- حرب مجاورة:
حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العرض العسكري لم يكن فقط لمشاهدة الأسلحة الجديدة فقط بحسب الخبراء، بل تعداه لإرسال رسائل تهديد إلى الولايات المتحدة ومن يقف في صفها، حيث قال في كلمة ألقاها بمناسبة الكشف عن الأسلحة الجديدة: "سنعزز قواتنا البحرية والبرية والجوية ومنظومتنا الصاروخية، من دون أن نستأذن أحدا"، قبل أن يضيف "إن أردتم أم لم تريدوا فسندافع عن الشعوب المظلومة في سوريا واليمن وفلسطين وسوف نعزز منظوماتنا الصاروخية".
تصريحات روحاني أتت ردًا على أخرى من الولايات المتحدة هاجمت فيها طهران، وهددتها بإلغاء الاتفاق النووي وإعادة فرض حصار اقتصادي عليها، فقد أفادت قناة إن بي سي الأمريكية نقلًا عن مصادر رفيعة المستوى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يميل إلى إلغاء الصفقة النووية مع إيران.
وأمهل ترامب إلى 15 أكتوبر، الدول الأوروبية والمجتمع الدولي، للضغط على إيران بشأن برنامجها النووي والصاروخي، ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأمريكي في منتصف أوكتوبر خطابًا هامة أمام الكونغرس لتقرير ما إن كانت إيران التزمت ببنود الاتفاق النووي، وما إن كان يعتقد أن الولايات المتحدة ينبغي عليها الاستمرار في التثبت بالاتفاق.
ويرى خبراء أن إيران أدركت لعبة الحرب النفسية التي تشنها الولايات المتحدة عليها من خلال حرب التصريحات الكلامية التي يشنها ترامب، فقررت الخوض في غمار هذه الحرب واستعراض قوتها من خلال عرض عسكري في طهران شمل الكشف عن دبابت ومدرعات إيرانية الصنع، بالإضافة إلى تجربة إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى يمكن أن يصل إلى قواعد عسكرية أمريكية هامة في المنطقة.