اعلان

جوزيف ستالين.. مؤسس الجيش الاحمر وصاحب النهضة الصناعية في روسيا والسر وراء خسارة المانيا للحرب العالمية

احد اعظم الشخصيات التي أثرت في تاريخ الاتحاد السوفيتي وعرف بالقسوة الشديدة والقوة، كما ينسب له القيام بنقل الاتحاد السوفييتي من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي ضخم، مما مكن هذه الدولة القوية من الانتصار على دول المحور في الحرب العالمية الثانية والصعود إلى مرتبة القوى العظمى بين ضحية وعشاها.طفولة وعبوديةوُلد ستالين في مدينة جوري الروسية لأب إسكافي يدعى "فيساري" وأم فلاحة تدعى "إيكاترينا"، وكانت اسرة صغيرة تعيش في وضع اجتماعي يدعى القنانة وهو درجة من العبودية، وكان ستالين هو الولد الثالث في هذه الأسرة، وبسبب الفقر مات الطفلين الأكبر منه في مرحلة الطفولة نتيجةً للأمراض. أرادت أمه أن يصبح كاهناً لينجو من الموت الذي طال شقيقاه، لكن والده كان مدمنا على الكحول ودائم الضرب له ولأمه ايضا، وفي أحد الأيام دفع الوالد ابنه أرضاً ونتيجةً لهذه الضربة عانى ستالين من مرض يجعله يعاني من وجود الدم مع البول لعدة أيام، ولم يصلح هذا الامر من حال الوالد بل استمر في ادمان الكحول وضرب افراد الاسرة حتى تركهم فجأة واصبحوا بلا مصدر رزق.الدراسة والكهنوتأرسلته أمه إلى المدرسة الروسية للمسيحية الأرثوذكسية التي طردته عام 1899 لعدم حضوره في الوقت المحدّد فخاب أمل أمه حيث كانت تتمنى دائما أن يكون كاهناً، وتعلم ستالين اللغة الروسية وهو في التاسعة من عمره وظل محتفظا بلهجته الجورجية حبا بأمه التي كانت تجمعه بها علاقة وطيدة.في سن العاشرة حصل ستالين على منحة دراسية في مدرسة جوري اللاهوتية وكان معظم طلابها من الأثرياء وأبناء الكهنة والتجار واغلبهم كانوا جورجيين، وكان ستالين واحدا من أفضل الطلاب في الصف وكسب أعلى الدرجات في جميع المجالات وبرع في كتابة الشعر ايضا، وكان الأول على دفعته بالرغم من اصابته في تصادم مع عربة خيول بشكل بالغ.بداية الطريقبعد التخلي عن دراسته الكهنوتية حصل ستالين على وظيفة كاتب في مرصد الأرصاد الجوية ذات أجر منخفض، أما في وقت فراغه فكان يمارس الأنشطة الثورية، وبسبب انخفاض الأجور قام ستالين بتحريض العمال ونظم الإضرابات وقاد التظاهرات وألقى الخطب مما لفت انتباه الشرطة القيصرية السرية إليه وتم اعتقاله ولكنه استطاع الهرب، وبدأ بكتابة المقالات في صحيفة ثورية اسمها صحيفة الراديكالي.الجهاد السياسيتم نفي ستالين إلى سيبيريا في 1903 في الوقت الذي شهد انشقاق داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي وانقسم إلى بلاشفة بقيادة لينين ومناشفة بقيادة يوليوس مارتوف، وهنا قرر ستالين الانضمام إلى البلاشفة وهرب من سيبيريا بالقطار، وتعرف على العديد من الأصدقاء في الحزب البلشفي وسافر إلى جورجيا لتأجيج الرأي والتحريض ضد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.في ديسمبر 1905 تم انتخاب ستالين مع ناشطين آخرين لتمثيل البلاشفة في المؤتمر البلشفي في القوقاز حيث التقى ستالين هناك بلينين لأول مرة وكان معجبا شديدا به.نظم ستالين عملية لسرقة المال من البنك الامبراطوري وهو بنك خاص بأموال عائلة القيصر، بالرغم من وجود العديد من المصارف إلا أنه رفض سرقتها لأنها أموال عامة، وقام بتسليم المال إلى لينين الذي أخذه وذهب إلى جنيف من اجل تأمين نفقات الحزب.عاد مع عائلته إلى باكو وواصل نشاطاته الثورية، ولكن مرضت زوجته بسبب التلوث وأصيبت بمرض السل ولم يستطع معالجتها لقلة موارده بسبب الحزب، فماتت وكانت اكبر خسارة يتعرض لها في هذا الوقت.انتقل إلى سانت بطرسبرج وسكن مع شخص يدعى كافتاردزي وهو ثوري متحمس وكان يملك جريدة أسبوعية تدعى زفيزدا استولى عليها ستالين وغير اسمها إلى برافدا وأصبحت جريدة مختصة بشئون الحزب.أصيب الحزب بانتكاسة فقد تم اعتقال جميع أعضاء اللجنة المركزية من قبل البوليس القيصري بسبب الجاسوس مالينوفسكي الذي اقنع ستالين بالمجيء لمقر الحزب لتسليم التبرعات فكان فخ انتهى بالقبض عليه.أطلق سراحه من المنفى وعاد إلى سانت بطرسبرج مع آلة كاتبة وأصبح من محرري جريدة برافدا في وقت كان فيه لينين والكثير من القيادات البلشفية لا تزال في المنفى، واتخذ ستالين موقفه لصالح الحكومة المؤقتة ضد القياصرة.عند استيلاء البلاشفة على السلطة عين ستالين المفوض الأعلى لشئون القوميات وكانت وظيفته هي الإشراف على المناطق التي تسكنها القوميات غير الروسية وقد أعفي من منصبة كرئيس تحرير جريدة برافدا، لكي يكرس نفسة تماما لوظيفته الجديدة.الصعود إلى المناصب السياسيةشهد عام 1922 تقلد ستالين منصب سكرتير الحزب وبعد وفاة فلاديمير لينين تألّفت الحكومة الثلاثية، وهنا نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الاشتراكية المحلية.وبرغم المصاعب التي واجهها في تطبيق الخطة الخمسية للنهوض بالاتحاد السوفييتي، إلا أن الإنجازات الصناعية أخذت بالنمو بالرغم من قلة البنية التحتية الصناعية والتجارة الخارجية حيث تفوق معدل النمو الصناعي الروسي على كل من ألمانيا واليابان.فرض على الاتحاد السوفييتي نظرية الزراعة التعاونية باستبدال الحقول الزراعية البدائية التي تعتمد على الناس والحيوانات في حرث وزراعة الأرض بحقول زراعية ذات تجهيزات حديثة.بوصول ستالين للسلطة عام 1929 عمل على إبقاء الحزب نظيفا ولكن حدث انشقاق داخل الحزب بسبب اختلاف الافكار، حيث آمن ستالين بنظرية الاشتراكية في بلد واحد أما تروتسكي كان يؤمن بالثورة الدائمة وكان ستالين يصف نظرية تروتسكي والثورة الدائمة بـالمغامرة البيروقراطية لأنها كانت تهتم بتوسيع الثورة بدلا من الحفاظ عليها.بعد بناء الجيش الأحمر قام ستالين بتصفية المتخاذلين من الضباط والمشكوك في ولائهم حتى لا يتعرض للخيانة خلال الحملات العسكرية التي سينفذها، حيث أراد تصفية الحساب مع الدول التي عانت منها روسيا في عهود سابقة.في بداية الغزو الالماني للاتحاد السوفيتي وقع ابن ستالين الأكبر ياكوف اسيرا، وكان ملازما في الصفوف الامامية، وحاول الالمان عقد صفقة تبادل اسرى باطلاق سراح ابن ستالين بشرط اطلاق سراح فريديك باولوس قائد الجيش الألماني السادس، ولكن "ستالين" رفض وقال أنه لن يميز ابنه عن باقي اسرى جيشه، وبعدها تم قتل ابنه في محاولة هروب بعد إذلاله.

النهايةقضية موت ستالين تشكل لغزا محيرا حتى يومنا هذا بسبب تعدد الروايات وتناقضها، ففي خلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي وآخرون، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام.وأكدت المذكرات السياسية لـ "مولوتوف" والتي نُشرت عام 1993 تقول أن الوزير "بيريا" تفاخر لـ "مولوتوف" بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله، بينما أكدت المصادر الرسمية ان وفاته كانت نتيجة جلطة دماغية عادية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً