كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن استفتاء كردستان العراق سيضع الشرق الأوسط علي "فوهة بركان".
ووصفت الصحيفة مشهد الاستفتاء بأن ساحة القلعة والأسواق القريبة تعج بالأعلام الكردية ذات الألوان الأحمر والأبيض والأخضر، الذي يعد رمز الدولة الجديدة.
وفيما ترى أعداد كبيرة من الأكراد أن الاقتراع خطوة تاريخية في نضال دام عشرات السنين من أجل تقرير المصير، إلا أن البعض يحذر من أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى تفكك العراق، و تقسيم الشرق الأوسط.مخاوف الجيران والمخاطر العالية في الجغرافيا والسياسة الإقليمية لا تهم الكثيرين في مؤيدي الاستفتاء الذين يبدو أنهم يشكلون أغلبية كبيرة في كردستان، ويبدو أن النتيجة الآن محسومة مسبقا.
وقال "سيف زارار" أحد مؤيدي الاستفتاء" 25 سبتمبر يعني بالنسبة لي نهاية الهجمات الكيميائية، لدى الكثير من الأصدقاء العرب، ولكن ما يفعله السياسيون الأكراد غير عادل".وقال "زهير" موظف في الحكومة الكردية، متحدثا عن نظام صدام حسين:" قتلوا 11 من عائلتي، من بينهم ولدي كان عمره شهر واحد في ذلك الوقت، كيف يمكن أن ننظر للجميع على أننا أخوة؟ إنهم يكرهوننا وليس لدينا شيء مشترك".وحذرت واشنطن ولندن وفرنسا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، من أن الاستفتاء يمكن أن يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل، ولا تزال واشنطن ولندن تسعيان لتعزيز وحدة عراق ما بعد صدام رغم عدم تمكنهما من عدم تأكيد الأمر خلال السنوات الـ 14 الماضية.
ومن المقرر أن يقوم "حيدر العبادي" رئيس الوزراء العراقي، بإجراء انتخابات في العراق العام المقبل، وكونه زعيم وطني يفقد ثلث البلاد هذا ليس شيئا جيدا، وقال أحد كبار مؤيدي حزب العبادي الحاكم: لن نسمح بحدوث هذا.القتال ضد داعش والانتصارات التي حققها، منحت بارزاني القوة للدفاع عن الاستقلال، وهذه الاستفتاء يزيد من تعقيد الصفقات المتعلقة بالعائدات وتقاسم النفط يعرض مستقبل مدينة كركوك الغنية بالنفط للمخاطر، حيث يطالب بها الأكراد والعرب، وأدرجت في الاستفتاء على نحو مثير للجدل.وأكدت الصحيفة على خطورة إجراء استفتاء كردستان على المنطقة والعالم، وهذا الأمر لو حدث فلن يكون هناك عراق أو سوريا موحدة"، مضيفة "في حالة إجراء الاستفتاء المنطقة ستشهد أولى الخطوات الفعلية لسيناريو الشرق الأوسط الجديد".وقالت الصحيفة أن المشهد الحالي يقول إن الحكومة العراقية تتبنى خيار الدبلوماسية الوقائية، التي تعتمد على الحوار لإيجاد حل لنزاع قائم، وهذا الحوار تكون أبعاده محلية وإقليمية ودولية، وقد حدث هذا بالفعل.وأوضحت أن هذا من الخطورة التي تهدد سيادة العراق وأمنه ووحدة أراضيه ووحدة الشعب، وتجنبا لحدوث ذلك يجب اتخاذ جملة من الإجراءات منها توسيع تفويض رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة من جانب البرلمان لرفع حالة الطوارئ، وتمكينه من اتخاذ قرارات بإقالة المسؤولين في بعض المحافظات.وتتمني ألا تصل الأمور إلى الاشتباك العسكري المباشر، لأن المشهد سيزداد تعقيدا في العراق إذا حدث هذا.والأمر الآخر، فإن الإقليم إذا قبل بالحوار فإنه يطلب من الحكومة العراقية تحديدا سقف زمني للانفصال الناعم بالتوافق، وهو ما لن تقبل به الحكومة، والأمر الأخطر أن إجراء الاستفتاء يمهد أيضا للانفصال.وأوضحت في تقديرنا أن هناك نوع من الالتفاف على الوقت من جانب الإقليم، للوصول إلى الاستفتاء.
وأكدت أن القرارات التي اتخذتها الحكومة بناء على تفويض البرلمان والمحكمة الاتحادية تعد ملزمة للإقليم، وإن لم ينصاع لها يعد متمردا على الدستور والقانون، ومبدأ الفصل بين السلطات، ومن لا يمتثل للقانون فهو فوق القانون أو خارجه، وتلك هى إحدى الوسائل التي استخدمتها الحكومة، ولا نراهن على المواقف الإقليمية لدول الجوار، والتي قد تغير مواقفها نتيجة لمصالحها السياسية والاقتصادية.وأضافت هناك انتشار كبير جدا للبشمركة يتغلغل في كل مناحي الحياة في تلك المحافظات، والأجهزة الحساسة في كركوك يسيطر عليها البشمركة.وحول ظهور بعض المطالبات من فصائل عراقية تسير في طريق المطالبة بالاستقلال، إذا ما جرى استفتاء كردستان واستقل الإقليم، فلن يصمد العراق، وهو ما يعني أيضا عدم صمود سوريا، وعدم صمود سوريا والعراق سيمثل ذلك رأس مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم المنطقة.وأضافت إن عموم المنطقة الآن يتم تصنيفها بأنها "رخوة"، وربما ستكون تلك هي الشرارة التي ستشعل المنطقة، والدول الكبرى لا يعنيها سوى مصالحها في المقام الأول، وربما سترسم خريطة "سايكس —بيكو" جديدة، فالوضع خطير جدا، والخيارات صعبة أمام رئيس الحكومة العراقي