"عصر الانفصال" يجتاح العالم.. كردستان وكتالونيا يصوتان علي الاستقلال.. استفتاءات الانقسام علي خطي صربيا والسودان

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن "استفتاءات مثيرة للجدل مقررة في كردستان في 25 سبتمبر، وفي كتالونيا في 1 أكتوبر المقبل، كلا الاستفتاءان يضعان هذه المناطق الانفصالية على طريق الصدام مع حكوماتهم المركزية والمجتمع الدولي، ما يزيد من احتمالية الصراع".

وقالت ما الهدف من هذه الاستفتاءات وما الاستراتيجية التي تقف وراءهما؟ ثم أجابت عليه بقوله الانفصال يحدث عندما تبتعد منطقة في دولة لتشكل دولتها ذات السيادة، كان هناك 55 حركة انفصالية ناشطة حول العالم اعتبارًا من 2011، و52 حركة سنويا منذ 1945.

وأضافت الأكراد والكتالونيون يتابعون نفس الاستراتيجية الشاملة للانفصال، وبشكل استراتيجي، كل الحركات الانفصالية، هي نفسها، إنهم يحتاجون لعمل تغيير لإجبار الآخرين على الاعتراف بهم كدول مستقلة.

بالنظر من زاوية متسعة، كتالونيا وكردستان ليستا فريدتين؛ فهما يستعملان نفس قواعد اللعبة ونفس التكتيكات مثل الحركات الأخرى المماثلة.

الحركات الانفصالية تستطيع أن تأخذ نهجين لتحقيق الاستقلال؛ الأول يتم باستهداف حكوماتهم المركزية، والتي تعتبر العقبة الرئيسية أمام أي حركة لتحقيق الاستقلال، فلو سمحت الحكومة بالاستقلال كما فعلت صربيا مع الجبل الأسود في 2006، فإنَّ الطريق إلى دولة ذات سيادة يكون مضمونًا بالتأكيد.

أما النهج الثاني يتم بشكل أساسي بالتحايل؛ حيث تلتف الحركة حول الحكومة المركزية لجلب المجتمع الدولي إلى اللعبة، كما هو الحال في جنوب السودان.

ويمكن للمجتمع الدولي إما الضغط على الحكومة المركزية للسماح بالاستقلال، أو كما في كوسوفو، يمكنه أن يتجاوز الحكومة المركزية تمامًا بالاعتراف بالمنطقة الانفصالية، ومعظم الحركات الانفصالية تستخدم كلا النهجين.

في مقابلات مع أكثر من 12 حركة انفصالية، اكتشفت أنهم متصلون جيدًا فيما بينهم ويتعلمون من بعضهم البعض، فقد أرسل الكتالونيون مراقبين إلى اسكتلندا في 2014 كيف تدير حملة استفتاء.

ومع ذلك فإن هذا ليس ضمانة بأن الانفصاليين دوما ينجحون أو حتى يقومون بالخيارات التكتيكية الصحيحة، الدول ذات السيادة بشكل عام ترفض الانفصال بسبب الاضطرابات المحتملة، إجبار هذه الدول على التفاوض يتطلب سلوك المواجهة والمخاطرة الذي يمكن أن يتسبب في نفور المؤيدين للحركات أو إلى العنف.

مثل هذا السلوك دليل على أن إجراء الاستفتاء في كل من كردستان وكتالونيا سوف يزيد التوتر مع حكوماتهم المركزية والمجتمع الدولي ويثير مخاطر اندلاع صراع واحتمالية أن يأتي بنتائج عكسية.

يذكر أن مراكز الاقتراع أبوابها اليوم أمام الناخبين في كردستان العراق للتصويت في استفتاء الانفصال رغم المعارضة الاقليمية والدولية.

ويشكل الأكراد رابع أكبر مجموعة إثنية في الشرق الأوسط، لكنهم لم يشكلوا دولة على أساس عِرقي على مر التاريخ، وتشير تقديرات إلى أن نسبة الأكراد في العراق تتراوح بين 15% و20% من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون شخص، ونالوا حكمًا ذاتيًا في عام 1991.

وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق قد تعهد عشية الاستفتاء بالمضي قدمًا في إجرائه قائلاً إن "الانفصال وحده يتيح للأكراد ضمان سلامتهم".

وردًا على ذلك، طالبت الحكومة العراقية حكومة كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات ودعت الدول الأجنبية إلى وقف استيراد النفط الكردي.

ويأتي الاستفتاء رغم الضغوط التي مارستها بعض الدول من أجل تأجيله، فقد أعلنت إيران الأحد إغلاق مجالها الجوي مع كردستان، فيما بدأت مناورات عسكرية بالقرب من حدودها مع الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي.

وتشدد إيران وتركيا على معارضة الاستفتاء، في ضوء مخاوف من أن يشعل المزيد من الاضطرابات بين الأقلية الكردية في البلدين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً