كشف فريق من الباحثين الفرنسيين النقاب عن أن إناث الفئران التى أتبع معها نظام غذائي غير صحى أثناء الحمل، أنجبن فئرانا بدينة إلى جانب تفضيلها الإفراط فى تناول الدهون بعد مرحلة الفطام.
وفي الوقت الذى لوحظ فيه أن اتباع نظام غذائى صحى متوازن فى مرحلة الطفولة قد يحد من الرغبة الملحة لهؤلاء الصغار فى إلتهام الأطعمة الغنية بالدهون، فمع ذلك أظهرت الأبحاث حدوث تغير فى دوائر ومراكز المكافأة فى المخ عند مرحلة البلوغ.
وأوضح الباحثون فى جامعة"باريس"، أن النظام الغذائي الغربى الملىء بالدهون مثل الهامبورجر والشيكولاتة، يدفع الكثيرين إلى استهلاك كميات كبيرة من الدهون والسكريات، لترتفع معه تكليف الرعاية الصحية لعدد من الأمراض الناجمة عن النظام الغذائى الغربى مثل السمنة، والسكر.
وتشمل العوامل الكامنة وراء البدانة، الإفراط فى تناول الطعام والسعى للحصول على أطعمة غنية بالطاقة، لتؤثر سلبا على دوائر المكافأة فى المخ، وحدوث تغيرات من شأنها أن تدفع نحو الإفراط فى تناول المزيد من الطعام.
وأشار الباحثون إلى أن ما يثير الدهشة أن الأمهات الحوامل أو المرضعات اللائى تناولن كميات كبيرة من الطعام الغنى بالدهون والطاقة يمكن أن يزيد من خطر تعرضهن للبدانة فى مراحل لاحقة من حياتهن.
وفى دراسة جديدة نشرت مؤخرا – فى مجلة "الغدد الصماء"-، استخدم العلماء مجموعة من فئران التجارب للتحقيق فى العلاقة بين النظام الغذائى للأم ووزن ذريتها، والعلاقة بين الغذاء ونشاط مراكز المخ.
وقام الباحثون بتغذية الفئران بنظام غذائى عالى الدهون والسكريات ( وهو ما يماثل طبيعية النظام الغذائى الغربى)، بينما اتبع مع البعض الآخر من إناث الفئران نظاما غذائيا متوازنا أثناء الحمل والرضاعة، ورصد الباحثون الفئران الصغيرة مباشرة بعد فترة الفطام وعلى مدار مرحلة الطفولة وحتى سن البلوغ المبكر.
وتناولت الفئران الصغيرة فى الحالة الأولى نظاما غذائيا متوازنا مرة واحدة بعد مرحلة الفطام، ولكن فى أوقات محددة سمح الباحثون لبعض الصغار للإختيار بين تذوق الدهون الدهنية أو غير الدهنية، ومن خلال تحليل عينات أنسجة المخ، فحص الفريق البحثى التعبير الجينى والتغيرات فى المخ المرتبطة بمراكز المكافأة، فى حين أن الفئران الصغيرة اللاتي ولدن لأمهات أتبع معهن نظام غذائي يماثل النظام الغذائى الغربى، إكتسبوا مزيدا من الوزن بعد مرحلة الفطام، وأرجع الباحثون ذلك إلى تأثير النظام الغذائى الغنى بالدهون الذى أتبع مع أمهاتهم خلال فترة الحمل والرضاعة.
كما أظهر الباحثون تعرض صغار الفئران لتغييرات كبيرة فى مراكز المكافأة، بما فى ذلك الاختلافات فى مناطق المخ خاصة ما تحت المهاد والتغيرات فى التعبير الجينى المرتبطة بالناقل العصبى المعروف بإسم "جابا".