النووى للجميع.. تقارير غربية تحذر من التعاون النووى بين كوريا الشمالية وإيران.. مصادر: خامات نووية مرت من الصين إلى بيونج يانج عبر طهران

كتب : سها صلاح

معلومات جديدة كشفت عنها جهات استخباراتية من شأنها أن تشدد حلقة الخناق حول رقبة النظام الإيرانى، مفادها تقديم طهران لمساعدات فنية لكوريا الشمالية، مكنت الأخيرة من تصنيع قدرات نووية.

فى السياق نفسه كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن المستوى المتقدم الذى وصلت له بيونج يانج فى سباق التسلح النووى كان بسبب المساعدات الفنية والمالية التى تلقتها من إيران.

وكان موقع ويكيليكس قد نشر وقتها وثائق تؤكد بيع بيونج يانج شحنات من الصواريخ لإيران، وهو الأمر الذى يزيد من مخاوف المجتمع الدولى بشأن انتشار هذا النوع من الأسلحة، إضافة إلى التعاون المحتمل بين البلدين فى مسار التسلح النووى.

كشفت تلك الوثائق عن بعض التفاصيل الخاصة ببرنامج كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم، أحد أهم تلك المعلومات أن بيونج يانج تعتمد، كما غيرها من أنشطة البرامج النووية غير المشروعة، على ما يسمى "شبكات المشتريات" وهى شبكات قد استثمرت كوريا الشمالية فيها بشكل كبير.

وجاء فى تفاصيل الوثيقة أن الشحنات المكونة من الصواريخ الباليستية وبعض مكوناتها قد عبرت من كوريا الشمالية إلى إيران عبر الصين، وهو الأمر الذى يطرح العديد من التساؤلات حول الدور الصينى فى عمليات انتشار هذا النوع من التجارة المحرمة دوليًا.

وفقا لمصادروثيقة فإن ما يجمع كوريا الشمالية وإيران يقف بعيدًا عن الموقف من الديمقراطية أو الدين، هو العداء العلنى مع الولايات المتحدة، كما الحاجة الملحة لامتلاك قوة عسكرية رادعة تحميها من التهديدات الخطيرة المحتملة.

وترتبط طهران وبيونج يانج بعلاقات قوية ومترابطة فى مجالى الاقتصاد والتسليح العسكرى، الكثير من هذه العلاقات معروف ومتناول فى الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، فقد تناولت العديد من التقارير من تسعينيات القرن الماضى اتفاقيات التعاون الاقتصادى وتجارة الاسلحة العسكرية بين البلدين.

فى المقابل، هناك الكثير من التقارير، التى تؤكد أن معظم العلاقات التى تجمع البلدين لا يعلم عنها العالم شيئًا.

ويحيط الغموض صندوق العلاقات الكورية الإيرانية، ففى مقابل التقارير التى أكدت على وجود تلك العلاقات بين البلدين على مستوى التنظيم العسكرى والتسلح النووى، صعدت تقارير تشكك فى وجود أى أدلة من شأنها أن تحسم هذا الجدل الذى تصاعد بشكل حاد مع الاتفاق الذى وقعته طهران فى يناير 2016 بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.

وذكرت تقارير صحفية أن إيران أرسلت وفودًا لها، إضافة إلى علماء وخبراء تقنيين إلى كوريا الشمالية للمشاركة فى أبحاث التسلح الخاصة ببيونج يانج، كما أرسلت كوريا الشمالية فى المقابل ثلاثة وفود لمساعدة إيران فى تجاربها النووية.

وتبادلت طهران وبيونج يانج كذلك مراقبين للتجارب النووية لتبادل الخبرات الخاصة بتخصيب اليورانيوم.

حاولت دراسة أجراها مكتب أبحاث الكونجرس كشف الغموض الذى يحيط بعملية تبادل الخبراء والخبرات فى مجال التسليح النووى بين البلدين، وقالت الدراسة فى رصدها لتلك الحادثة: إن بعض التقارير الصحافية أشارت إلى حالات مزعومة تتعلق بالتعاون النووى، مثل احتمال قيام المسؤولين الإيرانيين بمراقبة الاختبارات النووية الكورية، وأكدت الدراسة أن هناك الكثير من الشكوك التى تحيط بتلك المصادر، فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر أخرى حدوث تلك الزيارة.

وتقول الصحيفة بعد ذلك الاتفاق الذى حدث فى سبتمبر 2012 بين كوريا الشمالية وإيران حول تعاون واسع المدى فى المجالين العلمى والتكنولوجى "هذا الاتفاق أجبر الرئيس أوباما وقتها على إظهار رد فعل رسمى، وظهر تقرير فى "وول ستريت" جورنال يؤكد أن مسؤولين رسميين فى إدارة أوباما أظهروا قلقهم من حقيقة أن رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانى كان حاضرًا لحفلة توقيع الاتفاق"، شرح التقرير وقتها القلق الأمريكى من اشتراك طهران وبيونج يانج فى تعاون نووى.

فى سياق قريب يبدو أن السياسة الإسرائيلية المتشددة تجاه قضية التسلح النووى والتعاون المشتبه به بين كوريا الشمالية وإيران قد تغيرت لتلائم الوضع الجديد، يشى بذلك الاهتمام الواسع للمراكز البحثية الإسرائيلية التى تتناول العلاقة بين إيران وكوريا الشمالية.

كانت السمة الأساسية للتقارير المتناولة لهذه العلاقة الغامضة هى تأثرها بالسياسات الخارجية للدول، إضافة إلى عدم اليقين الذى يغلب عليها نتيجة قلة المصادر الرسمية، فى هذا الوقت تظهر مراكز الأبحاث الإسرائيلية لتصنف التقارير الخاصة بها باعتبارها أكثر الأبحاث دقة، والتى تناولت العلاقة بين بيونج يانج وطهران.

فقد نشر مركز بيجن الإسرائيلى العديد من الدراسات البحثية التى تناولت الموقف الكورى الإيرانى والتعاون السرى بين الطرفين، مع ذكر الكثير من الأسماء الخاصة بالعلماء الإيرانيين المشاركين فى التجارب النووية الكورية الشمالية، يأتى ذلك مع تحليل عميق للصور والتقارير التى أصدرتها وكالات الإعلام الكورية الشمالية بخصوص زيارات القائد كيم أون لمواقع التجارب.

التقارير السرية وتحليلات العلومات الواردة تؤكد اقتراب كوريا الشمالية بشكل حاسم أنها ستصبح دولة نووية قوية، وهو ما لا ينفى احتمالية وصولها لغايتها بالفعل، فمخاطر الهجوم العسكرى هنا أصبحت ربما خيارًا صفريًا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
ضربة جيوستراتيجية لقناة السويس.. مصر في ورطة بسبب تراجع الإيرادات