بوجه شاحب، وجسد ممشوق، تجولت "نورا. س" فى انكسار وحسرة بردهات حكمة الأسرة تبحث عن، إجابة لأسئلة تدرو برأسها.
وبعبارات يملؤها الحزن والأسى، بدأت ذات العشرين عاما، حديثها من داخل محكمة الأسرة بالقاهرة، إنها جاءت للمحكمة بحثا عن حل ومخرج من أزمتها التى خلفها الزواج من مسن خليجى تزوجها وساقها لحرملك زوجاته فى بلده وعاملها كالخادمات ليشبع منها رغباته الحيوانية فى ذل ومهانة.
أضافت نورا: "أهلي باعونى لرجل يتعدى عمره 60 عامًا، فلم يضعوا فى حسبانهم ولو لثانية ما سوف يحدث لى مع رجل فى عمر جدى، وفرحوا بالمال ولم يهتموا بالنار التى "ألقوا بى فيها".
وتابعت: "حضر الرجل عن طريق إحدى السيدات التى تتوسط فى الزواج، من داخل القرية، وبدأت فى الدخول به على أكثر من فتاة ليرى من تعجبه وتقوم بإتمام الصفقة، حتى جاءت الأقدار ووقع الاختيار على أن أكون الضحية".
استطردت: "عندما حضر إلى بيتى وأطلع على، وافق وبدون تردد، على أن يدفع لأهلى المال الذى يطلبونه، لكن كانت المفاجأة بأنه ليس فقط يكبرنى سنًا، ولكن اشترط على أهلى بأن يكون الزواج عرفيًا، وعلى الفور، وافق أبى وأمى على الزواج دون أن يراعيا مشاعرى وإنسانيتى فى اختيار شريك حياتى".
يغلب الزوجة البكاء قبل أن تضيف "تمت الزيجة دون أن يعلم أحد من أهل القرية سوى الأهل والأقارب فقط، وبعد أسابيع من الزواج، بدأ يعد أمتعته للسفر إلى بلده فى الخليج، كلما حاولت أن أتراجع وأتوسل إليه ليتركنى، ازداد غضبًا وقام بضربى أمام أسرتى، دون أى رد فعل من أبى وأمى، فأدركت فى تلك اللحظة أنه لا مفر أمامى سوى أن أخضع لرغباته وشهواته".
وتابعت: "فى الصباح الباكر، ذهبنا إلى المطار، بعد أن قام بعمل تأشيرة السفر، ولكن فى تلك اللحظة لم أحسب على الباسبور الخاص به، نظرًا لأن الزواج كان عرفيًا، وما إن وصلنا الفيللا التى يعيش فيها وجدت زوجته الأولى وأولاده أكبر منى وشعرت وكأنى أهلى ألقوا بى فى كومة شوك، ومن هنا تحولت حياتى لجحيم، فكانوا يعاملوننى كخادمة لهم".
"وفى يوم، اشتد غضبه، عندما رفضت معاشرته أمام نسائه، فقام بضربى وتعذيبى، فقمت بالاتصال بأسرتى وطلبت النجدة منهم، فلم أجد منهم سوى"احمدى ربنا وعيشى فى العز اللى أنتى فيه"، هكذا استطردت نورا فى حديثها الباكى، واستفاضت: "ضاقت بى سبل الحياة، ولم أجد ملجأ من بطش العجوز ومن إرهاقى وعملى داخل الفيللا كالخادمات، ومن هنا استغللت خروجى من الفيللا لإحضار الخضروات، وذهبت إلى السفارة المصرية، وبدأت أتوسل لرجوعى إلى مصر، حتى تم الاستجابة لطلبى ورجعت إلى وطنى".
تختم الزوجة الشابة قصتها بالتساؤل: "الآن وقد تخلصت من عذابى ولكنه لم يطلقنى، فهل يجوز أن أتزوج من غيره وكيف وأنا ما زلت على ذمته بالعقد العرفى؟
نقلا عن العدد الورقي.