مصر تحتضن الأطفال الأفارقة اللاجئين داخل 60 مدرسة.. راديو صوت امريكا: التلاميذ يحبون المجئ إلي القاهرة لشعورهم بالأمان.. واخصائيين نفسيين يرصدون المعاناة التي عاشها الطلاب قبل لجوءهم

كتب : سها صلاح

نعرف أن التلاميذ يحبون المجئ إلى هنا لأنهم يعرفون أن هذا المكان آمن بالنسبة لهم، إنهم يشعرون بالحب هنا، ويجدون مدرسين يعتنون بهم ويساعدونهم ليصبحوا شبابًا وفتيات قادرين على اتخاذ قرارات مسؤولة في حياتهم، جاء هذا علي لسان أحد معلمي مدرسة "أفريكان هوب" بالقاهرة المختصة بتعليم أطفال اللاجئين الأفارقة في مصر وفقاً لراديو "صوت امريكا".

وقال المعلم أن المدرسة تحت الرعاية المصرية التي تذلل أي عقبات من خلال مزيجًا من الصبر والعطف لتعليم الأطفال اللاجئين القادمين من حوالي 10 بلدان أفريقية.معظم أطفال المدرسة يملكون نفس تطلعات نظرائهم في العالم، و الآن لم يعدوا يواجهون عقبات لا تعترض سبيل الآخرين في كل مكان.كريس روبك، المعلم بمدرسة "أفريكان هوب" قال أن الطلاب محظوظون لبقاء أحد الأبوين، فيما يعيش آخرون مع عماتهم أو أعمامهم أو مع أفراد تنتمي لنفس قبائلهم الإفريقية يعتبرونهم في منزلة ذويهم.ذكريات الآلام التي واجهها تلك الأطفال قبل هروبهم إلى مصر تمثل عبئا ثقيلاً لبعض منهم لدرجة تجعلهم غير قادرين على الحديث،أحد الأطباء النفسيين المصريين جعل التلاميذ يرسمون صورا للمعاناة التي شهدتها عائلاتهم.و أضاف روبك تبدأ طبيبة النفس المتطوعة مهمتها بأن تطلب من الطفل رسم قريته، ووالدته ووالدته وأشقائه، ويشير التلميذ إلى بعض القطع على الأرض، ومن ثم يبدأ تدريجيا في التحدث والتعبير عن نفسه.ويتذكر روبك فتاة صغيرة جاءت إلى المدرسة وعلى وجهها علامات حروق، وعلم القائمون على المدرسة أن عمتها هي التي فعلت معها ذلك كنوع من "التأديب"، وطلبوا منها التوقف عن تلك الممارسات، لكنها رفضت في العام المقبل إلحاقها في المدرسة عقابا لها.لماذا يأتون إلى المدرسة؟ونقل راديو صوت أمريكا عن معلم آخر بالمدرسة تنحدر أصوله من جمهورية الكونغو الديمقراطية قوله إنه بدأ وظيفته في "أفريكان هوب" عام 2003، و أن وزراة التضامن الاجتماعي أرسلت للمدرسة جميع الأطفال الأفارقة التي عثرت عليهم تحت الكباري أو في الحدائق العامة وتم إقناعهم للإنضمام للمدرسة من خلال فريق متخصص.ومن بين وسائل الإقناع الأطفال قولهم لدينا مدرسة هنا تستطيعون الانضمام لها، إنها مجانية، كما أن الدافع الأقوى الذي يغري الأطفال للانضمام هو وجود وجبات مجانية، وعندما يسمعون عن الطعام يأتون إلى هنا.وتساهم منظمة غير حكومية تديرها الكنيسة الإنجيلية في القاهرة في تقديم مساعدات عينية لهم تتضمن السكر والدقيق وزيت الطهي وغيرها من أساسيات إعداد الطعام.منظمة "ريفيوجي إيجيبت" تقدم لهم كذلك خدمات علاجية طبية مجانية، وبعض الأدوية للاجئين في عيادة صحية تحت إشرافها،ومعظم الأطباء وهيئة التمريض بتلك العيادة من المتطوعين.وتسمح اتفاقية أبرمتها مفوضية شؤون اللاجئين مع مصر عام 1954 لبعض اللاجئين القادمين من بلدان معينة تسجيل أطفالهم في المدارس المحلية ومعالجتهم في المرافق الطبية الحكومية في مصر.ولذات السبب، بلغ عدد المدارس المعنية بتعليم أطفال اللاجئين في مصر 60 مدرسة بينها "أفريكان هوب".ويتم تدريس المناهج عادة في معظم مدارس اللاجئين باللغة الإنجليزية، وتتضمن الرياضيات واللغة العربية ومحو الأمية ودراسات اجتماعية وحاسب آلي وتنمية شخصية.وبالرغم من صعوبة التكيف مع الأوضاع في الغربة، تمثل فرصة الانضمام لتلك المدارس متعة خاصة، إذ تمنح الأطفال اللاجئين الفرصة للعب مع أقرانهم، والاستمتاع والتعلم.ويبذل المعلمون قصارى جهدهم في تعليمهم، ويفعلون ذلك بدافع الحب،واختتم روبك قائلاً نعرف أن التلاميذ يحبون المجئ إلى هنا لأنهم يعرفون أن هذا المكان آمن بالنسبة لهم، إنهم يشعرون بالحب هنا، ويجدون مدرسين يعتنون بهم ويساعدونهم ليضحوا شبابا وفتيات قادرين على اتخاذ قرارات مسؤولة في حياتهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً