صرخات من تحت أنقاض "الموصل".. سيناريو حلب يتكرر في الجانب الغربي بالعراق

كتب : سها صلاح

بعد قتال شرس دار على أرض الموصل في العراق لمدة 9 أشهر عاد الهدوء للمدينة التي أصبحت ركام المباني بعد أن كانت تتنفس بالحياة.

ودارت في المدينة حرب على تنظيم داعش قادتها القوات العراقية وما في ركابها من مليشيات مسلحة بدعم من قوات التحالف الدولي وطيرانه، وطُحنت المدينة بمدنيها وحجرها بين مطرقة التنظيم وسندان الجيش العراقي.

مشهد دمار الموصل كمشهد حلب من قبلها يشبه نهاية العالم، ويشير إلى صعوبة عودة أهاليها الذين فروا من القتال، وإلى حال الذين عاشوا داخلها ظروفا مرعبة من نقص الأغذية والتفجيرات واستخدامهم دروعا بشرية من قبل مسلحي تنظيم داعش

وتسببت الحرب بين تنظيم داعش والقوات العراقية معالم الجزء الغربي من المدينة بشكل شبه كامل، وخاصة في المناطق القديمة.

وعلى الرغم من مواصلة تطهير المدينة من العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش إلا أن وجوه السكان تبدو بائسة.

ومنذ استعادة الموصل من تنظيم داعش، تستمر فرق الدفاع المدني باستخراج الضحايا من تحت الأنقاض، وتم انتشال 2650 جثة من نصف مساحة المدينة القديمة.

وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية أن الفرق التابعة لهم تخشى التدخل أكثر في بعض المناطق خوفًا من الدخول في منازل مفخخة، في وقت تشير بعض التقديرات إلى أن عدد ضحايا الحرب الأخيرة في الموصل يتجاوز 40 ألف شخص، من بينهم عوائل كاملة لم يعثر على أثرها حتى الآن.

وتبلغ مساحة المدينة القديمة حوالي 13500 متر مربع، وكان يقطنها نحو 150 ألف نسمة، وقد هجرها من تبقى من سكانها نحو مناطق الجانب الأيسر الأكثر استقرارا، إلا أنهم يشتكون من ارتفاع أسعار الإيجارات، وهم كذلك عاجزون عن العودة إلى مناطقهم التي ما زالت تتكوم تحت أنقاضها مئات الجثث.

وأضافت الصحيفة أن الجانب الغربي للموصل الآن مفزع، حيث مازال السكان يبحثون عن جثث ذويهم تحت الانقاض، بينما تعمل قوات المفرقعات في البحث عن الأماكن المفخخة.

وأكدت أن إعادة الإعمار بطيئة جدا وذلك بسبب قلة الموارد وعدم والوضع الاقتصادي السيئ بكل عام في العراق.

وقبل انتهاء عمليات تحرير نينوى بأكثر من شهرين، بدأت مشاريع الاستقرار والمنح الدولية، إذ قدمت «يو أن دي بي» 25 مليون دولار لتمويل 27 مشروعًا، وبعدها بأيام أُقرّ 25 مشروعًا إضافيًا بتمويل من المجتمع الدولي لدعم الاستقرار والتربية والصحة والكهرباء والصرف الصحي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً