السعودية تعلن بداية عصر جديد بالسماح للمرأة بقيادة السيارات.. الأنظار تتجه بقوة إلى محمد بن سلمان: "هو من تبنى الفكرة"

قرار تاريخي وغير مسبوق في تاريخ السعودية، أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إذ سمح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، ومساواتها في ذلك بالرجال.

وأصدر الملك أمرا موجها لوزير الداخلية جاء نصه:

"نشير إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها"، "كما نشير إلى ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعًا من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السعودية .

كانت قضية قيادة المرأة للسيارات واحدة من أبرز القضايا الشائكة في المجتمع السعودي المحافظ بأفكاره ومناهجه المتبعة، وكانت كل المطالب بإعطاء المراة حقها في القيادة تواجه بالرفض وأحيانا بالسجن، كما كانت هناك قوانين صارمة تضع المرأة تحت طائلة القانون في حال قيادة السيارة، وجاء قرار الملك سلمان ليغير كل هذه المفاهيم والأفكار، وفيما يبدو بأنه إعادة صياغة شاملة لنظام وقوانين وأفكار المملكة.

ردود الفعل غير عادية

لاقى القرار أصداء وردود فعل واسعة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حيث أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بقرار المملكة العربية السعودية السماح للمرأة بقيادة السيارة، واصفة إياه بأنها خطوة عظيمة في الاتجاه الصحيح.

كما أطلق مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، هاشتاجًا جديدًا يحمل اسم «#الملك_ينتصر_لقيادة_المرأة»، تصدر تويتر، وأشاد رواد الموقع بالقرار وقدموا الشكر للعاهل السعودين معربين عن سعادتهم بهذه الخطوة المهمة والقرار الشجاع.

ماوراء القرار.. الأنظار تتجه لمحمد بن سلمان

كان لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، موقفاً سابقا من مسألة قيادة المرأة للسيارات، حيث قال في تصريحات خلال مؤتمر الإعلان عن رؤية المملكة 2030، في شهر إبريل عام 2016، رداً على سؤال ما إذا كان سيُسمح للمرأة بالقيادة: "لا شك أن المرأة عملها مهم جداً، وهي نصف المجتمع، ولا بد أن تكون فعالة ومنتجة في السعودية.. قيادة المرأة ليست قيادة دينية، بقدر ما هي قيادة لها علاقة بالمجتمع نفسه، يقبلها أو يرفضها."

وأضاف بن سلمان خلال ذاك المؤتمر: "إلى اليوم، المجتمع غير مقتنع بقيادة المرأة، ويعتقد أن لها تبعات سلبية جداً.. ولكن أؤكد أن هذه مسألة لها علاقة بشكل كامل برغبة المجتمع السعودي، لا نستطيع أن نفرض عليه شيء لا يريده، لكن المستقبل تحدث فيه متغيرات، ونتمنى دائماً أن تكون متغيرات إيجابية."

هذه التصريحات الكاشفة التي أدلى بها الأمير الشاب، تؤكد أن القرار الذي أصدره العاهل السعودي غير بعيد عن فكر وقناعة الأمير محمد بن سلمان بل ومشاركته بطريقة أو بأخرى في خروج هذا القرار إلى النور.

إذا أفكار بن سلمان بدأت تتحول إلى قرارات مصاغة ومنفذة على أرض الواقع، الأمر الذي يشير إلى أن دماء جديدة بدأ ضخها في أوردة المملكة، وإذا ما أخذنا في الاعتبار أفكار محمد بن سلمان الاقتصادية حيث دشن سابقا، المؤتمر الذي أعلنت فيه السعودية عن بدء خطتها الطموحة "رؤية السعودية 2030"، لتحويل الاعتماد الاقتصادي للدولة من النفط إلى الاستثمار، والتي شملت خططاً شاملة تتمحور حول عدة نقاط أساسية منها إنشاء أضخم صندوق استثمارات بالعالم والخصخصة والصناعات الجديدة والسياحة الدينية وتوفير المزيد من الوظائف.

وأكد محللون وخبراء أن جزء رئيسي من جهود الإصلاحات التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، هو زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة.

كل هذه المؤشرات والتصريحات السابقة، وجهت الأنظار تجاه الأمير الشاب، إذ بات من المؤكد أن المملكة السعودية تتجه نحو تغيير مسار جذري، وأن هناك إجراءات مقبلة تنتظر المملكة في عهد الأمير الشاب، يقود من خلالها البلاد نحو مزيد من الانفتاح وفتح أبواب الحريات، مما سيغير الأطر التقليدية المعروفة عن المملكة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً