يعيش العديد من الأكراد في مصر، وهم منتشرون في أماكن مختلفة، وقد انصهر القسم الأكبر منهم في مصر، ولا يزال الاكراد في المدن المصرية معروفين بأصولهم الكردية، ومنهم من يشغل مواقع بارزة، ومنهم الحكام والمحامون والصحفيون والمدراء والفنانون.
هناك عائلات كردية استقرت في صعيد مصر تمارس حياة عادية لا تتميز عن بقية الشعب المصري، وهناك جمعية في حي شبرا بالقاهرة باسم " الجمعية الكردية" أسسها أكراد الصعيد(42)،كما يوجد العديد من الطلبة الاكراد في كافة بلاد كردستان ممن تلقوا تعليمهم الجامعي في جامعات مصر وخاصة جامعة الأزهر الشريف.
ومن العائلات الكردية المعروفة في مصر عائلة " تيمور باشا" التي ينتسب إليها الكاتب احمد تيمور باشا، والشاعرة عائشة التيمورية، والأديب محمود تيمور، وعائلة بدرخان، والأورفلي، ظاظا، الكردي، وانلي، عوني، الكردي، الاباضية، خورشيد.
حيث سكنت عائلة من آل بدرخان بمدينة الفيوم وعرفوا باسم والي لأنهم كانوا ولاة على هذه المدينة، لذلك اصبح لقب الوالي تسمية لهم ويعرفون بها، وعرفنا منهم سيد بك والي بدرخان الذي أرسل برقية تعزية من الفيوم يوم وفاة جلادت بدرخان بدمشق سنة 1951 ،وسكن بعض من آل بدرخان في القاهرة، وهؤلاء البدرخانيون من أحفاد أمير بوتان الكردي بدرخان باشا.
كما أن بعض القرى المصرية تحمل لفظ الأكراد، مثل " كفر الأكراد"، و" منية الكردي"، و" قرية الكردي" مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية بالوجه البحري.
"الأكراد في مصر"
يعيش العديد من الأكرد في مصر في محافظات عدة، ورغم أنصارهم في المجتمع المصري إلا أنهم محتفظين بأصولهم، لكن اختلفت الروايات في تحديد دخول الأكراد إلى مصر، فذكرت أنهم دخلوا مع بداية علاقات "الميتانيين" أجداد الأكراد، وبين الملوك الفراعنة منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد، بحسب كتاب "الأكراد في مصر عبر العصور".
في الوقت الذي ذكر فيه أنهم دخلوا مصر بعد الفتح الإسلامي لأقليم كردستان، وأصبحوا جزءا من المجتمع المسلم حينها ليساهموا بعد الفتح في بناء الحضارة الإسلامية، وتحديدا مع تولي صلاح الدين الأيوبي "الكردي" خلافة المسلمين ونوه إلى أنهم توافدوا على مصر في عهد الدولة الأيوبية كرجال حكم وإدارة وقادة عسكريين وجنود وتجار وطلبة علم في الجامع الأزهر طوال التاريخ الإسلامي.
"عدد الأكراد"
لم تصدر إحصائية رسمية في مصر عن عدد الأكراد المقيمين فيها، حيث تشير بعض التقارير والكتب عن اقتراب عددهم من 4 ملايين شخص، في الوقت التي ذكر أن عددهم يقترب من مليون نسمة فقط، بخلاف حوالي 1100 طالب يدرسون في جامعة الأزهر، إضافة إلى ما يقرب من 2000 مقيم.
ويتنشر الأكراد في كل محافظات مصر تقريبًا، وهناك بعض القرى والمدن والشوراع التي تحمل أسمهم، والموجودة حتى الآن، مثل "قرية منشأة الكردي" في محافظة الغربية، وبنو زيد الأكراد وجزيرة الأكراد في صعيد مصر، ومنية الكردي وكفر الكردي في محافظة الدقهلية، وشارع عائشة التيمورية في منطقة جاردن سيتي بوسط القاهرة.
"الأكراد في السياسة"
كان من بين الأكراد الذي تولوا مناصب كبيرة في مصر أحمد بن ضحاك أحد الأمراء الذي تولى في عهد الخليفة الفاطمي القادر بالله مناصب مهمة في الجيش المصري، وأبو الحسن سيف الدين علي بن سالار، وزير الظافر العبيدي صاحب مصر.
وذكرت مصادر أن مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا الكبير من أصل كردي وتحديدا من من ديار بكر، وفقا لتصريح حفيده الأمير محمد علي لمجلة "المصور" المصرية عام 1949.
كما تولى محمد الكاشف بن إسماعيل بن علي مديرا لمحافظة الشرقية، وتولى ابنه ابنه إسماعيل رشدي باشا مناصب عدة، حيث كان مديرا لبعض المديريات ورئيساً لديوان الخديوي.
"إبداع كردي"
وبرز في الحياة المصرية العديد من الشخصيات التي كان لها دورا هامًا في النهضة الاجتماعية والفكرية والدينية والفنية، حتى أنهم أصبحوا روادًا في مجالاتهم وتركوا بصمة كبيرة في الحياة والتاريخ المصري، فمنهم: "أمير الشعراء أحمد شوقي والأديب محمود تيمور والأديبة عائشة التيمورية والإمام محمد عبده والمخرجان أحمد بدرخان وعلي بدرخان، والأديب عباس محمود العقاد وعامر العقاد والمفكر قاسم أمين والباحث الدكتور حسن ظاظا والشيخ عبد الباسط محمد عبدالصمد والكاتبة درية عوني محمد سيف الدين وانلي".
ومن الفنانين ذوي الأصول الكردية الذين تركوا بصمة في الفن المصري، حتى تحولوا إلى أيقونة يشير الجميع إلى إبداعهم، فمنهم: "محمود المليجي، وعادل أدهم، وصلاح السعدني، وأحمد رمزي، والسندريلا سعاد حسني وأختها نجاة الصغيرة، والمخرج السينمائي أحمد بدرخان وابنه علي، والفنان عمر خورشيد وشيرين وشريهان".