كان مشهد ذبح 21 عاملا مصريا يعملون فى لييبا على أيدى تنظيم داعش، وسيظل عالقاً فى قلوب المسلمين قبل الأقباط ، أجساد هؤلاء الشهداء بعد الثلاث سنوات ترفض أن تظل مدفونة بعيدة عن مصر.
حيث اكتشفت ليبيا مقبرة تحتضن رفات الأقباط الذين ذبحوا علي يد التنظيم الإرهابي، وتم إلقاء القبض علي منفذ ومصور واقعة ، فى مدينة سرت، جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقده رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام، الصديق الصور، فى العاصمة الليبية، طرابلس، تحدث فيه عن آخر مجريات التحقيق مع عناصر تنظيم "داعش"، المقبوض عليهم لدى السلطات الليبية.
كان تنظيم داعش قام بإعدام 21 مصري قبطي تحت عنوان رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب. حيث بث تنظيم الدولة فيديو تظهر عملية ذبح 21 مصري على إحدى السواحل يشار إليها على إنها في ليبيا.
وأظهرت الصور معاملة مشينة من عناصر داعش للأسرى، حيث ساقهم واحدا واحدا. وأظهرت إحدى صور تلطخ مياه البحر بلون الدم.
وفى المؤتمر الصحفى، قال "الصور" - حسب ما نقلته وكالات الأنباء - إنه "تم القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط المصريين فى ليبيا والتى جرت خلف فندق المهارى بمدينة سرت"، مؤكدًا أنه "تم تحديد أماكن دفن جثث المصريين الأقباط فى سرت وسنبحث عنهم"، وهو ما يطرح تساؤلا مهما للمصريين عامة ولاهالى الشهداء بشكل خاص، هل تواصل الدولة جهودها لاستعاددة رفاتهم لدفنها فى مصر.
وأضاف "الصور"، فى مؤتمر صحفى اليوم الخميس، أن سلطات طرابلس كشفت موقع الجريمة الإرهابية التى نفذها تنظيم "داعش" بحق عدد من الأقباط المصريين، والتى ذبح فيها عناصر التنظيم 21 عاملا فى شهر فبراير 2015، فبعد بحث وتتبع وجهود أمنية تأكدت السلطات أن الجريمة نُفّذت خلف فندق "المهارى" بمدينة سرت، وعلمت السلطات هوية منفذى الجريمة أيضا، ومكان دفن الجثث، وسنستخرجها قريبا.
ونشرت صحيفة الميرور صورا مأخوذة من شريط الإعدام، وبالاستناد إلى شجرة النخيل الوحيدة التي ظهرت في التصوير على الشاطئ خلف ظهر قائد عملية القتل الجماعي، دلل هؤلاء على أن المكان هو "شاطئ فندق المهاري الواقع في منطقة السبعة غرب سرت" والذي يسيطر عليه منذ مدة تنظيم "أنصار الشريعة".
وقالت الصحيفة أن منفذ كان يشتبه به أن يكون "أبو سليمان الجهبذي" مرفقا صفحته بصورة لقائد عملية الإعدام.
هذا الجهبذي نشر تغريدات عنيفة مؤيدة لـ"داعش" ولجرائمها الوحشية، بل وبعث عبر صفحته برسالة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب الغارات على مواقع التنظيمات المتطرفة في مدينة درنة تقول "لحظة ! أريد أن أرسل رسالة: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، أيها السيسي أسلم تسلم، وإلا لقد أتيناك جائعين نريد أن نشبع من لحم جنودك".
سارعت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إلى إغلاق حساب المعني، إلا أنه نفى قبل ذلك علاقته بمجزرة المصريين الأقباط، مشيرا إلى أنه فقط وضع صورة قائد عملية الإعدام، بل وتبجح بأنه ذبح أقباطا، مضيفا "لكن ليس هؤلاء الأقباط فهم كانوا حصة غيري"
ونقلت الصحيفة عن شاهد، وهو أحد المصريين المتواجدين في مدينة مصراتة الليبية ويدعى مينا صليب قوله إن "عملية الاختطاف جرت في 26 يناير الماضي، وما بعدها بأربعة أيام، وذلك على مرحلتين، الأولى حينما قرر 7 منهم العودة لمصر، في ظل المخاوف من تصاعد الاشتباكات بين المليشيات والقوات النظامية، حيث اتفقوا مع سائق على توصيلهم للحدود المصرية الليبية، وخرجوا مع السائق، وبعد ساعتين، عاد السائق بعدما سلمهم للخاطفين".
أما المرحلة الثانية فوصفها مينا صليب بالتالي "بعدها بأربعة أيام، وفي الثانية عشرة بعد منتصف الليل، حدثت عملية الاختطاف الثانية، التي شارك فيه عدد كبير من عناصر التنظيم الإرهابي، وتمت العملية بدقة حيث دخلوا، لغرف بعينها، يسكن فيها الأقباط، رغم امتلاء البيت بالمصريين مسلمين ومسيحيين، وهذا يوضح أن من اقتحم البيت كان له سابق معرفة، بمن فيه وبأماكن غرف الأقباط على وجه التحديد، مؤكدا أن هناك مصريين شاركوا في الإرشاد عن زملائهم.
وكشف الشاهد شكه في تورط السائق في تسليم 7 مصريين إلى "داعش" بالقول "السائق يعد لغز الأزمة، فهو عاد بعد ساعتين، معلنا اختطافهم في قرية "زلة"، التي تبعد أكثر من 6 ساعات عن مدينة سرت، التي خرجوا منها ويعيشون فيها، فكيف جرى اختطافهم بعد ساعتين فقط".
موضحا أنه تحدث في آخر اتصال بينه وبين أحد المصريين المختطفين ويدعى شنودة، وأخبره أن السائق يسير في ممر جبلي، بعيدا عن الطريق الرئيس، وبرر ذلك بالقول إنه يحاول اختصار الطريق، وبعدها بأقل من ساعة أغلقت هواتفهم، وعاد السائق وأخبرهم أنهم تعرضوا للاختطاف على الطريق، ما يؤكد أن السائق هو من سلمهم.