اطفال وكبار يضربونَ أنفسهم ويُدمون رؤوسهم وظهورهم، في حالة طقوسية شائعة لدى الشيعة يقومون بها في ذكرى كربلاء، يوم عاشوراء حيث قتل الحسين بن علي وبقية آل بيتهِ إلا واحدًا في كربلاء، في واحدة من أبشع المجازر التي حدثت في تاريخ الإسلام، فما هو يوم كربلاء ولماذا يتعامل معه الشيعة هكذا؟ وما أصول هذه الشعائر؟
خطب فيه الحسين بن علي خطبته المشهورة"أما إنَّ الدُّنيا قد أدبَرَت وتَنَكَّرَتْ وتَغَيَّرَت وانشَمَرَتْ ولم يبقَ منها إلا صُبابَةٌ كصُبابةِ الإِناءْ وإلا خسيسُ عيشٍ كالمَرعَي الوَبِيلْ، ألا ترونَ الحَقَّ لا يُتآمَرُ بِه، والمُنكرُ لا يُتناهَي عنه، أما إِنِّي لا أرى الموتَ إلا سعادةً، والحياة مع الظالمينَ إلا بَرَمًا ".
-معركة كربلاء
كشفت صحيفة الديلي ميل البريطانية بأن الشيعة يقومون بإحياء ذكراها باعتبارها حدثًا هامًا ومؤسسًا في التاريخ الشيعي عن التضحية والثورة والجهاد في سبيل الحق والعدل.
وفقًا لكتب جميع المؤرّخين تخلَى الحسن بن علي رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان على أن تؤول إليه الخلافة بعده، لكن الحسن بن علي مات مسمومًا وفقًا لبعض المؤرخين، ولا تزال الطريقة التي توفي بها الحسن رضي الله عنه وقضية دس السم له موضع جدل تاريخي، وتمت تمرير بيعة ابنه يزيد الذي اشتهر بسيرة سيئة.
تصاعدت المعارضة لهذه البيعة وكان رؤوسها الحسين بن علي رضي الله عنه وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر، إلا أن الحسين رضي الله عنه هو الذي كان قد قرر أن يفعل شيئًا.
خرج من المدينة إلى مكة، راسلهُ أهل الكوفة أن تعال إلينا نحارب معك، فبعث لهم ابن عمه مُسلم بن عقيل ليأخذ له البيعة، سارت الأمور كما يحب فخرج إلى الكوفة في أهل بيته وبعضٍ من أصحابه وهنا اعترضهم جيش الكوفة التابع ليزيد بن معاوية،كان أتباع الحسين قد تخاذلوا عنه بعد تشديد الأمويين لقبضتهم على الدعوة الحسينية في الكوفة وقتل مُسلم بن عقيل بن أبي طالب.
كان مع الحسين 32 فارسًا وأربعون راجلًا وأهل بيته من النساء والصبيان. وكان جيش الأمويين يصل أربعة آلاف جندي يكثر فيهم الفرسان، حاول الحسين أن يقوم بمحاولة نجاة آمنة، وعرض على قائد الامويين ثلاثة أمور:
1- إمَّا الذَّهَاب إلى أحدِ ثغور الإسلام ليجاهد فيها.
2- إما أن يقبل على يزيد في الشام فيضع يده في يده.
3- أو أن يرجع إلى المكان الذي جاء منه، ولكنّ قائد الجيش لم يرضَ إلا بالقتال.
-دور الجيش الأمويقام جيش الأمويين بمنع وصول المياه عن الحسين وأتباعه، وتمّ القتال على ثلاثة أيَّام، قتل فيها جميع أصحاب الحسين وأهل بيته من الرجال والصبيان لم يتبق إلا عليّ زين العابدين فقط من نسل أبيه.سر احتفال الشيعة بذكرى عاشوراءفيما يُعرف بالشعائر الحسينية يقوم الشيعة الإثني عشرية بإحياء ذكرى مقتل الحسين وأهل بيته في عاشوراء وفي يوم الأربعين مجموعة من الشعائر يقوم بها المنتمون لطائفة الشيعة، منها المشي على الجمر الحار لاستشعار آلام الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته، كما يشتهرون بعملية اللطم.وقالت الصحيفة أن تلك الشعائر تمارس لأسباب سياسية بحتة وليست دينية بالمرة، فقد عارضها العلماء الشيعة الحقيقيُّون منذ زمانٍ بعيد وفقًا لشريعتي، وبعضهم سكت عن اعتراضه خشية من السلطان أو العامَّة. وفي إيران مُنع التطبير بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران جميعها طبقًا للمادة 638 من القانون الجنائي، خامنئي حرم التطبير كذلك في العلن والخفاء سواءً. وفقًا لما يقوله بعض الشيعة المعتدلين كشريعتي ومرتضى مطهري فإن التطبير وغيره من العادات التي اعتبرت دينية ما هي إلا عادات مستعارة من دياناتٍ أخرى ودخيلة على المسلمين. وهكذا تحوَّلت ذكرى كربلاء الحسين من صوتٍ للثورة وصدعٍ بالحقّ، إلى أمرٍ ينكرهُ علماءُ الشيعةِ أنفسهم.