تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم (الجمعة) عددًا من الموضوعات المهمة منها، فوضى الفتاوي، وتداعيات استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق.
ففي مقال تحت عنوان "فوضى الفتاوى وتجديد الخطاب الديني"، أشار علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام إلى فوضى الفتاوى، ومنها ما عرف بنكاح الوداع، وإتيان الحيوانات وما سبقهما من فتاوى إرضاع الكبير وبول الإبل ومعاشرة أسيرات الحرب وتكفير المسيحيين، وتساءل ألا يمكن أن يكون لفوضى الفتاوى أي فائدة ما دامت قد باتت قدرا لا يمكن الفكاك منه؟ وألا يمكن أن يكون لتلك الفوضى علاقة بتجديد الخطاب الديني؟.
وأكد الكاتب صلابة المجتمع حيث لا يمكن لتلك الفتاوى، أن تنال منه ولا من عقيدته الراسخة بسماحتها التي يشوهها هؤلاء وغيرهم المتكالبون على شهرة زائفة والمسكونون بأفكار أقل ما يقال عنها إنها شيطانية، لا تستهدف خدمة الدين ولا الوطن ولا الإنسانية، إذ لا يمكن لعاقل أن يتصور أن دينا سماويا يمكن أن يقبل ويقر بمثل تلك الفتاوى.
وقال إنه يمكن أن نأخذ من إطلاق تلك الفتاوى مدخلًا لبداية حقيقية لتجديد الخطاب الديني وتنقية التراث من روافد تلك الفتاوى، موضحًا أن ما قال به مطلقو تلك الفتاوى الشاذة هو مجرد نقل من كتب تراثية يعج بها التراث الإسلامي، تماما كما يفعل الداعشيون ومن يدور فى فلكهم، إنهم يحاولون أن يجدوا مبررا ومرجعًا -مهما كان ضعيفًا أو شاذًا- لما يرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية وضد الإسلام نفسه.
وأضاف أن إدانة هؤلاء والمطالبة بالحجر عليهم أو الكشف على قواهم العقلية، أو منعهم من الفتوى أو التحقيق معهم وتوقيع العقوبات ليست الحل، ورأى أن الحل هو التصدي الحر والجريء، لتلك الفتاوى وتفنيدها وتوضيح أنها ليست من صحيح الدين، ولا يمكن قبولها عقلًا.
وأوضح أنه هنا يأتي دور الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، فتنقية التراث الإسلامي مما يشوبه يجب أن تكون المهمة التي لا تتقدم عليها مهمة للأزهر الشريف، وإذا كان الأزهر يتصدى بكل قوة لما يتم طرحه من فتاوى شاذة، فإن الأهم أن يغلق الباب الذي تخرج منه تلك الفتاوى.
وأكد رئيس تحرير الأهرام أنه من الضروري إطلاق مشروع متكامل للملمة تلك الآراء والفتاوى الشاذة، وتفنيدها للمجتمع وللشعوب الإسلامية قبل أن يستخدمها الجاهلون والمغرضون قنابل يستهدفوننا وديننا بها، وليكن ذلك المشروع هو اللبنة الأولى والأساسية للدخول في عملية شاملة لتجديد الخطاب الديني، خاصة أن الدعم السياسي ممثلا في وقوف الرئيس السيسي خلف ذلك المشروع بات مؤكدا، بل إن الرئيس يلح عليها ليل نهار إيمانا منه بخطورة التأخر أو حتى التراخي في القيام بتلك المهمة.
وقال:"إذا كان التصدي لفوضى الفتاوى كلما شاعت لم يقتصر فقط على الأزهر وعلمائه، إذ شاركهم بل وسبقهم فى ذلك نخبة المجتمع من كتاب ومثقفين ومفكرين في مجالات مختلفة، فإن مشروع تنقية التراث يجب أيضا ألا يقصره الأزهر على نفسه فقط، فبدون تعاون الأزهر مع تلك النخبة والترحيب بما تطرحه من أفكار وما تشير إليه من آراء شاذة موجودة فى كتب التراث بدلا من الهجوم الذى يلقاه كل من يتصدى لتنقية التراث والمناهج من بعض علماء الأزهر، فإن النجاح فى قطع الطريق على تلك الفوضى سيواجه بتحديات كثيرة ربما تفشله فى النهاية".
أما الكاتب محمد بركات ففي عموده "بدون تردد" بجريدة الأخبار وتحت عنوان " استفتاء كردستان المخاطر والمحاذير!! (٥٥)" فأكد ضرورة الاعتراف بوجود واقع جديد في المنطقة العربية بعد وقوع المحظور وإجراء الاستفتاء على انفصال إقليم "كردستان" عن الدولة العراقية، واقعا جديدا بالفعل يفرض وجوده على الإقليم كله، ويلقي بظلاله على المنطقة كلها، وليس على العراق فقط.
ورأى أن انفصال إقليم "كردستان" عن الدولة العراقية، هو بمثابة البداية الرسمية والواقعية لتفكك الدولة العراقية الموحدة كما نعرفها الآن، وهو ما يؤدي بالضرورة وبالتداعي، إلى البدء في تقسيم العراق إلى دويلات وكيانات صغيرة، منها الكردي الذي أصبح شبه واقع، وثانيها شيعي وثالثها سني، وبذلك للأسف يتحقق ما كان مرسوما ومخططا له من قبل الغزو الأمريكي للعراق، كبداية لتقسيم وتفكيك المنطقة العربية كلها، وإعادة رسم خريطتها من جديد.
بدوره، قال الكاتب ناجي قمحة في عموده "غدًا.. أفضل" بجريدة الجمهورية وتحت عنوان " عبدالناصر.. روح خالدة":إن جمال عبدالناصر رحل منذ 47 عامًا، وشيع جثمانه الملايين من المصريين والعرب والأجانب، في جنازة لم تشهد لها مصر مثيلًا، وتنفس أعداؤه في الداخل والخارج الصعداء وألغي الرئيس الأمريكي مناورات للأسطول السادس مقررة أمام شواطئ الإسكندرية لتهديد عبدالناصر، فلم يعد لها لزوم بعدما ودع الحياة وأصبحت إسرائيل المحتلة لأراضي 67 في مأمن.
وأضاف أنه لم يتصور الأمريكيون والإسرائيليون وحلفاؤهم حينئذ بعث الجيش الذي أعاد جمال عبدالناصر بناءه بعد النكسة ليس بالطائرات والدبابات فقط بل بروح الصمود والإصرار على تحرير الأرض والتضحيات التي قدمها أبناء المؤسسة العسكرية الوطنية في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر التي توجت انتصار مصر والعرب وأثبتت خطأ حسابات العدو وحلفائه وعملائه ومن ضللوهم عندما توهموا أن الحرب انتهت بوفاة عبدالناصر.
وأشار إلى أنه ثبت لهم أن روح التحدي للاستعمار والصهيونية التي أطلقها زعيم الحرية والتحرر والاستقلال والعدالة الاجتماعية وبناء التقدم؛ روح خالدة لا تموت أبدا بل نراها الآن عمليًا في خطوات إنجاز المشروع الوطني لثورة 30 يونيو الشعبية الذي يُعد استكمالًا لمشروع تبنته ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبدالناصر لإقامة دولة مصرية حديثة وقوية؛ تسعي للتقدم وتحقق لجميع المصريين الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية مهما كانت العقبات.