تدق الباب على كل دار نشر، تبحث على الدعم والفرصة لكتابها الأول، تقابل غلق الأبواب والهواتف في وجهها بابتسامة وإيمان بأن القادم أفضل، "لك أن تتخيل بنت عمرها 18 سنة بتتصل بدار نشر تقولها أنا عندي مجموعة قصصية عايزة أنشرها، اتقفلت السكة في وشي كتير واترفضت كتير بس إيماني بهدفي وصلني الحمدلله ومجموعتي القصصية انتشرت وخدت لقب أصغر روائية في مصر".
"مريم عبد الحكيم"، طالبة بالسنة الأخيرة كلية الإعلام جامعة القاهرة، لديها كتابين وبرنامج ومجموعة رسائل بتوقيع حمقاء لتعلن انتظارها على قيود السن ورفع علم الموهبة، "أنا كتابي الأول كان المجموعة القصصية مازالت منتظرة وخدت نقد عليه عشان اتكلمت فيه عن قضايا سياسية بس إجابتي بسيطة إحنا جيل فتح عينه على ثورة يناير فطبيعي اتكلم عن قضايا سياسية بس أنا حاولت أنوع على قد ما أقدر وحطيت قصص إجتماعية ودينية كمان".
تجلس مراقبة أوضاع المرأة في مصر تسمع وترى كل ما يدورها حولها تنقد وتفكر وتدرس، تقول: "الكاتب مهمته مش الكتابة فقط يعني أنا مش بحكي حدوته أنا بحاول أغير حاجة في المجتمع، فبنزل الشارع وأشوف وأتابع عشان أكون عارفة بتكلم عن ايه ويبقي فيه مصداقية بيني وبين جمهوري عشان كده في كتابي التاني (شاهد قبل الحذف) قعدت أعد ليه سنة وتمن شهور عشان أقدر أكتبه، اتكلمت فيه عن قضايا المرأة بس طبعا مش كلها اتكلمت عن قضايا زي التحرش، فتيات الليل مظلومين ولا ظالمين، وكمان حياة المطلقة والأرملة ومدى تقبل المجتمع ليها".