قال مصطفي راشد مفتي استراليا والداعية الأزهري، إن مايشاع من أن الجن قد يتلبس الإنسان أو أن الشيطان يسيطر على الإنسان أو أن الجن يتزوج الإنسان أو يتحكم فى سلوكه وتصرفاته فهذا غير صحيح ومجرد أوهام وتخاريف بعض الجهلاء بالدين لقوله تعالى فى حديث موجه للشيطان (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) [الحجر: 42]، وقوله تعالى (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ) [الأعراف: 27]. ولا يوجد حتى الآن ما يسمى بعالم الجن أو الشياطين حسب وجهة نظر العلم الحديث، ولكن القرآن يؤكد حقيقة وجود الجن وأنهم مثل البشر يتكاثرون ومنهم المؤمن والكافر ومنهم الصالح والظالم ومن يكفر من الجن أو الإنس يٌعَده القرآن من أتباع الشيطان والقرآن لا يتحدث مطلقا عن دخول الجن في أجساد البشر، بل يخبرنا بأن الجن مخلوقات مثلنا، وقد لا يهمها أمرنا كثيرًا وقد تكون مسالمة وغير مؤذية على الإطلاق.
وأضاف راشد في تصريحاته، أن هناك جزء من عالم الجن وهو الشيطان الذي هو عدو للبشر حسب تفسير القرآن وهذا الشيطان له مهمة محددة وهي إغواء البشر وقيادتهم نحو الضلال ليكونوا معه في النار يوم القيامة. يدعوهم للفاحشة والسرقة وظلم الناس والكذب والكفر ولكن ليس له أدنى سيطرة على المؤمن، فلو إستمع له الإنسان وتبعه يكون ذلك فعل الإنسان بكامل إرادته ولا سلطة للشيطان على إرادته، وإلا لماذا سيحاسب الله الإنسان على أفعاله، ايضا يؤكد القرأن أن الضر والمرض والعلاج جميعا بأمر الله فى قوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107].
وتابع: "فالضرّ بيد الله لا يكشفه إلا هو، والنفع بيده عز وجل لا يمنعه أحد من دونه ايضا قول الله تعالى على لسان الشيطان من سورة إبراهيم ( وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ) ليؤكد أنه لا يوجد سلطة للشيطان على الإنسان.
واستكمل: "وهذه هي أول خطوة على طريق الشفاء أن نؤمن أنه لا سلطان للجن والشيطان على ضرر الإنسان وهذا مايعنى أن السائلة وكل مريض يجب عليه أن يتوجه للطبيب المختص ليحصل على العلاج الصحيح، لأن الجن مثل البشر لا يعلمون الغيب لقوله تعالى (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) [سبأ: 14]. وللأسف تم التسويق لسلطان الجن والشيطان على البشر بأحاديث غير صحيحة مثل سحر النبى ص، ومثل قول حديث منسوب لسيدنا النبى زورا (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) فهذا الحديث لا سند كامل له ولا مصدرثابت له، ايضا لايوجد مطلقا حديث واحد صحيح يؤكد على سلطة الجن أو الشياطين على الإنسان، كما أن القرآن يأتى بكلام قاطع ينفى نهائيا سلطة غير الله على الإنسان فى الآية 51 من سورة التوبة بقوله ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ ص ق لذا لا تستمعوا أبنائى وإخوتى لاى رجل دين يقول بسلطان الجن والشياطين لأن هؤلاء من أتباع الشياطين ومن يستمع لهم يكون منهم".