أرصفة مغتصبة، وطرق منتهكة، وشوارع مسدودة، ذلك هو حال مدينة الإسكندرية، تضيق الحياة على أهلها بمدينة الإسكندرية بسبب جشع بعض أصحاب المحلات وبعض أصحاب المقاهي والمطاعم لتزيد فرصتك فى تحقيق الربح الكبير ولم يراعوا حق الطريق المكفول للمواطن.
لم يراعى أصحاب المحلات وأصحاب المقاهي والباعة المتجولين، كبار السن وضعاف البصر والأطفال والمرضى من الرجال والنساء، وانتزعوا الأرصفة واغتصبوها وافترشوا بضائعهم ومتعلقاتهم فى نهر الطريق، ولم يكتفي بعض أصحاب المحلات من التعدى على الرصيف وإنما يمتد إلى الطريق ويعتدي على جزء كبير منه؛ ليجد المارة الطريق ضيقا لا يتسع للمارة ولا للسيارات المتحركة، ويصبح المارة فى احتكاك مباشر مع السيارت، هذا بخلاف الاشتباكات والأزمات والحوادث التي قد تنشأ جراء مشاركة المارة والسيارات فى طريقهم المحاط من كل جانب بافتراش البضائع المحلات. تأتي بعد ذلك السيارات الملاكي أو السيارات بصفة عامة التي تتخذ الرصيف مكانا لها أثناء ركنتها، أو تتخذ فتحات الشوارع والشوارع الجانبية مكانا لها الأمر الذي يعيق الحياة على المارة فى حقهم التمتع بالحياة والسير على الأقدام.
رصدت عدسة "أهل مصر" بعض المشاهد التي تعكس غياب الجهات الرقابية وتكشف التعدي الصارخ على الأملاك العامة، وضياع حق المواطنين العاديين؛ فوجدنا محل شهير بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية مغتصب الرصيف بأكملة من ناحية واجهة المحال، وسيطر على الشارع الجانبي للمحل وأصبح الشارع الجانبي عبارة عن عدد من الفترينات وثلاجات العرض الخاصة بالمحل، بجانب عدد من الكراسي والترابيزات تنتشر فى نهر الشارع الجانبى لاستقبال الزبائن.
"المقاهي" ثانى أكثر المنشآت التجارية تعديا على الأرصفة ونهر الطريق، حيث لا يكتفي أصحاب المقاهي والكافتيريات بمحيط ومساحة المحل فقط، وإنما يقوم بنشر المقاعد والمناضد خاصته على الأرصفة وفي الشوارع المحيطة بالمحل، ضاربا بكل الضوابط والتعليمات عرض الحائط، أصبحت اغتصاب الأرصفة والتعدي على الطرقات أمر عادي فى مدينة الإسكندرية، بعدما أغفلت الجهات الرقابية والجهات المنوطة برفع الإشغالات من الطرقات، وأصبح منظر التعدي على الرصيف والتعدي على الطريق أمرا عاديا ومقبولا. تأتي بعد ذلك عربات الفول والتي تنتشر بكثرة فى الإسكندرية فى مختلف شوارعها وميادينها، يتخير صاحب عربة الفول مكانا حيويا لاستقطاب الزبائن، لكن هذا الموقع يمثل رصيف الشارع مروري مهم أو ناصية طريق رئيسى الأمر الذي يربك حركة سير المارة، ويؤرقهم فى طريقهم، كل هذا أيضا دون رادع.ونجد الأحياء وشرطة المرافق والإزالات فى الاسكندرية تقف مكتوفة الأيدي، ولا تغير واقع ملموس كل لحظة فى حياتنا، وكأن تلك الجهات دورها في الأصل حماية مغتصبي الأرصفة ومنتهى الطرق.
وفى نفس السياق، أكد أحد العاملين بحي الجمرك فى رفع الإشغالات، أن المحلات تقوم بجمع متعلقاتها من الشارع والرصيف عند حضورنا لإزالة الإشغالات، وبعد مغادرتنا يعود الوضع كما كان من جديد. وعلى الجانب الآخر، أكد حمادة صاحب عربة فول، أنه لا يمكنه الاستغناء عن مكانه في الشارع، لأنه أصبح أكل عيشه معتمد عليه تماما، مضيفا أنه لا يوجد لديه أي مصدر دخل غير "عربة الفول".