قطر تفقد 38.5 مليار دولار من احتياطها المالي

كتب : سها صلاح

قال موقع "Gulf News" "أخبار الخليج" الإخباري، إن قطر تفقد نفوذها الإقليمي سريعا، وتجبر على التخلي عن العديد من حلفائها التقليديين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وذلك بسبب الأعباء الاقتصادية التي فرضتها المواجهة التي استمرت حوالي أربعة أشهر بين الدوحة والدول الأربع المكافحة للإرهاب.

وأشار الموقع إلى أن قطر استنزفت بالفعل 38.5 مليار دولار (14.1 مليار درهم) من احتياطياتها المالية في الأشهر من يونيو إلى يوليو، أي ما يعادل 23% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما فقدت سوق الأسهم في الدوحة 15%، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 52 شهرا، وفقدت الخطوط الجوية القطرية بالفعل 10% من حجم ركابها، في حين انخفض عدد السياح الخليجيين إلى الصفر.

وفي مواجهة تراجع العائدات على جميع الجبهات، تضطر الإمارة الصغيرة إلى تقليص إنفاقها عبر العالم، وتعد حركة حماس من بين أبرز الخاسرين، وهي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان، التي كان زعماؤها ضيوفا على الدوحة في عهد كل من الأمير تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفة، لكن في مايو الماضي، عقد اجتماع في القاهرة بين رئيس الأمن السابق في غزة محمد دحلان وزعيم حماس المنتخب حديثا، ولم يتم دعوة القطريين أو استشارتهم، وكانوا غاضبين من قرارات القاهرة.

وإذا قامت مصر في نهاية المطاف بإعادة فتح حدود رفح، ورفع معاناة الملايين في غزة، ستفقد قطر كل نفوذها هناك، وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، لم يذكر الأمير تميم أي إشارة إلى فلسطين أو معاناة شعب غزة - بعد أن اعتاد أن يكون خطابه صاخبا للغاية في هذا الشأن.

وفي أماكن أخرى من العالم العربي، تواجه قطر صعوبات في جميع البلدان التي حاولت إنشاء مجال نفوذ فيها منذ منتصف التسعينيات، ففي حرب سوريا، خرجت قطر من اتفاق مناطق النزاع الذي توصلت إليه روسيا وإيران وتركيا في أستانا في مايو الماضي، وقسمت الدول الثلاث حصتها من الكعكة السورية فيما بينها، وأخذ الروس معظم غرب سوريا، وحافظت إيران على وجودها في قلب سوريا، وأخذت تركيا مؤخرا حق الشرطة في إدلب في الشمال الغربي السوري.

وعلى الرغم من إنفاقها نحو 3 مليارات دولار على تمويل الجماعات المتمردة السورية كما جاء في التقارير المالية فقد بدت قطر باعتبارها واحدة من أكبر الخاسرين في سوريا، كما سيتم استبعادها من مؤتمر المعارضة السورية القادم في الرياض.

وفي العراق، تعثرت قطر أيضا حيث إن الرياض قد اتخذت زمام المبادرة من خلال إصلاح الأسوار المكسورة مع كبار رجال الدين الشيعة الذين كانوا يوما ما يتلقون مرتباتهم من إيران الحليف الرئيسي لدولة قطر في السياسات العربية، واستضاف السعوديون رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وانفتحوا على عمار الحكيم، الذي قطع علاقته مع المجلس الإسلامي الأعلى الممول من إيران، وأنشأ حركة الحكمة الوطنية الأقل طائفية، وسيترشح هو والصدر للانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة في أبريل المقبل بعيدا عن كل من قطر وإيران.

وأخيرا في لبنان، فقدت قطر كل أوراقها في أواخر عام 2016، عندما عاد حليف السعودية الموثوق به سعد الحريري إلى رئاسة الوزراء اللبنانية دون موافقة الدوحة.

وقد حاول القطريون جاهدين أن يدمجوا أنفسهم في شؤون لبنان الداخلية من خلال حزب الله الذي استضاف مؤتمرا رفيع المستوى في الدوحة في عام 2008، بهدف حل المواجهة العسكرية بين وكلاء كل من إيران والسعودية.

وفي الوقت الذي تفقد فيه قطر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، فإن دولا أخرى في جميع أنحاء العالم بدأت تنتبه وتقطع الطرق مع البلد الصغير الذي أصبح بلا أسنان الآن، مدركة أن عمر التمويل غير المحدود قد انتهى، حيث قطعت موريتانيا وتشاد والنيجر بالفعل علاقاتها مع الدوحة، بينما تتهم ليبيا قطر بتمويل القاعدة في سرت، حتى أن جيبوتي خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، مما دفع تميم بن حمد إلى سحب قواته لحفظ السلام من الحدود المتنازع عليها بين إريتريا وجيبوتي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مدبولى يدعو رجال الصناعة إلى تعميق الصناعة في مصر.. ويؤكد: "شاغل الحكومة الأول"