بعد انتشار "حمى الضنك".. تبادل الاتهامات بين الصيادلة والأهالي.. والصحة: "معندناش مرضى ولا وفيات"

سادت حالة من الذعر بين المواطنين بسبب انتشار حمى الضنك، في عدد من المناطق بمدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر، منذ أسبوعين، وخرج المئات من أهالي المدينة مساء أمس، إلى شوارع المحافظة، احتجاجا على ما اعتبروه، تقصير وزارة الصحة والجهات التنفيذية في إيجاد العلاج المناسب، لحمى الضنك، في حين بدأت الاتهامات الموجهة نحو الصيادلة والتي تفيد بمنعهم الأدوية الخاصة بعلاج المرض، أو تخفيف وطأته.

ووجد الصيادلة نفسهم في حال المدافع عن مهنتهم، بعد أن حُملوا بأعباء ثقيلة، في حين أنهم صرحوا بأن حمى الضنك ليس لها دواء معالج، وكل ما هو موجود مجرد اجتهادات، ومهدئات.

وفي هذا السياق، قال رأفت نظمي، صيدلاني، إن المتسبب بالمرض هو فيروس ينتقل عبر البعوض، ليس له علاج ولا مصل وقائي، مؤكدا محاولتهم مواجهته من خلال الباراسيتامول ومحلول معالجة الجفاف وكذلك المحاليل الوريدية، وهو أقصى ما يستطيعون تقديمه للمريض، متابعا: "كيف سيستغل الصيادلة الموقف والمحاليل غير متوافرة إلا بالسوق السوداء، ولا تلوموا الصيادلة وإنما عالجوا أصل المشكلة، وعاقبوا المتسبب بوجود المحاليل بالسوق السوداء، وعدم توافرها لدى الموزعين المعتمدين، فنحن لسنا السبب في عدم توافر المحاليل بالمستشفيات الطبية".

بينما أضاف محمد حجاج، صيدلاني، أن المحاليل توفرت بالمستشفى المركزي والصيدليات، وأن هناك تبرعات قادمة من رأس غارب والمدن المحيطة بالقصير، ويبقى فقط تجاوز الأزمة، والتزام القوافل الطبية بالتعليمات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، لتجاوز انتشار المرض.

بينما أشار محمد سعودى، طبيب، إلى أن بداية المرض حدث بسبب انتقال عدوى انتشرت في السودان، إضافة إلى عودة الحجاج المصريين من الأراضي المقدسة، مضيفًا أن هناك حالة من الفزع الزائد وأن العلاج لا يتعدى خوافض الحرارة ومجموعة من المحاليل للسيطرة على الوضع.

وقالت شيريهان سيف، من الأهالي، إن المشكلات التي يمر بها مربع البحر الأحمر والصعيد، تحتاج إلى تكاتف كافة أبناء الصعيد، فأزمة السيول الماضية ما زالت ترمى بتبعاتها على القطاع حتى اليوم، مشيرة إلى تقصير الحكومة في الفترة الأولى من أزمة السيول في الشتاء الماضي، في توفير الأدوية والبطاطين، كما قصرت المحليات في تنظيف المدن ورشها، عقب السيول، فقد جرفت المياه للمدينة الثعابين و"الطريشة" وهما أخطر أنواع الزواحف، مضيفة أنها لم تتحرك لانقاذ الأهالي من الغرق، فهل ستتحرك لإنقاذهم من حمى الضنك.

ودافع محمد بهجت عن الصيادلة، قائلا: "الصيادلة الحيطة المايلة دلوقتي بيتم محاسبتهم عن أي مشكلة، يسيبولنا الوزارة ونوريهم الصيادلة هيعملوا ايه، بدل تخريبهم في صحة المصريين من سنين".

يذكر أن الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أكد في بيان له اليوم، إنه لا توجد أى وفيات من حمى الضنك فى جميع أنحاء الجمهورية، موضحًا أنها لا تسبب الوفاة، وأن هناك تكثيف للإجراءات الوقائية للقضاء تمامًا على انتشارها فى مدينة القصير بالبحر الأحمر.

وأضاف "مجاهد" أن الحالات المصابة بالمرض فى البحر الأحمر فى تراجع مستمر، لافتا إلى أنه تم توجيه فريق وقائى إلى مدينة القصير للقضاء على المرض ومحاصرته، مشيرا إلى أن مياة الخزانات هي السبب الرئيسي للمرض.

وأشار متحدث الصحة إلى أن أماكن تجمع المياه تسمى "المشربية" يذهب إليها المواطنون بالجراكن لجمع كميات كبيرة من المياه، موضحًا أن الخزانات الموجودة بالمنازل غير نظيفة، وهو ما ساهم فى تكاثر البعوض الناقل للمرض، الذى يتكاثر بالمياه العذبة، مشددا على الأهالي بضرورة تفريغ المياه الموجودة بالخزانات للقضاء على تلك اليريقات، مؤكدًا أنه يتم حاليا رش المناطق المنتشر فيها البعوض، وأنه لا توجد حالات وفيات بالمرض بين المصريين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شديد البرودة ليلا.. الأرصاد تحذر المواطنين من طقس اليوم