نشرت الكاميرون أفرادًا من الجيش والشرطة في مختلف أرجاء الأقاليم الناطقة باللغة الإنكليزية في البلاد اليوم الأحد، لمنع احتجاجات دعا إليها نشطاء منهم جماعات تطالب بالاستقلال وفقًا لوكالة رويترز.
وتأتي الاحتجاجات، التي نظمت في يوم ذكرى استقلال المناطق الناطقة بالانكليزية عن بريطانيا، بعد القوة الدافعة التي اكتسبتها حركة تشكلت منذ شهور لمناهضة ما تتصور أنه تهميش من جانب الحكومة التي يهيمن عليها الناطقون بالفرنسية.
وأصبحت الاحتجاجات التي بدأت في أواخر العام الماضي نقطة جذب للمعارضة ضد حكم الرئيس بول بيا المستمر منذ 35 عاما.
وأغلقت الشركات في مدينتي بويا وباميندا، وهما المدينتان الرئيسيتان بالمنطقة الناطقة بالانكليزية، وحلقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش على ارتفاع منخفض. وشملت قوات الأمن المنتشرة أفرادا من لواء الانتشار السريع بالجيش الكاميروني وهو وحدة تقاتل بالأساس متمردي جماعة بوكو حرام المتشددة.
وقالت واحدة من سكان بويا طلبت عدم نشر اسمها خوفا من الانتقام "أعلم الآن أن نظام بيا كان يشكل جيشا على مدار كل هذه السنين ليقاتل به شعبه".
وأضافت "نحن ببساطة نناضل من أجل نيل حقوقنا لكن الجيش الذي يفترض أن يحمي حياتنا وممتلكاتنا تحول إلى أسوأ كابوس يواجهنا".
وتحظر الحكومة أي تجمع يزيد على أربعة أفراد، وأمرت محطات الحافلات والمطاعم والمتاجر بإغلاق أبوابها ومنعت التنقل بين أجزاء مختلفة من المنطقة الناطقة بالانجليزية، وأمرت الحكومة كذلك بإغلاق الحدود بين الكاميرون ونيجيريا في مطلع الأسبوع.
وهدد وزير الاتصالات عيسى تشيروما باكاري اليوم بإغلاق المؤسسات الإعلامية التي تتيح للانفصاليين فرصة التعبير عن رأيهم.
وقال لرويترز "الإعلام يجب ألا يشجع الذين يدعون للتقسيم والذين يريدون تدمير بلادنا وزعزعة استقرارها".
ويعود انقسام الكاميرون في الأصل إلى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما قسمت عصبة الأمم الكاميرون، المستعمرة الألمانية السابقة، بين فرنسا وبريطانيا المنتصرتين في الحرب.