أكد "شيه شياو يان" المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا علي ثبات الصين على موقفها الموضوعى والعادل تجاه الأزمة السورية، وحرصها على الحفاظ على التواصل الوثيق مع الحكومة السورية خلال الأزمة.
وأشار شيه خلال ندوة استضافتها جامعة بكين تحت عنوان "إعادة إعمار سوريا والمستقبل" وشارك فيها عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الصينية والدبلوماسيين ونخبة من الباحثين والمتخصصين وممثلون عن شركات صينية ورجال أعمال صينيون- إلى ان الموقف الصينى نال ثقة المجتمع الدولي على نطاق واسع، معربا عن اعتقاده بأن العلاقات بين الصين وسوريا ستشهد صفحة جديدة من التطور السليم مع تسارع وتيرة العملية السياسية في سوريا وانطلاق أعمال إعادة الإعمار فيها.
من جانبه، أكد السفير السوري لدى الصين الدكتور عماد مصطفي أن سوريا شهدت تطورات دراماتيكية مهمة بعد التقدم الكبير الذي يحرزه الجيش السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية وأن الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى سياقها الطبيعي.
ولفت السفير فيما نقلته عنه وسائل إعلام صينية اليوم الاثنين إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين وتفوق الصين في التكنولوجيا الخاصة بمجال تشييد البنية التحتية، بالإضافة إلى تحول الإستراتيجية الدبلوماسية لسوريا نحو الشرق واهتمام الحكومة السورية بتعميق التبادلات الإنسانية والاجتماعية مع الصين، خلقت جميعا ظروفا مؤاتية لتعميق التعاون بين البلدين في عملية إعادة الإعمار وتحقيق منافع مشتركة، داعيا الصين إلى الإنخراط بشكل كبير في هذه العملية.
كما بحث خبراء وأكاديميون صينيون شاركوا في الندوة وضع إعادة الإعمار في سوريا، مشيرين إلى أن سوريا تقف أمام فرص وتحديات في عملية إعادة الإعمار.
وخلال الندوة، قال "وو سي كه" المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط إن سوريا تواجه الآن تحولا كبيرا ولكن المصالحة الشاملة مازالت بحاجة إلى وقت، مضيفا أن هناك عوامل داخلية قد تؤثر على تركيز الحكومة على عملية إعادة الإعمار فيما قد تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين فشلوا في إسقاط النظام السوري الحالي إلى وضع عقبات جديدة أمام سوريا، لذلك، ينبغي على الحكومة السورية استخدام القوة العسكرية والمضي في الوقت ذاته على المسار السياسي، لكي توفر ضمانا لسعيها إلى تحقيق المصالحة السياسية مع مختلف الأطراف وكذا تحقيق الاستقرار في البلاد.
من جهته، قال يانغ فو تشانغ نائب وزير الخارجية الصيني السابق في كلمته خلال الندوة إن إيجاد حل مناسب للأزمة السورية يشكل رمزا مهما لمنطقة الشرق الأوسط، رمزا سيدل على كيفية الانتقال من وضع مضطرب إلى استتباب عملية إدارة البلاد، مؤكدا أهمية عمليتي إعادة الإعمار السياسي والاجتماعي وكونهما على نفس القدرة من أهمية إعادة الإعمار الاقتصادي. وقال إن الصين تتخذ موقفا إيجابيا في عملية إعادة الإعمار الاقتصادي في سوريا.