تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، عددا من الموضوعات المهمة، منها البيان العام للتعداد الشامل للسكان والإسكان، وما أشارت إليه الأرقام التي أعلنت فيه، والمصالحة الفلسطينية برعاية مصر.
ففي عموده "هوامش حرة" بجريدة الأهرام، أكد الكاتب فاروق جويدة - تحت عنوان "فوضى الأرقام ومؤسسات الدولة" - أن المصريين شاهدوا لأول مرة صورة حقيقية عن تعداد حقيقي بعد عصور من فوضى الإحصاءات والأرقام التي كانت مؤسسات الدولة تحتار بينها أي الأرقام تصدقها.
وقال "يوجد بالتعداد الجديد أرقام مزعجة وأرقام مبشرة، ويجب أن تقرأ مؤسسات الدولة هذه الإحصاءات قراءة سليمة، مشيرا إلى أن هناك كارثة بأن تصل نسبة الأمية في مصر أكثر من 25%، وهو ما يؤكد فشل كل ما قامت به الدولة من برامج محو الأمية، وأن يكون عدد المتسربين من التعليم 28 مليون مواطن ما بين أطفال صغار ورجال ونساء كبار فهذه إدانة لكل برامج التنمية البشرية في مصر في ثلاثين عاما، وأن يكون في مصر 10 ملايين شقة مغلقة ولدينا ملايين الشباب يبحثون عن سكن فهذه هي العدالة الغائبة.
ورأى جويدة، أن وجود 70 مليون شاب في مصر يعد تاجا تحسدنا عليه أوطان شاخت وبلاد ترهلت، وعلينا أن ننظر إلى هذه الأجيال القادمة ونوفر لها مناخا ثقافيا ودينيا وحضاريا يحافظ على ثوابت هذا الوطن بالقيم والأخلاق والتعليم والثقافة، لافتا إلى أن وجود ما يقرب من 10 ملايين مصري في الخارج فهذا تعداد دولة، وهؤلاء هم الذين يحولون للاقتصاد المصري كل عام 18 مليار دولار، ويجب أن نضعهم في عيوننا وتكفيهم متاعب الغربة.
وأضاف أن الخطر الأكبر الذي يمثل أهم التحديات هو أن سكان مصر أصبحوا 104 ملايين مواطن، موضحا أن هذه الثروة يمكن أن تكون تاجا إذا تحولت إلى طاقة منتجة وشباب جاد ومؤسسات تدرك مسئوليتها، أما إذا بقيت على المقاهي والفيس بوك والانترنت وحفلات الشذوذ فسوف تكون قنابل وألغاما موقوتة، مؤكدا، أن البشر ثروة إذا أحسنت المجتمعات استغلالها وتوجيهها في المسار الصحيح، وإذا ضلت فهي الإرهاب والتطرف، وعلينا أن نختار مستقبل شبابنا.
أما الكاتب محمد بركات فقال - في عموده "بدون تردد" بجريدة الأخبار، وتحت عنوان "غول الزيادة السكانية ٣-٤" - إن من بين الأرقام بالغة الأهمية التي كشف عنها البيان العام للتعداد الشامل للسكان والإسكان، الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، يبقى الرقم الدال على نسبة الزيادة السكانية السنوية هو الأكثر خطورة على الإطلاق بعد الرقم المحدد لعدد السكان الحالي، وذلك لاعتبارات عديدة ومعاني ودلالات يحملها في طياته ويشير إليها بوضوح لا يقبل اللبس ولا التجاهل.
وأضاف "أن هناك رقمين حاكمين أو رئيسيين في البيان تدور حولهما كافة الأرقام الأخرى، أول هذه الأرقام هو ما وصلنا إليه من تعداد في عامنا الحالي 2017، وهو ما ذكره البيان محددا ومؤكدا برقم 104.2 مليون نسمة، والثاني هو كم الزيادة السنوية لهذه الملايين،، وهو ما تحدد بنسبة 2.56% طوال الـ11 سنة الماضية من 2006 وحتي 2017".
ورأى بركات أن أهمية هذين الرقمين واضحة حيث أن الأول يحدد بدقة عدد أفراد الشعب ومجموع المواطنين الحاليين في الدولة، وهو رقم لازم المعرفة والتبيان، فعلى أساسه تتحدد كافة الخطط والبرامج المعيشية والتنموية الأساسية لأية دولة من الدول ولكل شعب من الشعوب، وفي ضوئه توضع كافة الأفكار والرؤى والتصورات الحالية والمستقبلية، على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضا.
وأشار إلى أن الثاني فيرتبط ارتباطا وثيقا بالأول، حيث أنه الرقم الذي يحدد بقاء الكتلة البشرية الجامعة للشعب على ما هي عليه، أم أنها ستتغير خلال السنوات القادمة بالزيادة أو النقصان، وما يتطلبه ذلك من استعداد لابد منه وتعديل لا مناص عنه في كافة الخطط والبرامج المتصلة والمحددة للحاجات الأساسية للشعب وضمان ثبات أو تحسن ونمو أوضاعه الاجتماعية ومستوياته الاقتصادية بما يحقق الاستقرار والأمن الاجتماعي بمعناه الشامل، والذي أصبح مهددا بالفعل من الزيادة السنوية للسكان، والتي أصبحت غولا يلتهم كل محاولات التنمية.
أما الكاتب ناجي قمحة فأكد - في عموده (غدا.. أفضل) بجريدة الجمهورية، وتحت عنوان (مصر وفلسطين مصير مشترك) - أن مصر 30 يونيو عادت بقوة إلى دورها الريادي في العالم العربي تدافع عن قضاياه وتصد المؤامرات ضده وتعمل لتوحيد صفوفه وتسد الثغرات التي نفذت منها القوى الاستعمارية والصهيونية بالوقيعة والإرهاب حتى نالت من دول عربية شقيقة.
وقال "إن مصر تناضل الآن من أجل إيقاف نزيف الدم ورأب الصدع بين أطراف الصراع فيها.. ونجحت مصر بجهود شاقة لكنها صادقة في جمع أطراف الانقسام الفلسطيني على مائدة الوحدة الوطنية التي التأمت أمس في قطاع غزة بحضور مصري رسمي استقبلته الجماهير الفلسطينية برفع شعار (تحيا مصر) وصور الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفاء ببدء تسلم حكومة الوفاق الفلسطيني برئاسة رامي الحمدالله مهامها الرسمية في غزة الباسلة في بداية مرحلة تاريخية من نضال الشعب الفلسطيني تطوي صفحة الانقسام وتعزز الوحدة الوطنية التي عملت مصر 30 يونيو من أجلها تأكيدا للمصير المشترك بين مصر وفلسطين، وإدراكا لحقيقة أن قوة مصر هي قوة النضال الفلسطيني لا تتراجع ولا تتردد في دعمه أمام العدو المشترك مهما تآمر وحرض وسلح ومول عملاءه من الإرهابيين".