كرمه رئيس الجمهورية، وأٌطلق اسمه على أكبر ميادين محافظة بورسعيد، عٌرف عنه أنه الضابط البطل الذي أسر العقيد عساف ياجوري، قائد اللواء مدرع بالجيش الإسرائيلي، ولكن ما لم يعرفه الجميع أنه شارك أيضًا، في أسر ضابط آخر، واختطفه من قلب الحصن الإسرائيلي على الضفة الشرقية، هو اللواء يسري عمارة بطل حرب أكتوبر المجيد 1973.
وروى بطل حرب أكتوبر اللواء يسري عمارة، لـ"أهل مصر" تفاصيل بطولات سطرت في التاريخ بأحرف من نور، كان شاهدًا عليها، أو أحد أبطالها، فيقول إنه فى حرب الاستنزاف خطط القادة لخطف أسير إسرئيلي من الضفة الشرقية يوم 291269، حيث كانت تعبر دورية في غضون الساعة 3 ونصف عصرًا، بقيادة النقيب أحمد إبراهيم قائد سرية الاستطلاع للواء 117 مشاة ميكانيكا، وعبروا القناة وتجولوا في سيناء حوالي كيلو ونصف الكيلو تقريبا، وحفروا حفرا برميلية على طريق الأسفلت شرق القناة، وتم إبلاغهم أن هناك هدفا عبارة عن سيارة جيب، وبالتالي تم أسر أول ضابط إسرائيلي، وكان أول إسرائيلي يصل الجبهة المصرية يدعى "دان أفيدان شمعون"، وكان مصابا وتم علاجه فى مصر، وتم تبادله في أول دفعة تبادل أسرى، ثم ترقيته حتى أصبح نائب رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي.
- خالفت التعليمات من أجل الثأر للجندي "العريس"
يضيف عمارة أنه تعمد الثأر لأحد جنوده والذي كان عريس واختاره الله ليكون من الشهداء في أول نزول له على الجبهة، بعد إجازة الزفاف، مشيرًا إلى أنه تحدى الأوامر هو والجنود بوقف إطلاق النار وبالفعل تم تصويب سلاح ضرب الطائرات إلى الأرض، وتم ضرب دورية إسرائيلية به على الضفة الشرقية، وذلك من أجل الثأر للجندي الشهيد "العريس"وتابع "عمارة"، أن الظروف الصعبة التي عاصروها خلال نكسة 67 أهلتهم لخوض حرب أكتوبر، وإحراز انتصار كبير على العدو الإسرائيلي، رغم تفوق إسرائيل، مشيرًا إلى أن حب الوطن والانتقام من العدو والثأر للهزيمة وإنكار الذات والفداء والتضحية كان من أهم العوامل التي ساعدتهم على الانتصار.- حكاية "الإثنين الأسود".. تدمير 73 دبابة إسرائيلية في ثلث ساعة
ويضيف "عمارة" أنه فى يوم 6 أكتوبر كنا مستعدين للحرب وجمعنا العقيد محمود جلال مروان، وتم إبلاغنا أن العبور الساعة 2 ظهرا وكنا شمال الإسماعيلية فى منطقة الفردان، وانطلقت صيحتنا الله أكبر واتجهنا نحو القناة، وكانت الطائرات تحلق فوق رؤوسنا وكأن قادتها يوجهون لنا التحية ويبعثون لنا برسالة طمأنة مفادها، هزمنا العدو وبعدها وصلنا إلى الضفة الغربية للقناة.ويتذكر "عمارة" أنه فى يوم 8 اكتوبر والذي أطلق عليه الإسرائيليون "الإثنين الأسود" لكثرة الخسائر التى تكبدوها فى هذا اليوم، تلقينا بلاغا من قائد الفرقة، ونصبنا كمينا فدمرنا 73 دبابة فى أقل من ثلث الساعة. - الجندي محمد حسان ينقذ حياتي
ويروي "عمارة": "كنت فى حرب أكتوبر برتبة نقيب وكنت قائد السرية المضادة للدبابات فقمت بقطر المدفع عن طريق مدرعة، فوجدت ضابطا إسرائيليا واندفعت وقفزت عليه وتمكنت منه وقتلته وهجم على اثنان آخران لولا أن صرخ الجندى محمد حسان من خلفى وقال لى "حاسب يا فندم" فقتلهما هذا الجندى الشجاع.- اكتشفت صدفة أسر العقيد عساف ياجوري:
وأردف: "فوجئنا بتسليم أربعة جنود آخرين أنفسهم خوفا من أن نقوم بقتلهم وقمنا بتسليمهم إلى قائد اللواء، واكتشفت عقب ذلك وأنا فى المستشفى وذلك بعد تعرضى للإصابة أن من قمت بأسره هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع إسرائيلي، وكرمتنى الدولة وحصلت على وسام النجمة العسكرية".وعن لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسى، قال إن الرئيس عند تكريمه له، قال: "سعيد بمقابلتك يا بطل"، فقلت له: "أنا أسعد ياريس كمل ومصر كلها فى ضهرك كمل وكلنا معاك ربنا يقويك وينصرك".