اللواء محمد الصول: المقاتل المصرى أسطورة.. الكتيبة 524 مشاة استولت على أول نقطة منيعة بخط بارليف تدربنا على عبور القناة فى الرياح البحيرى بالخطاطبة (فيديو وصور)

حملت حرب أكتوبر المجيدة قصصا وحكايات أشبه بالخيال، فكل ما حكى أو كتب من وثائق وروايات، ما هو إلا قطرة فى محيط انتصارات أكتوبر، فهى ليست قصة عبور قناة السويس، واختراق خط بارليف وليست مجرد معركة انتصرنا فيها، اللواء محمد حسن الصول، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، لعب دورًا مهمًا ومشرفًا، ارتبط اسمه بانتصارات أكتوبر، قائد محنك شارك هو وأقرانه فى كتابة تاريخ العسكرية المصرية، إنه اللواء محمد الصول رئيس أركان قوات حرس الحدود بالجيش الثانى وعلى هامش حديث الذكريات حاورناه.- لماذا كانت حرب أكتوبر يوم 6، ولماذا كان موعد حرب الساعة 2 ظهرا؟يعتبر يوم 6 أكتوبرهو عيد الغفران بالنسبة لإسرائيل وتكون فيه تل أبيب فى حالة سكون وهدوء تام وتغلق جميع الهيئات والمؤسسات، وكانت براعة التخطيط لحرب أكتوبر تكمن فى اختيار الموعد بهذه الدقة، فكان المعهود أن وقت العمليات الحربية يبدأ مع آخر ضوء ليل، وأول ضوء نهار ولكن حرب أكتوبر بدأت فى الثانية ظهرًا، وتم اختيار ذلك الموعد بالتحديد لكى يستطيع جندى المشاة الذى يقوم بالعبور فى تنفيذ المهمة المباشرة خلال 4 ساعات على ضوء النهار.- ما هى رتبتك العسكرية أثناء الحرب ودور الكتيبة 524 مشاة؟كنت ضابط استطلاع برتبة ملازم أول بالكتيبة 524 مشاة، فى اللواء السابع، وهى أول كتيبة تستولى على نقطة صعبة للعدو، حيث تم تقسيم الكتيبة إلى ثلاث سرايا، الأولى مهمتها عبور القناة واحتلال مصاطب الدبابات على الضفة الشرقية وعلى حافة القناة، وتم الاشتباك مع العدو ودمرنا 90% من دباباته، أما السريتان الثانية والثالثة فكان دورهما تطويق النقطة الحصينة وسقطت بالكامل يوم 7 أكتوبر، وأعطينا التمام باحتلال النقطة، واخذنا 18 أسيرًا فى ملحمة أسطورية لا تتم إلا من خير أجناد الأرض.- كيف كان الاستعداد والتدريب لحرب أكتوبر؟انتصار أكتوبر كان نتيجة تدريب شاق وإعداد وتخطيط جيد، وتدربنا فى منطقة الخطاطبة بمحافظة البحيرة، وكان مشروعا سنويًا عبارة عن معركة كاملة، كنا نعيش جو المعركة كأننا نحارب، تدربنا على العبور فى الرياح البحيرى بالخطاطبة وعزبة بنى سلامة، حتى وصلنا لمرحلة الاحتراف، وكان الكيلو 85 أرض التدريب الجاف، كما تدربنا على المرتفعات والجبال، وعلى عبور قناة السويس فى منطقة تسمى البلاح، وتقع ما بين مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد، وكانت جزيرة وسط القناة، فرع ناحية العدو وفرع ناحيتنا.- كيف كان شعورك عندما تم إبلاغك بموعد بدء الحرب؟كالعادة بعد قضاء كتيبتى لفترتها فى النسق الأول تم التبديل إلى النسق الثانى، وفى أثناء العودة فوجئنا بأمر تحرك ثلاث كتائب فى المنطقة الابتدائية للهجوم وكنا كل عام نقوم بعمل مشروع سنوى كان عبارة عن حفر خنادق، وكان يوم الجمعة 5 أكتوبر، شعرت بأن هناك حربًا أو عملية ضد العدو، لكن لم أكن أتخيل أنها غدًا، فى حوالى الساعة 9 مساء ذهبت مع قائد الكتيبة، وكان اجتماع مع قائد اللواء السابع العميد"فوزى محسن" وعقد فى ملجأ تحت الأرض وتحدث معنا على ضرورة إعطاء التمام على كل السرايا وتمام استعداد الكتيبة فى السادسة صباحًا، وفى الساعة العاشرة صباحًا أمرنى قائد الكتيبة بجمع قادة السرايا فى نقطة الملاحظة تحت الأرض، وكنا نتوقع أنه وقت العودة من المشروع، وفتح القائد ظرفًا، وبدأ فى تلاوته علينا "بسم الله الرحمن الرحيم، على هدى من الرحمن وتوكل عليه قررت قواتنا المسلحة عبور قناة السويس واقتحام النقطة الحصينة رقم 151 وكانت هذه النقطة هى مسئولية كتيبتى، ومواعيد العبور ساعة 14.05.- ماكان شعورك وقتها؟عندما سمعنا هذا الأمر كنا فى غاية السعادة، وفى داخلى كنت أخشى أن يتم إلغاء العبور، فى تمام الساعة الثانية ظهرًا رأينا الطيران وكان يطير على ارتفاع منخفض جدًا، لدرجة أن هواء الطائرات حرك الرمل من حولنا وبعدها بدأت المدفعية فى الضرب، وفى تمام الساعة 2:20 بدأنا فى التحرك بالقوارب ونزلنا بها لمياه القناة وعبرنا فى نصف الزمن الذى تدربنا عليه، وكان بجانبى الكتيبة 19 مشاة والكتيبة 21 مشاة، وكنت أنا فى الكتيبة " 524 اللواء السابع "وبجانبنا اللواء الأول مشاة، والخامس "الفرقة 19 مشاة".- ماذا عن توجيه 41 وماذا عن ابتكارات المقاتل المصرى فى حرب أكتوبر؟كان للفريق سعد الدين الشاذلى دور كبير فى التخطيط للمعركة، فأنشأ توجيها يسمى "التوجيه 41"، وكان توجيها شاملا للمعركة، حيث يستطيع الجندى أن يعرف مواقيت التحرك والمهمات ومن على يمينه ومن على يساره، صحيح كان العدو يملك أحدث المعدات العسكرية ويملك العديد من الطائرات المتطورة وقتها، ولكن العقل المصرى كان مبتكرا، فابتكر أشياء هامة لتسهيل عمل القوات، منها جاكت خفيف مصنوع من مادة الفايبر يشبه جاكت النجاة به العديد من الجيوب لحمل الذخيرة والمياه، والابتكار الثانى، وهو ابتكار العقيد باقى زكى يوسف المهندس العبقرى، الذى ابتكر فكرة إزالة الساتر الترابى بواسطة خراطيم المياه، وابتكار مصرى آخر وهو سلالم الحبال على طول الساتر الترابى، لتتمكن الأفراد فى الموجة الأولى من الصعود على الساتر الترابى، وابتكار للمقدم إبراهيم شكيب صاحب فكرة سد مواسير النابلم.- لماذا حدثت الثغرة وهل يتحمل الفريق الشاذلى مسؤوليتها؟هناك خطأ تكتيكى حدث، وهو أن الثغرة وقعت بين الجيش الثانى والجيش الثالث، وهذه المنطقة لم تكن مؤمنة تأمينًا قويًا، فحدث فيها اختراق ولا يتحملها الفريق الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ولكن يتحملها قادة الوحدات والتشكيلات التى تركت هذا المكان خاليًا.- ماذا عن إصابتك فى حرب أكتوبر؟بعد احتلال النقطة الحصينة وإعادة استكمال المعدات والذخيرة ونقل المصابين للعلاج ودفن الشهداء خلال المعارك الأولى من يوم 6 حتى 8 أكتوبر، اشتدت المعركة يوم 9 أكتوبر وضربت إسرائيل بكل قوتها فى ذلك اليوم ودارت معركة بين الدبابات المصرية والإسرائيلية، حيث أطلقت إحدى الدبابات قذيفة فى مركز القيادة وأصابت خوذتى وقطعت فروة الرأس وانتقلت بعدها إلى المستشفى.- ماذا عن الأوسمة التى حصلت عليها؟حصلت على أوسمـة وأنواط عديدة، منها نوط الشجاعة من الطبقه الأولى، ونوط الواجب والخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأيضا نوط الشجاعة ونوط الواجب والخدمة الطويلة وميدالية أكتوبر من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً