"الجندي المجهول أو الحصان الأسود"، مصطحات عادة ما تطلق على أولئك الذي كان لهم دورًا بارزا في إنجاز ما؛ لكن ظلمهم التاريخ وأصبحوا في طي النسيان لا يُذكرون حينا تذكر مواقفهم، ولا يشكرون حينما نثني على انجازاتهم.
"الجنود في الحرب" كذلك بعضهم خلدنا ذكراهم للأبد وآخرين مجهولين طويهم النسيان.. واليوم تمر الذكرى 44 على انتصارات أكتوبر، لكن لا يمكن أن "يمر" دون أن نتذكر ذكراهم العطرة.
وفى التقرير التالى يرصد "أهل مصر" 6 شاركوا فى حرب أكتوبر ولم يذكرهم التاريخ:
1-حامد عبد الحميد العراقى
شغل عبد الحميد العراقي، منصب حكمدار الكتيبة 838 مدفعية بالفرقة 18 مشاة، التي شاركت في عملية "رأس العش" الثانية التي كانت مهمتها آسر إسرائيليين.
في تلك اللحظة تأخرت الدورية ساعتين عن موعدها، فصدر أمر بالانسحاب الفوري، ولكن قائد الكوماندوز لم يوافق على ذلك، وفضل انتظار الدورية التي من المقرر أن تخرج من "الكاب" التي تعد نقطة قوية للقوات الإسرائيلية بعد رأس العش، ليقوم بعد ذلك، باعطاء خطة الدورية بمجرد رؤيتها، وكانت في ذلك الوقت صيدًا ثمينًا للقوات المصرية، حيث تكونت من عربة جيب ودبابة و2 عربة نقل جنود وعربة نصف جنزير.
يروي عبد الحميد، "قامت عناصرنا بترتيب موقعها ومن ثم قصف أول الرتل وأخره، لمنع هروب أي عنصر من عناصر الجيش الإسرائيلي، ليسقط في تلك العملية 32 إسرائيلي".
2- عادل عبد المنعم مرسى
شارك النقيب فى الحرب، ولازم رفقاء الفرقة 4 مدرعة اللواء السادس، السرية 257 مدفعية مضادة للدبابات.
3- عادل عبد المنعم مرسى
التحق عادل بالمعهد العسكرى فى سن الـ16 عام وحصل على دبلوم فنى عسكرى، بعدها انضم الى قطاع الفرقة الرابعة مدرعة غرب القناة ومنها الى اللواء السادس التابع لها كمعلم لفنون القتال،ثم التحق بالسرية 257 مدفعية مضادة للدبابات.
يقول فى شهادته عن الحرب "فى الأيام الخمس الأولى من شهر أكتوبر73، كانت التدريبات على أشدها ويوميا يطلب من كافة الافراد ارتداء الكمامات المضادة للاسلحة الكيماوية وإظهار تمام الاستعداد القتالى بكامل عدة الحرب".
ويضيف: "فى صباح 6 اكتوبر تم إعلان حالة الاسترخاء الكامل على غير العادة وعند الواحدة ظهرا صدر الأمر بالاستعداد الكامل مرة أخرى، وكانت مهمتى الضرب غير المباشر كحامى لظهر قوات المشاة، فاذا ما علت سحب الدخان الأسود فمعنى هذا وجود تشوينات من أسلحة وذخائر العدو فنعاود الضرب على المكان المحدد أما إذا علت سحب من الدخان الأبيض فهذا معناه خلو المنطقة من أي عتاد للعدو ويسمح لقوات المشاة بالتقدم".
كانت القوات الإسرائيلية تتمركز أعلى الوادى ونحن أسفله وكان أحد الضباط من سلاح الاستطلاع يسمى حمدي المحمدي يصعد التبة "كان العسكري اللي معاه يطلع وينزل جري" خوفا من القوات الإسرائيلية لكن المحمدي له سيرة شجاعة يذهب إلى مستقر أفراد الجيش الإسرائيلي مستطلعا أماكنهم ثم يعود ليضع خطة للخروج من ذلك المأزق كان يشيل الكتافات ويقعد معانا يشرح الخطة شرح وافي لو قال أي أمر للعساكر كانوا هينفذوه.
4 - عبد الفتاح فارس
من أبطال المخابرات الحربية، الجيش الثالث الميدانى، كان ضمن أول سرايا الحرب الالكترونية 1970.
5 - عبد الجواد سويلم
ولد عبد الجواد محمد مسعد سويلم 26 إبريل 1947، في عزبة أبو عمرالتابعة لمركز أبو صرير، محافظة الإسماعيلية، وكان بطلًا من أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر لقب عبد الجواد سويلم بـ "الشهيد الحي" بعدما دفع معظم أجزاء جسده مقابل سحق إسرائيل.
اشترك في 18 عملية عبور خلف خطوط العدو وتمكن من تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و2 بلدوزروعربة جيب وأتوبيس يحمل جنود اسرائيلين، كما شارك رفاقه في تدمير 6 طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على مطار المليز.
وأثناء عودته من إحدى العمليات بعد تنفيذ 18 عملية نوعية ضد إسرائيل رصده طيار إسرائيلي وأطلق عليه صاروخ جوى مما أصابه ببتر في ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن وفقد عينه اليمنى مع جرح كبيرغائر في ظهره، أجرى له أصحابه الإسعافات الأولية وسط وابل من الطلقات الإسرائيلية، بعد ذلك تمكنوا من نقله إلى بورسعيد وبعدها تم نقله إلى مستشفى دمياط بسبب إصابته الشديدة ثم انتقل على طائرة هيليوكوبتر إلى مستشفى الحلمية العسكري بالقاهرة ودخل في غيبوبة استغرقت 72 ساعة، بعدها تم تركيب أطراف صناعية للبطل وقرر التقرير الطبي منح "عبد الجواد سويلم" أجازة لمدة شهر بعدها استبعد من الخدمة العسكرية، لكنه رفض وقررالعودة إلى وحدته فإما الاستشهاد أو تحرير سيناء.
علم الرئيس "جمال عبد الناصر" بقرار عبد الجواد سويلم فطلبه في رئاسة الجمهورية وقال له: "أنت الذي ضربت مطار الملينز "؟، فرد "عبد الجواد": "نعم يا ريس.. والجيش يريد إنهاء خدمتي"، فرد عليه عبد الناصر: "لا.. خليك.. مصر عوزاك".
عندما أندلعت حرب 73 عبر البطل عبد الجواد سويلم مع الأبطال قناة السويس وحقق حلمه وهو الانتصار على العدو الإسرائيلي واسترداد سيناء ولكنه بعد ذلك خرج من الخدمة العسكرية بصفة نهائية. تم تكريمه من الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه نوط الشجاعة العسكري، كما كرمه الرئيس "محمد أنور السادات" والرئيس "محمد حسني مبارك" في الاحتفالات باليوبيل الفضي لانتصارات أكتوبر.
لم تكن بطولة الشهيد الحى فى إصابته فقط أثناء حرب الاستنزاف بل تكمن فى إصراره على مواصلة الاشتراك فى الحرب بعد إصابته بعجز كلى ليصبح الجندى الوحيد بالعالم الذى حارب ونسبة عجزه 100%.
6-محمد حسين محمود سعد
أول شهيد في حرب أكتوبر 73، عندما أندلعت المعارك كان البطل "محمد مسعد" ضمن الصفوف الأمامية الأولى لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو الإسرائيلي، وما هى إلا ساعات قليلة حتى استشهد بمنطقة التمساح بسيناء.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
