كشفت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، في معرض تقرير مطول عن دور قطر في صناعة وتأجيج الثورات والصراعات والحروب الأهلية في سوريا وفي الدول العربية التي مرت بما يسمى بـ"الربيع العربي"، وكشفت كيف موّلت الدوحة الجماعات المسلحة، وتفاوضت لإزاحة بعض الأنظمة عن السلطة، ودعمت المسلحين الإسلاميين المتشددين.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن قطر دعمت سقوط الأنظمة السياسية في تونس ومصر، واندلاع الحرب الأهلية في ليبيا، ثم حولت انتباهها إلى سوريا، وفي مارس 2011 كلف حمد بن خليفة، ابنه وولي عهده تميم، بن حمد للاستفادة من العلاقة الشخصية للأسرة الحاكمة في قطر مع بشار الأسد، للعمل على إقناع الرئيس السوري بالتنحي، في مقابل ضمان مسار للإصلاح السياسي والانتقال السلمي للسلطة، ووعد تميم بتعويضات ومساعدات مالية للأسد، لكن الأخير رفض، ما حول موقف الدوحة نحو دمشق من المشاركة إلى المواجهة.
وتابع التقرير أنه "بالتنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بدأت الدوحة في العمل على مبادرة لعزل نظام الأسد في جامعة الدول العربية، بالتوازي في حين شكلت هيئة حاكمة تمثل المعارضة السورية: وهي المجلس الوطني السوري، والذي كان سيصبح الهيئة الاستراتيجية التي تدير المعارضة السورية على أنها شبه حكومية في المنفى تمثل 60% من جميع جماعات المعارضة السورية".
وأشار التقرير إلى أن جماعة "الإخوان" كانت أكثر القوى المهيمنة في المعارضة السورية عموما، وبسبب العلاقات الشخصية القائمة مع إخوان سوريا، اتجهت قطر على الفور لدعم الإسلاميين الذين قدموا أنفسهم كمنظمين ومؤثرين، لكن المجلس الوطني السوري تعثر في الحرب والمنافسات السياسية بين مخيمات المعارضة المختلفة.
وأضاف التقرير أن "قطر قدمت الدعم المادي للمجالس العسكرية الإسلامية، وعندما بدا لها واضحا أن المعارضة السورية كانت تقاتل في معركة شاقة وسط بيئة جيوستراتيجية مقيدة، سحبت قطر ضباط الاتصال العسكريين من سوريا في العام 2014".
يذكر أن دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، في 5 يونيو، بسبب دعم النظام القطري للإرهاب وإيواء المتطرفين في الدوحة، والانخراط في المخططات التخريبية ضد الدول العربية تنفيذا لأجندة إيران في المنطقة الرامية لبسط النفوذ الفارسي على عواصم عربية عدة.