قالت هالة أبو السعد، عضو مجلس النواب، إنها تقدمت بطلب مناقشة عامة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم ووزير التخطيط بشأن إشكالية محو الأمية، موضحة أن الدستور المصري في المادة (19) منه جعل التعليم حق لكل مواطن، وواجب على الدولة، وأن التقصير في زيادة الممحو أميتهم في مصر يرجع لعدم اهتمام الدولة بهذا الملف، وأيضا عدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه الأزمة.
وأضافت "أبوالسعد" في سؤالها، أن نتائج تعداد السكان لعام 2017، التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اظهرت ارتفاع عدد الأميين في مصر إلى 18.4 مليون شخص، بزيادة 1.4 مليون شخص عن تعداد 2006، بالإضافة إلى أن الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، جزء من المشكلة وليست هيئة للقضاء على مشكلة الامية، فالمتابع لتكوين الهيئة وطريقة عملها يجدها جوفاء ولا تحل المشكلة على الاطلاق، فالرؤية الهيئة ورسالتها المذكورة فى قرار إنشائها هى "اعداد مواطن متعلم منتج ومستنير، قادر على المشاركة في التنمية المستدامة، حيث تسعى الهيئة العامة لتعليم الكبار لتحقيق شراكة فاعلة بينها وبين مؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة الأمية في مصر، وتحقيق التنمية بكافة أبعادها".
وأشارت إلى أن الهيئة تضع شروط الحصول على شهادة محو الأمية، أن يكون المتقدم إليها يجيد القراءة والكتابة، وألا يقل السن عن 16 سنة، متساءلة: هل هذه الهيئة بهذه الرؤية والرسالة وشروط استخراج شهادة محو الأمية تصلح للقضاء على مشكلة الامية فى مصر!!
واستطردت " إن مشكلة الأمية فى مصر هى مشكلة مزمنة ومعقدة لا ترجع إلى سبب واحد وإنما إلى أسباب متعددة ( تاريخية، اجتماعية، اقتصادية، تربوية....إلخ ) وبالتالى فإن الأمية فى مصر ليست نتيجة لسبب واحد بل هى نتيجة لمجموعة كبيرة من الاسباب، من اهمها عجز النظام التعليمى عن استيعاب جميع الأطفال الذين هم في سن التعليم الابتدائي، وذلك بسبب ازدياد نمو السكان السريع من ناحية، وقلة الموارد المالية المتاحة للعملية التعليمية ".
وتابعت: " ارتفاع نسبة الفاقد التعليمى وما ينتج عنه من انخفاض في مستوى الكفاية الداخلية للنظام التعليمى وخاصة في المرحلة الابتدائيـة نتيجة لظاهـرتي الرسـوب والتسرب وتبين الدراسات أن هناك أسبابًا كثيرة ومتداخلة لهذا التسرب (اجتماعية واقتصادية، وتربوية، وعدم جدوى الإجراءات التي تتخذ بشأن مكافحة الأمية وتعليم الكبار، وعدم ربط التنمية الثقافية والاجتماعية بالتنمية التربوية التعليمية، وعدم قيام أجهزة الأعلام المختلفة بدور فعال في توعية الأميين وحثهم على الالتحاق بفصول محو الأمية والإفادة من الفرص والإمكانات المتاحة لهم من أسباب عجز النظام التعليمى أيضا.
وطالبت هالة أبو السعد فى طلب المناقشة العامة تحديد مفهوم الأمية ومحوها مع التمييز بينهما وبين بعض المفاهيم الأخرى، وتوضيح أسباب تفشى الأمية فى مصر، ومعرفة حجم المنح والتبرعات التى خصصت وصرفت على محو الامية، وتناول الآثار الناجمة عن الأمية في مصر، توضيح أهم سمات مشكلة الأمية فى مصر، تحديد أسباب عدم الاهتمام بمحو الأمية، وتحديد معوقات محو الأمية فى مصر، وتناول برامج محو الأمية فى مصر وأهدافها، وتوضيح دور الشباب فى مواجهة مشكلة الأمية فى مصر.