أهالي عزبة الموت "إسطبل عنتر" مهددين بالتشرد والحكومة: "مالكوش سكن عندنا" (صور وفيديو)

منطقة "إسطبل عنتر" ينسبها قاطنوها إلى عنترة بن شداد، اعتقادا منهم أنه قد أنشأ إسطبلًا لخيوله في المنطقة، وتسمى كذلك "الجبخانه"، لأن صلاح الدين كان يضع مدافعه وذخيرته فيها، أو لأنها كانت مصنع للبارود في عهد محمد علي باشا، وهي تعد أثر إسلامي مهم، وسميت عزبة الهجانة نسبة إلى عساكر كانوا قد سكنوا هذه المنطقة.

بنيت بيوت تلك المنطقة على صخرة الزهراء، وهي جزء من جبل المقطم بالقاهرة، وفي تقرير أعده مركز بحوث البناء والاسكان عام 2005 أثبت أن واجهة الجبل، والتي يصل ارتفاعها بهذه المنطقة لحوالي 20 مترا، تتكون من الحجر الجيري، وبها شقوق طولية غير منتظمة، وأخرى عرضية سميكة، كما أن الجبل به جيوب كثيرة نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي من المنازل المقامة على حافة الجبل.ومن خلال فحص تربة الجبل اتضح أنها تحتوي على نسبة كبيرة من 'الطفلة' أو الأتربة القابلة للإنهيار، عند تعرضها لأي مصدر مياه سواء من الصرف الصحي أو مياه الزراعات القريبة، وبالتالي تتحرك صخور الجبل من مكانها، وهذا يفسر وجود بعض الكتل الصخرية الكبيرة المنفصلة عنه، والتي تنحدر بشدة، من السطح العلوي للجبل بارتفاع 14 متر، ولا يقل وزن الواحدة عن نصف الطن، وهو ما يمثل خطورة على أرواح المواطنين.في شهر يناير 2015 خصص لـ"إسطبل عنتر" ومناطق "منشأة ناصر، والدويقة، وعزبة خير الله" نصف مليار جنيه من صندوق (تحيا مصر)، لإعادة تسكين أهالي تلك المناطق باعتبارها مناطق حظر، وسيتم نقلهم إلى "الأسمرات".

ويعبر أهالي "إسطبل عنتر" سلم طويل، وشوارع ضيقة تملأها مياه الصرف الصحي، والقمامة ومخلفات الهدم، ليصعدوا فوق جبل به أكثر من 60 منزل مهددين بالسقوط، ورغم ذلك رفض ساكنيها مغادرتها خوفُا من المجهول.وعاين حي مصر القديمة المنازل لإدراجها على قوائم الإزالة، وسجلوا بيوتا على أنها لا تصلح للمعيشة، وبالتالي لم يحصل أهلها على مساكن بحي "الأسمرات"، وفي الوقت نفسه لم يتمكنوا من البقاء في منازلهم، فهم الآن مشردون.

والتقت "أهل مصر" أهالي "إسطبل عنتر"، الذين تلقوا شروط الحي كالصاعقة بشأن حصولهم على سكن في "الأسمرات"، وبطلب عقود تثبت ملكيتهم للعقارات، مشيرين إلى أنهم يعيشون في المنطقة منذ سنين طويلة، ومن الصعب الحصول على تلك العقود، إضافة إلى صعوبة دفع مقدم 4300 جنيه، وأطلقوا صرخة لعلهم يجدون من المسؤلين مجيبا.

ورفضت السيدة الستينية "سنية" الخروج من منزلها، مضيفةً "هنموت هنا في مكانا"، بينما يخشى محمد عبدالناصر "بائع سمك باليومية" بملامحه الخمسينية المليئة بالحزن على حافة منزله المبني بحافة الجبل، في حيرة، أنه إذا هدم المنزل الذي يعيش فيه منذ أكثر من 17 عام، على مصدر رزقه، فهو يرفض الانتقال إلى حي "الأسمرات" لبعدها، مضيفًا: "حي الأسمرات منفى وهشتغل إيه لما أروح هناك".وتكمل "حسنية" والتي تبلغ من العمر 61 عام، بعبرات مليئة بالأسى (الحي أمرني بإخلاء بيتي وفي نفس الوقت مليش سكن في الأسمرات، كل ده عشان مطلقة، وقالولي ملكيش سكن عشان لوحدك.. يعني عشان لوحدي أترمي لكلاب السكك تأكلني"، منوهةً: "بيتي ثلاث أدوار، ورثت البيت عن أبويا، كانوا أولادي ساكنين فيه قبل الإخلاء، ومرتبي 780 جنيه يدوبك أعيش منه، ولا أقدر على تأجير منزل بسبب غلاء الإيجارات، أنا بعت كل حاجة برخص التراب".

واشتكى أهالي "إسطبل عنتر" بشأن عدم الحصول على وحدات بحي "الأسمرات"، وحصول آخرين خارج الحي لشقق بدلا منهم بسبب رشاوي رؤساء الحي، وفق تصريحهم.كما اشتكوا من انتشار البلطجية والخارجين على القانون واستوطنوا المنازل التي صدرت بشأنها قرارات إخلاء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزيرة تؤدي لـ تجمعات المياه.. التنمية المحلية تحذر من سقوط الأمطار على المحافظات