أثارت الأنباء المترددة عن احتمالية رفع "تذكرة المترو" حالة من الجدل والسخط بين المواطنين في ظل موجة الغلاء التي يعيشونها الآن، مبدين استغرابهم من تصريحات بعض المسؤولين الذين لا يراعون الطبقة الفقيرة والمتوسط، ومؤكدين أنهم لم يفيقوا بعد من زيادة سعرها قبل شهور بنسبة 100% حيث كان ثمن سعر "التذكرة" جنيه واحد وأصبحت الآن "جنيهين".
ففي تصريحات سابقة، أفاد وزير النقل الدكتور هشام عرفات بأن الزيادة في سعر التذاكر قادمة، وربما يتم تطبيقها العام القادم، وستكون وفقًا لعدد المحطات، وأنه تم التعاقد على شراء 850 بوابة تعمل بنظامي كروت الاشتراك وتذكرة الرحلة الواحدة لتنفيذ النظام الجديد، ووفقًا للنظام الجديد فتكون سعر التذكرة من بداية الخط إلى محطة رمسيس، جنيهان، بعدها ترتفع القيمة وفقا لعدد المحطات.
ورغم الزيادات سواء التي تم الإعلان عنها أو التي تم تنفيذها فعليا على أرض الواقع، فإن شكاوي الركاب من سوء الخدمة مازال ساريًا، ورغم ذلك فإن الوزير يخرج دائما ليصرح بأن الخدمات التي تقدمها الوزارة والشركة المشغلة "مميزة".
"أهل مصر" رصدت في جولتها خطوط مترو الأنفاق الثلاثة، لتتبين حقيقة الخدمات المتميزة التي صرح بها الوزير:
فيعاني كثير من الركاب من أعراض مرضية مفاجئة قد تمتد للإغماء أو الوفاة في حالات نادرة، ما يلزم تواجد الإسعافات الأولية الضرورية بكل محطة، ورصدنا خدمات الإسعاف بكل محطة وجاءت كالتالي:
خط "الجيزة – شبرا"
لم نجد في محطة شبرا الخيمة وهي من المحطات الرئيسية إلا وحدة تبرع بالدم تابعة لوزارة الصحة، وعربة إسعاف خارج محطة الشهداء وتبعد عنها بحوالي 10 متر، بينما في محطة محمد نجيب، لاحظنا توافر وحدة تبرع بالدم فقط غير متواجدة يوميا ولا يوجد وحدة الإسعاف، وفي محطة جامعة القاهرة فيوجد وحدة تبرع بالدم ووحدة إسعافات، وفي محطة الجيزة فتتواجد وحدة للإسعاف، بينما باقِ محطات الخط الثاني لا تتوافر بها وحدات مجهزة لاستقبال أي حالة حرجة أو طارئة.
خط مترو الأنفاق "المرج- حلوان"
وجدنا في محطة مترو المرج الجديد وحدة تبرع بالدم ولم نرى أي وحدات للإسعاف أو استقبال الحالات الطارئة، بينما في محطة مترو كوبري القبة وحدة إسعاف كبيرة مجهزة، نظرا لمكانها بجوار قصر القبة، وفي محطة منشية الصدر وجدنا عربة للتبرع بالدم ولا يوجد وحدة إسعاف، وفي محطة الدمرداش صادفنا وحدة طبية كاملة، أما في محطة غمرة فهناك وحدة تبرع بالدم، وفي محطة جمال عبد الناصر هناك وحدة تبرع بالدم فقط رغم أنها محطة حيوية، وفي محطة السادات وحدة طبية داخلية وعربة تبرع بالدم، أما في محطة مترو السيدة زينب فوجدنا وحدة طبية إسعافات وتبرع بالدم، وفي طره البلد وحدة إسعافات طبية، لتصبح المحطة الأخيرة التي يتواجد بها وحدة طبية هي جامعة حلوان، ولينعدم في باقي المحطات تواجد أي وحدات مجهزة للإسعاف.
خريطة دورات المياه
انتقلنا لرصد خدمة أخرى وهي "الحمامات"، دخلنا دورة المياه بمحطة الشهداء بعد دفع الرسوم، لنكتشف أنها مشتركة، ومن الممكن أن تجد رجلا وبجواره سيدة يقضيان حاجتهما في آن واحد، وكانت المفاجأة في عدم وجود "ترابيس" في الباب، ليصبح كل شئ متاحًا.
الخط الأول "المرج- حلوان"
رصدنا تواجد دورات مياه في محطات حلوان، جامعة حلوان، وطره الأسمنت ولا تفتح سوى"للعاملين فقط"، حدائق المعادي، دار السلام "دورة مياه واحده تحت بير السلم غير صالحة للاستخدام الآدمي"، مار جرجس، سعد زغلول، السيدة زينب، السادات، جمال عبد الناصر، الشهداء، كوبري القبة، الدمرداش، غمرة، منشية الصدر، حمامات القبة، حدائق الزيتون وحلمية الزيتون والمطرية والمرج، ولا يوجد دورات مياه في باق الخط، كما أن المحطات تعاني من سوء النظافة والإهمال الشديد، والرائحة الكريهة المنبعثة من الحمامات.
الخط الثاني "شبرا – جيزة"
في الخط الثاني، وجدنا دورات مياه في غالبية محطات الخط الثاني، إلا أنها تعاني من الإهمال أو مغلقة في وجه الجمهور.
الخط الثالث للمترو
توجد دورات مياه بجميع المحطات، وجميعها مشتركة، ولكنها نظيفة بشكل كبير مقارنة بالخطين الأول والثاني.
وفي هذا الإطار أشار النائب محمد بدوي، عضو لجنة النقل بالبرلمان، إلى أن ركاب المترو وصلوا إلى 5 ملايين راكب يوميًا، مؤكدًا أن ضعف الرقابة هو الذي يؤدي إلى خسائر المترو الكبيرة، إضافة إلى الماكينات المعطلة، مبينة أن لجنة النقل بالمجلس الحالي تحاول جاهدة العمل على إصلاح ما أفسده غيرها على مر سنوات طويلة في عصر الرؤساء السابقين.
وأضاف "بدوي" أن هناك خطة كاملة لتطوير مترو الأنفاق من خلال قرض دولي تعمل عليه الوزارة، إضافة إلى جزء من التمويل الذاتي، سيتم تحصيله من الضرائب والإعلانات الخاصة بالمترو وإيرادات التذاكر، ويأتي ذلك للتخفيف على كاهل المواطن في نفس الوقت الذي تحاول فيه الدولة تقديم أفضل الخدمات له.
وذكر أن سياسة إدارة المترو سيئة، فلا تقوم باستغلال أصول المترو أو واجهاته المختلفة لجلب إعلانات أو تعاقدات قد تفيد في در أموال للشركة، تساهم في عملية التطوير القادمة.
وبعد ما رصدناه من إهمال وسوء تقديم لخدمات أساسية يحتاجها مستخدم مترو الأنفاق، يبقى السؤال: ما الخدمات المميزة التي تحدث عنها الوزير هشام عرفات، وتقدمها شركة المترو، ليستحق ذلك مزيدًا من الزيادات القادمة في أسعار تذكرة المترو؟ وهل سيتم في المستقبل رفع الدعم نهائيًا عن سعر التذكرة؟.