تشهد مدينة الجونة بالبحر الأحمر انتعاشا وارتفاعا في معدل الحجوزات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، وذلك كنتيجة إيجابية سريعة ومبشرة لإقامة فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي خلال الفترة من 22 إلى 29 سبتمبر الماضي، والذي لاقى تغطية إعلامية كبيرة وترويج فعال لمقومات المدينة السياحية.
في هذا السياق، قال سامح عبدالمنعم المدير الإقليمي للتسويق والمبيعات لفنادق 3 كورنرز البلجيكية في مصر، إن الجونة مقصد سياحي يعتمد في تنشيطه على الأحداث العالمية التي تقام عليه، أبرزها مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الأولى الذي اختتمت فعالياته نهاية سبتمبر الماضي، وبطولة العالم للإسكواش، فضلا عن منتج سياحي فرض نفسه على الساحة وهو إقامة حفلات الزفاف من مصريين أو أجانب.
وأضاف أن هذه الأحداث تحقق نسب إشغالات فندقية مرتفعة، حتى وصلت إلى 100% خلال فترة المهرجان، كما امتدت الاستفادة إلى فنادق الغردقة القريبة نسبيا من الجونة، نتيجة إقامة ضيوف المهرجان، فضلا عن الإعلام المحلي والدولي الذي يغطي الحدث.
وتابع: "إن نسب الإشغال في الجونة مرتفعة قبل إقامة المهرجان في شهري يوليو وأغسطس، ولكن ما تميز به الحدث هو توقيته الممتاز، لأن الجونة في شهر سبتمبر تتسم بالهدوء في الإقبال لبدء موسم الدراسة، ونسبة الأجانب تكون قليلة، وبالتالي حافظ المهرجان على قوة الإشغالات الفندقية الشهر الماضي".
وكشف عبدالمنعم إن نسبة الحجوزات في شهري أكتوبر ونوفمبر تتعدى 70% وهذه مؤشرات جيدة جدا، لموسم شتاء منتعش على كل المقاصد السياحية، مشددا على تطبيق الحد الأدنى للأسعار، أو اتفاق الفنادق على عدم البيع بأسعار متدنية مثل 10 أو 20 دولار، لأن ذلك يضر الاقتصاد القومي، ويضع مصر في مصاف المقاصد السياحية الرخيصة عديمة القيمة، فيكون الإقبال السياحي عددا وليس عائدا.
وأوضح أن الجونة تستهدف السائح صاحب الدخل العالي، ومقابل أسعار فنادقها المرتفع أو المقبول لبعض الفئات، يحصل النزلاء على خدمة بجودة عالية، وتتميز بوجود الفنادق بدءا من 3 إلى 5 نجوم، ولكن أقل مستوى فيها سعره يعادل الـ 5 نجوم في شرم الشيخ أو الغردقة، لذلك تستقطب حاليا السائح الألماني، البلجيكي، الهولندي، البولندي، التشيكي، والفرنسي، والقليل من البريطانيين.
وأشار إلى أن فترة المهرجان لم تشهد أي ارتفاع في أسعار الفنادق وإنما كانت العادية، حيث تبدأ الأسعار للأجانب من 40 يورو للفرد في الليلة إقامة شاملة، لافتا إلى أن هناك عقودا مع منظمي الرحلات مبرمة فعليا وتم احتساب الأسعار وفقا للزيادة في تكاليف التشغيل.
ومن ناحية أخرى، قال عبدالمنعم، إن التأثير الإيجابي للحدث ليس فقط إمتلاء الفنادق، ولكن أيضا التغطية الإعلامية الواسعة محققا دعاية قوية للجونة سياحيا، فضلا عن اكتشاف الشركات الكبرى ومنظمي المهرجانات والحفلات بأن هناك منطقة سياحية متميزة لإقامة وتنظيم الأحداث الدولية، وهذا يتم مجانا من خلال ما تنقله وسائل الإعلام أفضل من الترويج المباشر بإعلانات مدفوعة، وخاصة أنها تتميز بالقرب من مدينة الغردقة بمسافة 20 كم فقط، ما يجعل المطار الدولي قريب منها أيضا، علاوة على مارينا اليخوت التي تتميز بها الجونة، إلى جانب الهدوء والاستجمام.
وأوضح عبالمنعم أن فنادق 3 كورنرز كانت أحد الرعاة للمهرجان، حيث تدير الشركة 3 فنادق بالجونة، حيث أنه استثمار هام لمحاولة جذب أحداث مماثلة بالاستعانة بصور الحدث، والترويج لأسماء الشخصيات والمشاهير التي أقامت في فنادق المجموعة، وعرض مشاهد لبعض الرحلات لهم التي تبرز المقومات السياحية للمدينة، والتي تعتبر أيضا سابقة أعمال للفندق عند التسويق لسياحة المهرجانات والمؤتمرات.
ولفت إلى أن فنادق الجونة استفادت من الترويج للحدث خارج مصر من خلال إدارة التسويق للمدينة وليس كل فندق مستقلا بذاته.
وأكد مدير التسويق والمبيعات الإقليمي لفنادق 3 كورنز، على ضرورة وجود خطة مشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص للتسويق الفعال للمقاصد السياحية وإزالة فورية لأي معوقات، حيث أن الفترات الأخيرة أصبحت الجهود الفردية أكثر، وهذا الدور الحقيقي للمستثمرين، ولكن الدعم الحكومي يقوي نتائجها، لأني أي شغل في العالم يتم بالتعاون بين القطاعين الخاص والحكومي، وكله يصب في مصلحة السياحة.