استحوذ تأهل المنتخب المصري إلى كأس العالم روسيا 2018، على مقالات وأعمدة كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء.
ففي مقاله (هوامش حرة) بجريدة الأهرام وتحت عنوان (فرحة مصرية)، أكد الكاتب فاروق جويدة، أن المصريين كانوا في حاجة شديدة إلى هذه الفرحة وهذا الفوز الغالى في تصفيات كأس العالم روسيا 2018.
وقال جويدة "إن استاد برج العرب شهد عشرات الآلاف من المصريين الذين ذهبوا لتشجيع فريقهم، وكانت المباراة من أصعب اللحظات على الملايين الذين جلسوا في بيوتهم يشاهدون المباراة، وكانت أصعب على اللاعبين الشباب وهم يسجلون هدف الفوز ثم يتعادل فريق الكونغو وتبقى دقائق قليلة يسجل فيها محمد صلاح نجم المباراة هدف الفوز، ويخرج المصريون إلى الشوارع وتنطلق الفرحة على كل الوجوه".
وأضاف "أن المباراة كانت على درجة عالية من الحساسية لأن فريق الكونغو لم يكن سهلا، كما أن فريقنا القومي كان مرتبكا أمام الملايين التى تشاهده وكل المطلوب منه أن يحقق الفوز بهدف واحد وكان له ما أراد، مشيرا إلى أنه لاشك أن محمد صلاح أسطورة كروية جديدة تضاف إلى تاريخ مجيد للكرة المصرية، وأن الجميع كان مشفقا عليه وهو يتصدى لضربة الجزاء في آخر دقائق المباراة.. ومثل هذا الموقف يحتاج إلى شجاعة وحرص وخوف ومجازفة أن يقبل اللاعب أن يسدد الكرة في هذا التوقيت العصيب".
وأكد جويدة، أن هذا اللاعب ينبغى أن يقدمه الإعلام نموذجا للنجاح والكفاءة والإصرار، لافتا إلى أنه مازال أمامه مشوار طويل يتألق فيه عالميا ومحليا، حيث قد قدم للمصريين فرحة غامرة في ظرف عصيب.
ورأى أن هذا الفريق بهذه الروح وهذا الإصرار يستطيع أن يقدم نموذجا أمام الفرق الأخرى المشاركة في كأس العالم بعد شهور قليلة في روسيا.. فكل اللاعبين كانوا على مستوى المسئولية والأداء دفاعا وهجوما وهم يستحقون أن يحتفل بهم الشعب المصرى، متابعا "أما المدرب وفريقه فقد تحمل الكثير من النقد والإدانات والتشكيك في قدراته وقد صبر الرجل على ذلك كله وهو يقول المهم من يضحك أخيرا.. ولا شك أنه أسعد 100 مليون مصرى".
أما الكاتب محمد بركات، ففي عموده (بدون تردد) بجريدة (الأخبار) وتحت عنوان (مصر.. ونجوم المنتخب كأس العالم.. والفرحة).. فأشار إلى الفرحة العارمة التي عمت مصر كلها، وأصابتنا جميعا بموجة غامرة من السعادة الفياضة مساء أمس الأول فور انتهاء مباراة الحسم مع فريق الكونغو العنيد، وتحقيق الفوز الصعب في الثانية الأخيرة من اللقاء، مؤكدا أنها فرحة مستحقة وفي موضعها تماما.
وقال بركات "من حقنا جميعا أن نفرح وأن نهنئ أنفسنا ونزف التهنئة لمصر كلها على الإنجاز الرائع الذي تحقق، ليدفع بنا للتأهل والمشاركة في المونديال والصعود رسميا إلى سباق كأس العالم 2018 في روسيا، بعد غياب 28 عاما عن المشاركة منذ عام 1990 في إيطاليا".
ووجه تحية لكل المصريين الذين وقفوا بكل الحب والإخلاص وراء نجوم المنتخب الوطني ومعهم طوال الـ95 دقيقة، الطويلة والمليئة بالانفعالات والعصبية والمحتشدة بالأمل والرجاء والمفعمة بالتطلع والطموح لفوز مستحق يروي قلوب الملايين المتعطشة لفرحة الفوز.
واختتم بركات مقاله بتوجيه تحية من القلب للأبطال نجوم المنتخب خاصة للنجم المصري محمد صلاح، الذي كان مثالا رائعا في الكفاءة والحرفنة والاصرار على تحقيق النصر وصناعة الفرحة.. كما وجه تحية خالصة لمصر كلها التي وقفت جميعها شعبا ورئيسا وراء نجومها الأبطال.
ومن جانبه، قال الكاتب ناجي قمحة - في عموده (غدا.. أفضل) بجريدة الجمهورية وتحت عنوان (العالمية التي نريدها) - "إن البطل محمد صلاح حقق ورفاقه العبور الكروي إلى العالمية التي كنا نتمنى الوصول إليها طوال 28 عاما بعد مباراة درامية مثيرة حافلة بالكفاح المصري والصمود الكونغولي الذي لم يتأثر بزئير 85 ألف مصري في ستاد برج العرب، ولكن دعوات الملايين من المصريين وأشقائهم العرب التي كانت تحلق فوق الاستاد زادت من حماس المنتخب الوطني وإصراره على بلوغ النصر، الذي بدت بوادره بالهدف الأول لصلاح وتباعدت بشائره بهدف التعادل الكونغولي في وقت حاسم صنع أزمة أسالت الدموع".
وأضاف أن قوة الإرادة المصرية كالمعتاد لا تظهر إلا في وقت الأزمات، ولا تقبل الحسم إلا بانتصارها وتحقيق آمالها مهما كانت التضحيات بالجهد والعرق في ميادين الرياضة وبالأرواح والدماء في ميادين القتال، وهي تأخذ من التجارب القاسية العبر والدروس وتقتلع من طريقها الأشواك والعقبات حتي تبلغ هدفها.. وهكذا فعل المنتخب المصري حتى بلغ العالمية الكروية، وهكذا يجب أن يفعل كل مصري وطني في ميدانه باذلا الجهد الصادق والعمل الجاد نابذا الأنانية والفردية حتى نصل أيضا إلى العالمية التي تستحقها مصر في مجالات أخرى غير كرة القدم.