في الوقت الذي فاضت فيه الفرحة من قلوب المصريين، بعد أن زف اللاعب محمد صلاح، مصر إلى المونديال، بهدفين مقابل هدف، أول أمس، ظهرت الصدمة واضحة في أعين الشعب الأوغندي، بسبب ضياع حلم صعوده إلى المونديال.
في مباراة الجولة الرابعة، التي أقيمت في الأول من سبتمبر الماضي، سددت أوغندا هدف الفوز على المنتخب الوطني، لتحتل صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط، ويتجدد أملها في تمثيل القارة السمراء بالمونديال، وهي الأحلام التي تبددت في موقعة برج العرب، عندما فاز المنتخب المصري على نظيره الكونغولي بطريقة درامية، في الوقت بدل الضائع.
واحتشد الآلاف من المصريين في الشوارع، عقب نهاية المبارة أول أمس، للتعبير عن فرحتهم بالمنتخب، فذلك يقفز من الفرحة بالرغم من إعاقته الحركية، وآخر يحاول أن يتحامل على نفسه ويقف على قدميه التي لم تعد قادرة على تحمله، فأصبح جليس كرسي محترك، ولكن مع حماس فوز مصر، تناسى إعاقته وقفز مع الجماهير، ليسقط أرضًا، وبالرغم من تألمه إلا فرحة فوز مصر بدخول المونديال بعد 28 عامًا من فشل المحاولات، كانت هي المسيطرة.
وعلى المدرجات، وقف شابًا يسمح دموعه التي انهمرت بعد تسديد منتخب الكونغو هدف التعادل، لتحل محلها ابتسامه مشرقة بأمل وصول مصر لمونديال 2018، بعد الهدف الثاني لـ"محمد صلاح"، وخارج أسوار الاستاد، تراصت الجماهير التي تحمل أعلام مصر، في الشوارع والميادين، تنادي بجهود اللاعب "محمد صلاح"، أما على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" فقد علق البعض بـ: "عفوًا كابتن ماجد، فنحن لدينا محمد صلاح اسطورتنا".
وبقدر الفرحة الجنونية التي أصيب بها الشعب المصري، كانت الحسرة وخيبة الأمل، في أوغندا، بعد فوز مصر الساحق على الكونغو، وتحقيقها حلم الوصول إلى مونديال 2018 بعد 28 عامًا عجاف، ويقول معتز منير، أحد أفراد الجالية المصرية في أوغندا، "أوغندا حرفيًا عايشة في صدمة بعد ما مصر حققت الفوز، ودخلت تصفيات المونديال.
وعلقت عدة صحف أوغندية على المباراة التي حققت مصر فيها الفوز على الكونغو، بهدفين لـ"محمد صلاح"، مقابل هدف واحد لـ" أرنولد بوكا موتو"، فيقول معتز الذي انتقل للعمل في أوغندا منذ عام من الآن: "الصحف الأوغنديه أطلقت لقب الملك على محمد صلاح (king salah)، بعد ما بقى أسطورة مصر في كورة القدم".بدأ معتز منير، الذي يعمل مديرًا للحسابات بإحدى شركات المحاسبة في أوغندا، يومه في العمل، لينتهي سريعًا ويرافق أصدقائه من المصريين المقيمين في أوغندا، فيقول: "خلصت شغل سريعًا وقابلت أصدقائي وقعدنا نتفرج على المباراة في بيت واحد منهم".
تمر دقائق المباراة، وتشتد أعصاب معتز وأصدقائه، فيقول لـ"أهل مصر": "كنا على أعصابنا واتجمع بعض المصريين عندنا واحتفلنا بالفوز على إحدى الكافيهات الكبيرة في أوغندا".
وعن أداء المنتخب الوطني، يقول معتز صاحب الـ31 عامًا: "مفيش حد عاجبه أداء المنتخب مقارنةً بمنتخب حسن شحاته، لكن اتحقق الهدف، وهو وصول مصر لكأس العالم، اتمنى (كوبر) يغير خطته ويبقى فيها جرأة زيادة"، مضيفًا: "أحنا متعودناش على منتخبنا بالأداء الهزيل ده".
وعن الخطط الجديدة التي يجب أن ينفذها منتخب مصر في الجولة القادمة، يقول معتز: " أولًا لازم المنتخب يبحث عن مهاجمين صراح أكثر كفاءة من الموجودين زي (عمرو مرعي) في النجم الساحلي، ثانيا تبقي خطته هجومية ويتخلى عن الحذر الدفاعي شوية ونبقى فعل مش رد فعل زي ماحنا دلوقتي.. المنتخب حاليًا بيلعب بخطة (باصي الكورة لصلاح)"، مضيفًا: "ياريت اللاعب أبو تريكة يرجع تاني للاعب، تمهيدًا لضمه لكأس العالم".
يتميز منتخب أوغندا بالقوة على ملعبه، ويعلق معتز، أحد مشجعي المنتخب الوطني في أوغندا على تلك المقولة: "الفريق الأوغندي قوي على ملعبه، لأنه حافظ الملعب وعنده دعم جماهيري كبير، أنما خارج أرضه، ضعيف جدًا"، مضيفًا: "وقت مباراة مصر وأوغندا، المشجعين الأوغنديين، تشاجروا مع المصريين وخرجونا من الباب السفلي في الملعب".