أسرار خطيرة عن أول قاعدة عسكرية أمريكية في تل أبيب.. "المونيتور" تكشف خفايا الرادار الأمريكي الذي يمنح إسرائيل تحذيرات من إطلاق الصواريخ الباليستية

كتب : سها صلاح

كشف موقع "المونيتور" الأمريكي عن القصة الحقيقية وراء أول قاعدة عسكرية دائمة في إسرائيل والتي تم افتتاحها مؤخرًا بصحراء النقب وتضم العشرات من القوات الجوية الأمريكية

ويكشف الموقع عن خفايا الرادار الأمريكي في النقب الذي يمنح إسرائيل تحذيرات من إطلاق الصواريخ الباليستية نحوها، في مسافة تصل إلى 2500 كيلومتر.

لم تجذب مراسم احتفال جرت في سبتمبر في قاعدة الدفاع الجوي الإسرائيلي بالنقب اهتماماً كبيراً، في تك المراسم تم تدشين قاعدة هي الأولى من نوعها في تاريخ إسرائيل.

معسكر دائم للجيش الأمريكي يحوي عشرات الجنود الأمريكيين بالزي العسكري داخل قاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

للمرة الأولى يحصل الجيش الأمريكي على موطئ قدم داخل إسرائيل كقاعدة عسكرية بكل ما تحمل الكلمة من معان.

هناك سر معلن هو أن لدى الأمريكان في إسرائيل مخازن ذخيرة ومعدات إستراتيجية لساعة الطوارئ، لكن حتى الآن لم تكن لديهم قواعد عسكرية فعلية، الآن صارت موجودة.

في المراسم التي حضرها أيضًا جنرالات أمريكان قال قائد الدفاع الجوي في سلاح الطيران الإسرائيلي العميد تسفيكا حايموفيتش هذا يوم تاريخي دشنا فيه معسكرا مع الشريك الأمريكي المهم ، هنا في النقب.

وقال الموقع هذه المرة الأولى التي يقام فيها معسكر أمريكي دائم داخل معسكرنا وذلك يثبت الالتزام الإستراتيجي للجيشين وتشكيلات الدفاع الجوي، هذا تطورمهم في الدفاع الجوي الإسرائيلي في مواجهة القصف الصاروخي الذي يهاجمنا من قريب وبعيد، وهذا يضيف للقدرة التي يتم بنائها على مر السنين.

في فبراير القادم 2018 ستشارك إسرائيل والولايات المتحدة في مناورة "جنيفر كوبرا" التي تجرى كل عامين، وهي مناورة إستراتيجية، تُمارس فيها أيضا قدرات الدفاع الجوي المشترك وأنظمة الرادار، وكشف واعتراض التهديدات الصاروخية والباليستية على إسرائيل.

كان مارك كيرك عضو الكونجرس صاحب الفكرة، وهو أحد أكبر مؤيدي إسرائيل في مجلس النواب الأمريكي، الذي اقترح أن يضع في إسرائيل الرادار الأمريكي الأكثر تقدما، الذي يعتمد على الأشعة السينية X BAND RADAR.

وافقت الإدارة الأمريكية حينها على الطلب غير العادي وفي غضون أشهر قليلة، تم بناء ذلك الرادار الضخم في النقب (سبتمبر 2008)، ويشمل برجين هما الأعلى من نوعهما في العالم، يحملان أجهزة استشعار متطورة.

تلقت منظومة الدفاع الإسرائيلية هذا التعزيز الجديد بفرح كبير، فضلا عن ذلك، لم يقدم الأمريكان أو يبيعوا أو يسلموا هذا الرادار الإستراتيجي بل وضعوه بدلا عن ذلك في أرضها، ولأجل ذلك، خًصصت مساحة كبيرة من الأرض وتم إقامة القاعدة.

في السنوات الأولى جرى تشغيل الرادار على يد مدنيين أمريكيين يستخدمهم الجيش الأمريكي. الآن غير الجيش الأمريكي سياسته وقرر إبدال هؤلاء المدنيين بجنود يرتدون الزي العسكري. ولهذا السبب أنشئت القاعدة الأمريكية داخل القاعدة الإسرائيلية.

يدور الحديث عن رادار يحتوي على أفضل القدرات والتكنولوجيات الأمريكية، صرح للمونيتور مسئول كبير في منظومة الدفاع، مضيفاً وهو يتيح لنا الرادار كشف التهديدات الموجهة ضد البلاد على أبعد مدى، ويتيح كشف هجمات الصواريخ بشكل دقيق وسريع، ويحدد بالضبط النقطة التي سيصيبها التهديد الباليستي بشكل مسبق.

ووفقًا لتقارير مختلفة، يكشف الرادار التهديد من مسافة تصل إلى نحو 2500 كم ويتيح لإسرائيل فترة إنذار طويل نسبيا في حدود 8 دقائق تسمح بعمل دفاع مدني فعال، وكذلك استخدام وسائل الاعتراض الإسرائيلية المختلفة وبالأخص الصاروخ "حيتس".

جرى نقل الرادار خلال ولاية وزير الدفاع روبرت جيتس، بينما فاجأت الموافقة السريعة للإدارة الأمريكية على وضع الرادار في إسرائيل متخذي القرار الإسرائيليين. علاوة على هذا فإن الرادار يتم تشغيله على يد الأمريكان ويعد أرضا أمريكية أرض خارج الحدود على أراضي إسرائيلية.

تستقبل إسرائيل في الواقع المعلومات التي يجمعها الرادار في اللحظة الحاسمة من الأمريكان، وليس مباشرة من الموقع نفسه، جرى تجريب المنظومة في مناورات خاصة بأوروبا قبل نقلها لإسرائيل، بحضور مسئولين إسرائيليين كبار.

"يعمل هذا التعاون بفعالية عالية"، يؤكد مصدر أمني إسرائيلي كبير في حديث للمونيتور، مضيفا "قدرات هذا الرادار عظيمة، يفرش أمامنا خارطة الشرق الأوسط ويحدد كل التهديدات.

وهو متصل ومتزامن مع أنظمة أخرى، إسرائيلية وأمريكية، وطور بشكل كبير قدراتنا الدفاعية، التنسيق بين سلاح الجو ونظام التحكم التابع له ووحدات الدفاع الجوي وبين الرادار وعناصر طاقمه الأمريكان ثبُت أنه مثالي".

وضع الرادار الأمريكي في إسرائيل ربما كان أكبر دليل على عمق العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، والالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل، واستعداد واشنطن لأن تتقاسم معها الوسائل الإستراتيجية التي ليست صفقات صلاح بقيمة مليارات الدولارات.

يقول مصدر أمني إسرائيلي كبير "يجب أن نذكر أن بإمكان الأمريكان أن يأخذوا هذا الرادار من هنا وأن ينقلوه إلى مكان آخرصباح الغد بقرار عملي بسيط".

ويقولون للمونيتور في منظومة الدفاع الإسرائيلية وفقا لمعلوماتنا لم يفكروا الأمريكان في ذلك أبدا، أيضا خلال أصعب الأوقات التي شهدتها علاقات الرئيس أوباما ورئيس الوزراء نتنياهو، يتضح لجميع الأطراف أنه ليس هناك خلاف أو خصومة في كل ما يتعلق بأمن إسرائيل.

تقدر قيمة الرادار بمئات الملايين من الدولارات حوالي مليار شيكل، كما ذكرنا يدور الحديث عن موقع أمريكي مستقل في إسرائيل، لكن يتم تشغيله، وحمايته وصيانته على يد قوة أمريكية مستقلة.

ويتصل الرادار بمنظومة المراقبة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، وتقوم الطواقم الأمريكية بنقل التهديدات التي يتم التقاطها لديهم في الوقت المناسب لمنظومة سلاح الجو المتزامنة والمرتبطة بالأجزاء المختلفة لمنظومة "العصا السحرية"، المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية والتهديدات الصاروخية على إسرائيل.

تشير التقديرات إلى أنه بين تحديد التهديد وإطلاق وسيلة الاعتراض تجاهه تمر ثوان معدودة فقط، ويشمل هذا الوقت أيضا التنبؤ الدقيق بنقطة الإصابة المتوقعة للصاروخ المعادي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً