في الوقت الذي تشهد فيه أروقة "اليونسكو" معركة سياسية حادة في ظل انتخابات المدير العام للمنظمة، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارها بالانسحاب من المنظمة اعتبارًا من 31 ديسمبر القادم، بعد توقفها منذ سنوات عن تمويلها، وعن التصويت، حيث كانت متوقفة عن أداء دورها كعضو في المنظمة.
كما وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان انسحابها، الاتهام إلى المنظمة بأنها تعادي إسرائيل، وفي السياق ذاته وصفت المدير العام للمنظمة إيرينا بوكوفا، انسحاب أمريكا بالخسارة .
كما كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية عن انسحاب أمريكا من "اليونسكو"، في هذا الوقت، موضحة أنها كانت متوقفة عن أي أنشطة في المنظمة منذ فترة طويلة؛ لذلك القرار كان متوقع، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب لديه موقف معادي من المنظمات الدولية بشكل عام، بجانب الاعتراف بالقدس الذي جعل هناك مشكلات بين الطرفين.
وقالت الصحيفة إن أمريكا منذ دخول فلسطين إلى المنظمة، جمدت عضويتها؛ وتوقفت عند دفع نصيبها، مما أحدث عجز في ميزانية المنظمة 50 مليون دولار، وكانت تلك إشارة لإمكانية الانسحاب نهائيًا.
وأشارت إلى أن الانسحاب هو أمر طبيعي، نظرًا لأنها لا تدفع نصيبها ولا تشارك ولا تصوت، موضحة أن الرئيس الأمريكي منذ انسحابه من اتفاقية المناخ، اتضح موقفه المعادي من المنظمات الدولية بشكل عام. حيث اعتبر أنها لا تؤدي دورها بشكل سليم، ولا فائدة منها.
وأوضحت أن وراء انسحاب الولايات المتحدة، من منظمة "اليونسكو"، إنذار إلى تلك المنظمات؛ لتقوم بإصلاحات أكثر، وإصلاح النظام الإداري، حتى لا ينسحب من منظمات أخرى، مما يُزيد من خسائر الأمم المتحدة.
انسحاب إسرائيل
وتوقعت انسحاب إسرائيل أيضًا قريبًا خاصة أنها جمدت عضويتها مثل أمريكا، مشيرة إلى أن هذا ما جعل مرشح قطر في انتخابات اليونسكو، يتصدر الجولات الثلاث؛ بعد الوعود بتسديد ديون المنظمة.
وقالت الصحيفة إن قرار الخارجية الأمريكية بانسحاب واشنطن من اليونسكو اعتبارًا من 31 ديسمبر لم تكن الواقعة الأولى بل حدثت من قبل في عام 1985 اعتراضًا على سياسات مدير اليونسكو حينها ومواقفه لأنه أفريقي.
وأضافت الصحيفة أن انسحاب أمريكا من اليونسكو حاليًا يأتي لأسباب سياسية في المقام الأول وذلك بعد مواقف المنظمة الأممية باعترافها بالقدس بأنها عربية سابقًا، مؤكدة أن كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول مُعارضة على سياسات وقرارات اليونسكو.
أكدت الصحيفة أن أمريكا تعلل انسحابها بأن المنظمة الأممية تتدخل في الشئون السياسية بالبلاد تجاه القضية الفلسطينية وهذا غير صحيح لأن الاعتراف بالقدس من العلوم الثقافية التاريخية وهذه من ضمن مهام اليونسكو.