اعلان

ارقدوا بسلام.. الإرهاب يحصد 24 شهيدًا بالعريش في شهر.. و"مصر" تتشح بالسواد

كتب : عبده عطا

منذ قرابة شهر وتحديدًا في 13 أكتوبر سالت الدموع على الحدود واتشحت النساء بالسواد حزنًا على فراق ثمانية عشر مجندًا وضابط بمدينة العريش، ولم يكد الدمع يجف إلا وجاءت الضربة الثانية في هذا اليوم لتحصد ثمانية مجندين، ليصل العدد في 30 يومًا لـ 26 شهيدا.

العريش الأولى:على حين غرة؛ شنت مجموعة من الإرهابيين هجومًا مسلحًا، صباح الاثنيين الموافق 13 من سبتمر، على دورية من رجال الشرطة، في منطقة "التلول"، غرب مدينة العريش، وأثناء مرور قوات الشرطة لتمشيط وتطهير الطريق، اشتبهت القوات في إحدى السيارات أثناء محاولة قائدها اقتحام خط سير الكمين الأمني.وعندما بدأت القوات تتعامل مع السيارة المشتبهة، انفجرت، وأسفر ذلك عن مقتل 18 شخص من رجال القوات المسلحة، ومن ثم تبادلت القوات إطلاق النار مع العناصر الإرهابية المختبئة بالمنطقة الصحراوية. ولم تكتف العناصر الإرهابية بذلك بل تبادلت إطلاق النار مع القوات الأمنية، واستولت على سيارة "بيك أب" تابعة للقوات، وهربت بها إلى مكان غير معلوم.وبكل دم بارد يخرج تنظيم داعش، ويعلن مسؤليته عن الحادث، الذى أودى بحياة 18 شرطًيا، وجاء هذا الإعلان عبر وكالة إعلام تابعة للتنظيم أعلنت مسئوليتها عن الهجوم على القوات المصرية في شمال سيناء.

مشاهد في الحادثة الأولى:حالة من الانهيار الشديد على زوجة الشهيد، ووالدته وباقي الأهالي والجيران، عقب معرفتهم عدم وصول جثمان الشهيد الرقيب محفوظ محمد الصباغ، الذي استشهد في حادث الإرهابي بالعريش، اليوم إلى القرية. وتساءلت زوجة الشهيد، بكل حزن: لماذا كل هذا التأخير؟، موضحة:"عاوزه أطمن عليه وأودعه الوداع الأخير".وقالت والدة الشهيد لـ"أهل مصر": "أنا غير حزينه على افتقاد ابني البطل اللى ضحى لأجل الوطن"، لكن حزنها على عدم وصول جثمانه حتى الآن، معربة عن أمنيتها وصول الجثمان اليوم لتوديعه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة.

العريش الثانية:لم تكاد تنتهي حالة الحزن التي خيمت على المصريين خلال شهر، إلا وأعلنت الجامعات الإرهابية فى الظلام أنها قتلت ثمانية مجندين آخرين، وهو ما أكده المتحدث العسكري صباح اليوم.وأوضح أن عناصر إرهابية مسلحة قامت بمهاجمة إحدى الإرتكازات الأمنية بمدينة العريش مستخدمة القنابل اليدوية والأسلحة النارية واشتبكت القوات المسلحة، على الفور ونتيجة تأثير نيران قواتنا لاذت العناصر الإرهابية بالفرار حاملة عدد من القتلى والمصابين معهم.

مشاهد فى الحادثة الثانية:أعتلى "إسلام" توأم الشهيد مجند الحسيني جمال ممدوح، ابن قرية بني سليمان الشرقية مركز بني سويف، الذي استشهد بسيناء، سيارة الحماية المدنية التي تحمل الجثمان، وأصر على مرافقته لمدافن الأسرة بالقرية، وسط ترديدة عبارات "نام وإرتاح يا حسيني..حقك جاي جاي".وقال توأم الشهيد، إنه أحس باستشهاد توأمه وقت وقوع العمل الإرهابي، لافتًا إلى أنه كان يقوم بعمل الشاي بمنزل الأسرة، وأحس باهتزاز داخلي شديد، وقت الظهيرة، أسقطت كوب الشاي من يده، ومن بعدها كان ينتظر وصول خبر سيئ يخص شقيقه.وأضاف "إسلام" أن آخر لقاء جمعه بشقيقة كان منذ أسبوعين تقريبا فى آخر إجازة له، وطلب منه الدعاء له، وقال له "خلى بالك من أبويه وأمي يا إسلام إن شاء الله السنة الجاية هيزوروا قبر الرسول عليه الصلاة والسلام" فتذكرت كلماته فور علمي بالخبر، وعلمت معناها على الفور.

الأزهر عن الحادثين:أدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأقسى العبارات الهجوم الإرهابي الأثيم، الذي استهدف ظهر اليوم الاثنين، رجال الشرطة البواسل، أثناء آداء واجبهم الوطني في مدينة العريش بشمال سيناء.وأكد "الطيب" في بيان له، أن مثل هذه الأعمال الإرهابية، التي تستهدف حراس الوطن من رجال الشرطة والجيش، لن تعيقهم عن القيام بواجبهم في القضاء على هذا الإرهاب اللعين، ولن تزيد الشعب المصري إلا إصرارًا وعزيمة في مواجهة خفافيش الظلام ومن يقف خلفهم أو يدعمهم، ولن تثني مصر عن المضي قدمًا نحو التقدم والاستقرار.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً