واصل كتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم الأحد، مناقشة أسباب خسارة المرشحة المصرية مشيرة خطاب، في انتخابات اختيار مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو".
ففي مقاله بصحيفة " الأخبار" بعنوان "اليونسكو.. وألاعيب السياسة"، نقل الكاتب محمد بركات ما كان يتمناه المصريون في أن تكون السفيرة مشيرة خطاب هي الفائزة في المعركة الانتخابية لتتولى المنصب الذي تستحقه بجدارة تامة.
وقال بركات، إنه يجب التوقف لتحليل نتائج تلك الانتخابات أولًا بوصفها معركة سياسية في المقام الأول، ولم تكن المفاضلة بين الشخصيات المرشحة للمنصب، على أساس الكفاءة والخبرة والثقل الثقافي والعلمي والمعرفي، والإلمام بالتراث العام للحضارة الإنسانية، مستدلًا على ذلك بالضغوط الأمريكية والغربية والإسرائيلية، وتأثيرها على مسار المعركة وتوجهات الأصوات، فضلًا عن المال السياسي، وتأثيره في عملية التصويت.
وتابع الكاتب: أن خوض أكثر من مرشح عربي على ذات المنصب الدولي أضعف فرصهم جميعًا، ولكن رغم ذلك كله فإن ما يجب أن يسجل للسفيرة مشيرة خطاب، أنها خاضت المعركة بكل الشرف والشجاعة، وكانت أكثر استحقاقًا وجدارة، لو تم الاختيار على أسس موضوعية وبعيدًا عن السياسة وألاعيبها القذرة.
بدوره تطرق الكاتب عبد المحسن سلامة في مقاله بصحيفة "الأهرام"، تحت عنوان "السيدة الحديدية.. والإنجاز من رحم الألم"، إلى المسألة، مشيرًا إلى شراسة المعركة، ولعب المال السياسي الدور الأكبر فيها، معللًا ذلك بأن قطر دفعت أموالًا طائلة، على نفس نهج ما جرى من فضيحة المونديال الشهيرة؛ التي لاتزال تطاردها.
وتوقع الكاتب: أن تكشف الأيام المقبلة عن الوجه القبيح لقطر والدول الداعمة لها في انتخابات منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو".
وانتهى الكاتب إلى أنه رغم خسارة الدكتورة مشيرة خطاب في جولة الإعادة بانتخابات اليونسكو، إلا أنها خسرت بشرف واستطاعت أن تدخل جولات الإعادة المتكررة وحصلت على 25 صوتًا مقابل 31 صوتًا للمرشحة الفرنسية.
أما الكاتب السيد البابلي، فقال في مقاله بصحيفة "الجمهورية"، "نحن لم نخسر معركة الانتخابات.. ولم نخرج منها بخسائر سياسية أو معنوية بقدر ما خرجنا مرفوعي الرأس بمشاركة وحملة انتخابية احترافية محترمة وبتقدير دولي لشخصية السفيرة خطاب ولمشروعها الثقافي الرفيع المستوى الذي تقدمت به".
وأكد الكاتب في مقال بعنوان "رئيس الوزراء.. واليونسكو.. ومدرس الرياضيات" -أن انتخابات اليونسكو تفرض إعادة الحسابات في العلاقات ببعض الدول والتكتلات؛ لكي يكون هناك توافق أفضل في المحافل والمناسبات العالمية، معتبرًا الانتخابات بمعركة مؤسسة الفساد العالمي التي دارت في باريس.
وألمح الكاتب إلى رأيه بشأن تكرار الموقف الذي منع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، من الفوز، مفسرًا ذلك بأن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لا يرغبان في أن تكون المنظمة تحت إدارة عربية تتخذ من القرارات ما قد تعتبره إسرائيل نوعًا من العداء لها.
وأوضح الكاتب أن معركة الانتخابات لم تكن في باريس ولكنها كانت تربيطات واتصالات ومواقف معلنة وغير معلنة، وبأموال ومصالح متعددة واتفاق خلف الكواليس على نجاح المرشحة الفرنسية في نهاية مراحل التصويت.
وأشار الكاتب إلى أن العادة جرت على أن بلد المقر لا تتقدم للانتخابات على منصب مدير المنظمة الدولية، وأن فرنسا فاجأت العالم بالتقدم لهذا المنصب عبر دراسة واستفادة من الخلافات والانقسامات العربية والإفريقية الدائرة.