بدأت المنافسة مشتعلة بين مرشحي 7 دول، من بينهم 3 مرشحين من دول عربية، للفوز بمقعد المدير العام الجديد للتربية والعلوم والثقافة بمنظمة "يونسكو" على مدار 6 أيام، ولكن كل أعين الدول المشاركة كانت على المرشح القطري "حمد بن عبدالعزيز الكوارى"، بعد كشف عدد من وسائل الإعلام الفرنسية عن استقبال قطر لعدد من مندوبين "يونسكو" ومنحهم هدايا، لتأتي الجولة الأخيرة، وتخرج المرشحة المصرية "مشيرة خطاب"، ولا يتبقى في المنافسة، إلا المرشح القطري، والمرشحة الفرنسية "أودريه أزولاى".
وفي اللحظة التي أعلن فيها عن فوز المرشحة الفرنسية بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وقف "صلاح عبدالحميد" ببدلته الزرقاء اللامعة يهتف "تحيا فرنسا وتسقط قطر"، لتنقلب أجندات وسائل الإعلام التي ركزت عدسات كاميراتها على التقاط لحظة الإعلان عن المرشح الفائز، وتسلط الضوء على المصري الذي يهتف ضد قطر.
على الفور نشرت قناة "الجزيرة" القطرية، الفيديو الخاص بـ"صلاح عبد الحميد"، المصري الجنسية، الذي هتف داخل أروقة "يونسكو"، مدعية أنه دبلوماسي مصري تابع للبعثة الدائمة لدى اليونسكو، في الوقت الذي نفت فيه وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، أن "عبد الحميد" ليس دبلوماسيا مصريا أو عضو في بعثة مصر بمنظمة اليونسكو.بعد 24 ساعة من تلك الأحداث، نشر "عبد الحميد" عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، "بوست" يوضح فيه عدم وجود صلة بينه وبين البعثة المصرية في اليونسكو، مضيفًا: "أنا لست دبلوماسيًا مصريًا، ولم أكن عضوًا في البعثة المصرية، أنا مواطن مصري يحب مصر ويدافع عنها في "يونسكو"، "تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".
من الحساب الشخصي الخاص بــ"عبد الحميد"، يتضح أنه تربطه علاقات مع "وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ورئيس الوزراء السابق، إبراهيم محلب، وأمين جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وضياء رشوان نقيب الصحفيين الأسبق".والصورة التي أثارت موجة من الجدل الواسع على "فيس بوك"، هي صورة جمعت "الدبولماسي المزيف" بالرئيس المخلوع "محمد مرسي".
كما ظهر "عبد الحميد" في عدد من وسائل الإعلام حاملًا صفة "خبير تنموي في الاتحاد الأوروبي وعضو الاقتصاد السياسي في بروكسل"، ليعلق تارة على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، واصفًا بأن الرئيس وجه رسالة للدول المتربصة بأمن مصر بزياراته للأقباط، وتارة يعلق على سياسة الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "الاتحاد الأوروبي لا يعمل لله وللوطن".
وفي الرابع عشر من يونيو عام 2015 ظهر "عبد الحميد" في قناة "يقين" للتحدث عن احتفالية الأمم المتحدة باليوم العالمي للاجئين، قائلًا: "مصر احتضنت الأرمن بعد المذابح التركية لهم سنة 1915".
وبالعودة إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نشر عدد من مستخدميه "بوست" نشره شخص مدعيًا أنه على علم بالشخصية الحقيقية لـ"عبد الحميد"، وتناقله عدد كبير منهم، ومن أبرز ما كتب في ذلك البوست: "عمل في بداية حياته (ويتر) في مطعم في هولندا وتزوج صاحبة المطعم.. مغربية الجنسية.. وحصل على الجنسية الهولندية فطلقها، واستولى على المطعم".وتابع: مستخدمي "فيس بوك": "يملك عبد الحميد محل إقامة في مدينة (انفرس) البلجيكية وهو لا يعمل الآن، ويحصل على إعانة بطالة وإعانة من بلجيكا باعتباره (غير قادر على العمل) تقدر تقريبًا بـ٢٠٠٠ يورو شهريًا، يعني حوالي ٤٠ ألف جنيه مصري".وفي تشبيه بينه وبين الشخصية التي جسدها الفنان الراحل "خالد صالح"، في مسلسل "الريان"، نشر الشخص الذي يدعي معرفته بـ"عبد الحميد" الذي هتف في اليونسكو " تحيا فرنسا وتسقط قطر"، قائلًأ: " صلاح عبد الحميد مثال للنصاب المحترف.. عمل أكونت على فيس بوك، وسمى نفسه (المستشار)، مدعيًا عمله في الاتحاد الأوروبي كمستشار سياسي واقتصادي كمان".
وأضاف: "وبدأ ينشر صورته أمام البرلمان الأوروبي، وصور داخل أروقته (المسموح بزيارتها للعامة)، وكان بيتصل بالجرائد المصرية، والتليفزيون باعتباره محلل سياسي ويدلي بتصريحات من عيار الخبراء الاستراتيجيين، وفي فترة حكم الإخوان كان مؤيد ليهم بشكل مريب ونشر صورته مع مرسي طبعًا".