غالبا ما تكون البدايات رائعة والوعود وردية، لمن كنا نظن أنهم ملائكة ونتمنى أن نكمل معهم سنوات عمرنا الباقية، لنتفاجأ بسقوط الأقنعة وظهور القبح وتتكشف الحقائق، ونكتشف بأنفسنا أننا نعيش مع أشخاص لا نكاد نعرفهم، ولم نتمكن من البقاء معهم.
كانت تصعد درجات سلالم محكمة الأسرة بمصر الجديدة، وهي مسرعة إلى أن وصلت إلى مكتب الحاجب المختص بدعواها، وتوجهت صوب الحاجب، وأعطته الأوراق الخاصة بها، وخلال دقائق سمعت صوت الحاجب ينادي على رقم دعواها 9063 لسنة 2017 أحوال شخصية، فتوجهت مسرعة إلى أن وصلت أمام منصة القاضي.
وقالت "منار" للقاضي وهي تبكي: "كل الناس قاطعتني بسبب أخلاقه السيئة.. فأنا لم يتجاوز عمري 26 عاما، كنت مثل أي فتاة تحلم بالعريس المناسب، وأعيش معه حياة كريمة فتقدم زوجي لطلب يدي للزواج فكان زواج تقليدي جدا فأنا من أسرة ملتزمة ومتدينة جدا ولا تقبل بأي علاقات رسمية".
وتابعت "منار": "فكان زوجي بمثابة العريس المناسب يمتلك شقة ووظيفة محترمة وأسرة محترمة.. فوافق والدي على الفور، وخلال فترة خطوبتنا كان يحاول أن يتجاوز في علاقتنا فكنت برفض وعندما حاول أكثر من مرة اشتكيت لأهلي فكان مبرره أنه يختبر أخلاقي ليس أكثر وعلى الفور تمت زيجتنا".
وتابعت "منار" بصوت مملوء بالحزن: "كنت مثل أي فتاه بحلم بعش الزوجية الهادئ، لكن سعادتي لم تكتمل فظهرت أخلاقه السيئة بعد زواجنا بشهرين فقط، عندما طرد من وظيفته بسبب تحرشه بزميلته بالعمل وحول للتحقيق أكثر من مرة وبالنهاية طرد من وظيفته".
واستكملت "منار": "لم يكتفي بذلك بل بدأ يعاكس بنات الجيران من شرفات الشقة، ويطاردهن علي سلالم العقار، ويتطاول بيده عليهن على سلالم العقار، أو بالمصعد الكهربي فتشاجر معه الكثير من الجيران، ومنهم من أنهال عليه بالضرب فالجميع قاطعوني بسببه حتى أهلي، ووعدني أكثر من مرة بأن يكف عن ذلك لكنه مريض، ولا بد علاجه وعندما عرضت عليه الذهاب لطبيب نفسي أنهال علي بالضرب وطردني، لذلك لجأت للقضاء لرفع قضية خلع، واتخلص من الحياة معه نهائيا".