افتكاسات، أو أقراص افتكاسات، أسماء جديدة دخلت إلى عالم المخدرات، انتشرت داخل طبقة رجال الأعمال والأغنياء بديلا عن الحشيش والأفيون، تعد من أشد أنواع المخدرات على صحة الإنسان، وأغلى المخدرات فى السعر لذلك أطلق عليها "مخدرات أولاد الذوات".
زاد انتشارها بعد إلقاء القبض على تجار المخدرات بالمناطق الأكثر ثراء بمصر الجديدة والزمالك وغيرها وكان آخرها إحباط محاولة لإدخال 1273 قرصًا مخدرا، يسمى"افتكاسات" داخل طرد قادم من هولندا.
فى سياق متصل، أكدت الدكتورة هالة منصور، خبيرة علم الاجتماع، أن أسباب انتشار المخدرات فى مصر بصورة كبيرة، يعود إلى دافع الهروب من الواقع أو تغييره والخروج من حالات اليأس والبحث عن المغامرة والمتعة.
وأضافت منصور خلال تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تلك الأنواع من الأقراص تعتبر الأغلى فى عالم المخدرات لافتة إلى أن ارتفاع ثمنها كان نتيجة لقدرتها غير العادية فى إحداث المتعة المؤقتة.
وأشارت خبيرة علم النفس، إلى أن الظاهرة على وشك الانتشار بسبب فقدان، معايير الثقة فى بعض المقربين من المتعاطين التى تدفعهم للاستسلام إلى أى نوع من المخدر ليصل إلى تأثيره المطلوب، مؤكدة أنه يجب على الدولة التعاون وبث برامج من خلال وسائل الإعلام، لتوعيه بمخاطر المخدرات وتأثيرها السلبى على الأسرة والمجتمع.
من جهته أكد مصدر طبى، على أن تلك الأنواع من المخدرات تعمل على إصابة متعاطيها بحالة من الاكتئاب، قد يكون شديداً يؤدى به إلى الانتحار لافتا إلى أنها قد تعرض المتعاطى للإصابة بجلطات قلبية تؤدى للوفاة وقد يتعرض لحالات من الهلع والقلق.
وحذر المصدر من خطورة تناول أقراص افتكاسات، لأنه مخدر مصنع يتسبب فى التأثير على الجهاز العصبى، مشيرا إلى أن هناك فئة من المدمنين تصاب بالهلوسة والأوهام والشعور بالضرر والاضطراب، كما يتسبب بظهور العنف الذى يحدث فى المجمعات نتيجة لتعاطى هذا النوع من المخدر، حيث يعانى أغلبهم من التهيج والنشاط الزائد ما يعرضهم للدخول فى مشاكل وعنف وتهيج وهستيريا.
قال الخبير شعبان شلبى: إن عقوبة الاتجار فى تلك الأقراص المخدرة تصل إلى المؤبد أو الإعدام حسب الكمية المضبوطة، وهو الأمر الذى عمل على ارتفاع تكلفتها، مشيرا إلى أن ارتفاع العقوبة على المتهمين، كان له الصدى الأكبر فى عدم انتشارها بشكل مكثف داخل البلاد.
واستكمل شلبى خلال تصريحات خاصة أن العقوبة تصل من سنة إلى 5 سنوات للمدمن، وهى ما تعتبر جنحة فى قانون الإجراءات الجنائية، مشيرا إلى أن تلك الأقراص تم إدراجها مؤخرًا ضمن جدول المخدرات، وبالفعل ضبط رجال مكافحة المخدرات حالات إتجار وتعاطى منه، ولكن ليست بأعداد كبيرة، لافتا إلى أن من أشهر الدول المصنعة له هى هولندا.
من جهته قال خبير أمنى: إن المخدرات تنقسم إلى نوعين إما "طبيعية أو صناعية" ومن تلك المشتقات من البودرة والهيروين والكوكايين، يتم استخلاصها من الأفيون ويكون القانون راضخا وشديدا لها.
وأضاف أنه عقب ثورتين متتاليتين حدث الانفلات الأمنى بالشارع المصرى، وأصبحت مصر مرتعا لتجارة المخدرات وجلبها من الخارج، مشددا على ضرورة المقاومة الشديدة على أمن المطارات والموانئ لتفتيش الحقائب الواردة من تلك الدول المصنعة للمخدر، مشيرا أن تلك الأقراص تعد الأعلى ثمنًا فى تجارة المخدرات نظرًا لخطورتها.