شهدت قرية جردو التابعة لمركز اطسا بمحافظة الفيوم، حالة غضب شديدة بعدما أعلن محافظها الدكتور جمال سامي، أن جميع سكان القرية يمتهنون مهن مختلفة وأنها خالية من البطالة، الأمر الذي أشعل غضب الأهالي بعد نفيهم لتلك التصريحات.
وقال بسام الجارحي أحد أبناء القرية فى تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إن ما صرح به محافظ الفيوم عار تمامًا من الصحة ومعلومات مغلوطة، مشيرًا إلى أنها على العكس تماما فالقرية تعانى من مشاكل كثيرة أولها البطالة، بالإضافة إلى مشاكل الري والطرق والتي كادت أن تنعدم.
وتابع "الجارحي "، بأن القرية لا يوجد بها سوى مركز شباب واحد فقط بعكس ما ذكره المحافظ لثلاثة مراكز، ولم يعمل لخدمة أبناء القرية بالمستوى المطلوب، ساخرا من عدد الورش بالقرية التي ذكرها المحافظ (أي ورش يتحدث عنها، وأين هي!)، فضلًا عن عدد الأراضي التي تم ذكرها فهي أرض بور وذلك لندرة المياه بالقرية وتهدد المئات من الأفدنة ذات الرقعة الخضراء للبوار، فكيف تكون قرية منتجة كما أشار وليس بها بطالة.
وكشف "الجارحى"، أن 70% من أبناء القرية مهاجرين للعمل بدول الخليج وخاصة دول (السعودية ـ الكويت ـ الأردن) والباقي "بيقرطفوا ملوخية "من الجوع والفقر" على حد تعبيره، وهو على عكس ما ذكره المحافظ بأن القرية لا يوجد بها عاطل واحد.
وأضاف السيد إبراهيم العشيري نجل عمدة قرية جردو، قائلًا: " ده محافظ على مزاجه بس، ومفيش حاجة من اللى قالها موجودة "مشيرا إلى أن التقرير الذي عقب عليه المحافظ خاص بتصدير نبات الملوخية فقط، ومخاطبته للرد على بعض المشكلات التي تعاني منها القرية وليس الإدلاء بمعلومات ليس لها أي أساس من الصحة، مضيفًا بأن القرية تمتاز بتصدير نبات الملوخية حيث يعمل بالقرية 16 مكتب للتصدير وكثرة المكاتب أدت إلى مشكلة كبيرة في التصدير وعدم التسويق الجيد، ويبلغ سعر الطن 30 ألف جنيها.
موضحا مراحل التصدير لـ "أهل مصر "، بسبب الوضع الاقتصادي السيئ وظروف المعيشة الصعبة، حيث أصبحت نساء القرية تقوم بالعمل فى هذا المشروع ليلا لعدم وجود دخل ثابت ومساعدة كاهل الأسرة على ظروف المعيشة، وذلك عن طريق العمل بمنازل التجار لتشوين الملوخية وتجفيفها على "غرابيل "وانتشالها قبل ظهور الشمس مقابل "جنيها" للكيلوا الواحد.
واستكمل " العشيري"، بأن التصدير لدولة واحدة وهي لبنان ودولة أخرى فقط بخلاف ما ذكره التقرير المصور الذى أذاعته الإعلامية إيمان الحصرى، ويعتبر موسم التصدير خلال 3 أشهر فقط، علمًا بأن الفلاح بالقرية استبدل محصول القمح هذا العام بنبات الكاروية لارتفاع سعره، مشيرًا إلى أن الفلاح يسعى دائما وراء السلعة التي تعود بالربح عليه، وذلك لعدم وجود رقابة بشأن هذه الأمور، ذاكرا بأن بورصة محافظة الفيوم كانت في قرية جردو نظرا لوجود مياه الري بشكل كبير والأراضى ممتازة وخصبة.
وسخر أبناء القرية على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "، من هذا التصريح، والذي تناول العديد من الانتقادات والجمل شديدة اللهجة واتهامه بجهل ما تحتويه القرية، مؤكدين على أن ذلك شكل كمالي للمادة الإعلامية ومن الضروري زيارة القرية على أرض الواقع، حتى لا تطلق المعلومات في العنان وعدم القناعة التامة للمواطن البسيط، حيث سخر أحد الأهالى فى تعليق له قائلًا: "أنا سعيد إن فيه قرية مفهاش بطالة ومنتجة"، وأضاف آخر، "كيف ذلك في ظل أكثر من ثلثي شباب القرية يعملون فى الخارج.
يذكر أن الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم، قد صرح خلال تعقيبه على تصدير نبات الملوخية فى مداخلة هاتفية في برنامج "مساء DMC"، مع الإعلامية إيمان الحصري، على قناة "DMC"، أن القرية لا يوجد بها عاطل.
وأضاف المحافظ، أن عدد سكانها يصلون إلى ما يقرب من 74 ألف نسمة، وأن القرية بها مقومات اساسية وهامة ومنتجة والتي يبحث لاختيارها من ضمن القرى النموذجية ببرنامج وزارة التمنية المحلية، مشيرا إلى أن المحافظة تقوم بحملات مستمرة لإزالة أي تعديات على المجاري المائية، حيث أن المحافظة بها 80 ألف فدان ليس لهم مخصص من المياه، مطالبًا بزيادة المقنن المائي كي يستطيع الأهالي الزراعة.
وتابع:" العام المالي الحالي سيتم رصف الطرق في القرية "