تناول عدد من كبار كتاب الصحف المصرية اليوم الثلاثاء، عددا من الموضوعات الهامة التي تهم المواطن العربي والمصري على رأسها انسحاب أمريكا من "اليونسكو"، والوضع في كركوك، والعاصمة الإدارية الجديدة.
معركة اليونسكو
ففي عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "هل تغلق اليونسكو أبوابها؟".. تساءل الكاتب فاروق جويدة هل بعد انسحاب أمريكا وإسرائيل من اليونسكو، هل تنسحب دول أخرى وهل أصبح وجود هذه المنظمات بما فيها الأمم المتحدة عبئا ثقيلا على الدول الأعضاء أمام الانقسامات الحادة التى يشهدها العالم الآن؟.
وتوقع جويدة أن تشهد اليونسكو انسحابات أخرى خاصة إذا تطلب الأمر فرض أعباء مالية على الدول الأعضاء حتى تستعيد المنظمة توازنها المالى..مشيرا إلى أن أمريكا كانت تتحمل الجزء الأكبر من ميزانية اليونسكو ومع انسحابها لن تدفع شيئا،كما أن الدول العربية الغنية لن تشارك الآن فى إنقاذ المنظمة المفلسة فهل تستطيع فرنسا بنفوذها ودعمها أن تتحمل هذه الأعباء.
وأوضح الكاتب أن المنظمة الدولية شهدت أكبر حالة انقسامات بين الدول الأعضاء فى الانتخابات الأخيرة فقد انقسمت الدول العربية بصورة مؤسفة، كما أن مواقف الدول الأفريقية تغيرت أمام حسابات مادية وبقيت أوروبا فى حالة انتظار حتى حسمت الموقف مع فرنسا أمام الانقسام العربى وخروج الصين من السباق.
ورأى أنه كان من الممكن لو أن الصين فازت بالمنصب أن تكون بديلا لأمريكا فى تعويض وتحمل الأزمة المالية لأنها قادرة على ذلك ولكن الموقف الآن يزداد ارتباكا أمام احتمالات انسحاب دول أخرى وليس أمريكا وإسرائيل فقط.
واختتم جويدة مقاله قائلا "لاشك أن انسحاب أمريكا سوف يمنحها الفرصة أن تدعو دولا أخرى للانسحاب وقد يصيب ذلك المنظمة الدولية بحالة من الشلل تجعل المنظمات الدولية الأخرى فى حالة من الضعف خاصة أن العالم يعانى الآن انقسامات خطيرة تعيد للأذهان ذكريات الحرب الباردة وصراع القوى العظمى التى عادت الآن تتصدر الساحة ما بين روسيا وأمريكا وأطراف دولية أخرى تدور حول القطبين الكبيرين وعلى العالم أن ينتظر المزيد من الانقسامات وربما الصراعات".
"الصدام في كركوك"
وتحت عنوان "الصدام في كركوك التهديدات والأخطار"، قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد في صحيفة "الأخبار" إن الأخطار تلوح في الأفق، ونذر الحرب تدور في الأرجاء وتدق علي الأبواب، في ظل الأخبار الواردة من شمال العراق، وعلى أطراف إقليم "كردستان" حيث مدينة "كركوك"، خزان البترول الكامن في جوف الأرض، والمتدفق بالبترو دولارات من تحت ركام الأحداث المتصاعدة والفصائل المتصادمة.
وأضاف الكاتب أن كل الأنباء القادمة من "كركوك" لا تبعث على الاطمئنان، بل تدعو للقلق وتثير المخاوف من اندلاع شرارة القتال بين القوات العراقية والكردية، المحتشدة على جانبي المدينة المتنازع عليها، وتحوله إلى حرب شاملة تهدد الإقليم والمنطقة كلها ويصعب السيطرة عليها أو وقف تمددها.
وأوضح أن هناك شبه إجماع بين كل المتابعين والمراقبين للمشهد الجاري شمال العراق، على خطورة الأوضاع المترتبة على الاستفتاء الذي جرى حول انفصال إقليم "كردستان"، وبدء تنفيذ الأكراد لرغبتهم في الاستقلال عن العراق وإقامة الدولة الكردية المستقلة.
واختتم مقاله قائلا "ليس خافيا على أحد أن استقلال كردستان العراق لو تحول إلى واقع قائم ومنفذ بالفعل، سيكون بمثابة الخطر الجسيم على مستقبل الدولة العراقية، التي تعاني بالفعل الآن من عدم الاستقرار، وستكون هى البداية الحقيقية لتقسيم العراق، وما يتبعه من تداعيات محتملة ومتوقعة لانشقاق وانفصال أجزاء أخرى عن الدولة العراقية كما نعرفها الآن.. ليس هذا فقط، بل سيمتد التأثير إلى ما حول العراق من دول وكيانات، وهذا شئ بالغ الخطورة".
مشروع العاصمة الإدارية
أما الكاتب جلال دويدار فقال في عموده "خواطر" في صحيفة "الجمهورية" إنه بعد أن تحول مشروع العاصمة الإدارية إلى أمر واقع بما تم إنفاقه على منشآتها من أموال هائلة وبدافع الإصرار والتصميم الذي يتسم به استكمال المشروع، يتحتم على الدولة بحث عملية انتقال أجهزة الدولة إليها وما سوف يترتب على ذلك من متطلبات ومشاكل، لابد أن يوضع في اعتبار التخطيط للمدينة توافر إمكانات انتقال العاملين بهذه الأجهزة الحكومية إلى مقارتهم الجديدة في ظل ما يتم إعلانه عن الارتفاع في أسعار المساكن، الخروج من هذا المأزق سيكون عاملا معوقا لمباشرة عملهم وحياتهم.
ورأى الكاتب أن مواجهة هذا المأزق تتطلب أن تكون هناك مواصلات سريعة واقتصادية من القاهرة التاريخية وكل عواصم المحافظات إلى هذه المدينة، ليس هذا فحسب بل إن التكلفة الاقتصادية تفرض على الدولة البحث عن سبل لتعويض هؤلاء المواطنين ماديا عن هذا العبء المادي الجديد.
وألمح دويدار إلى مشكلة تحويل أولاد هؤلاء الموظفين إلى المدارس التي تتناسب وإمكانياتهم المادية والتي يتواجدون فيها حاليا بالقاهرة..مشيرا إلى أن حل هذه المشاكل يتطلب قيام الدولة بتوفير أراض مرفقة بعيدا عن المتاجرة بأسعار يمكن تحملها لتشجيع إقامة مثل هذه المشروعات الخدمية.