شن الإرهابيون خلال الأيام القليلة الماضية، هجومًا على كمائن وارتكازات أمنية في العريش، ظنًا منهم بأنها ستنال من عزيمة الشعب المصري وجنوده، لكن تلك الهجمات طرحت علامات استفهام حول طبيعة توقيتها والهدف منها.
وتمكنت قوات الأمن، الأحد الماضي، في إحباط هجوم إرهابي على كمين أمني بكرم القواديس، واستشهد 6 من رجال الأمن، وقُتل 24 إرهابيا من العناصر المهاجمة إثر اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وتجددت الاشتباكات، صباح أمس الاثنين، بعد هجوم إرهابي على كمين أمني أمام كنيسة مارجرجس، واقتحام فرع البنك الأهلي بالعريش، ما أسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة، والمدنيين، وإصابة آخرين.
خبراء أمنيون وسياسيون، أكدوا أن تلك الهجمات جاءت بعد العديد من الإنجازات التي حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة، نرصدها في السطور التالية.
1- تأييد الرئيس لفترة جديدة
حظيت الحملات التي دُشّنت، مؤخرًا، لجمع توقيعات من المواطنين لتأييد الرئيس عبد الفتّاح السيسي في ترشحه لفترة رئاسية جديدة، أبرزها حملة "علشان تبنيها"، قبولًا شعبيًا، الأمر الذي أصبح مصدر إزعاج للإرهابيين.
2- فشل مرشح قطر في انتخابات «اليونسكو»
نجحت مصر في إزاحة المرشح القطري حمد الكواري، بعد إعلانها تأييد المرشحة الفرنسية التي تغلّبت عليه في الجولة الأخيرة بـ 30 صوتًا، مقابل 28.
وواجه المرشح القطري اتهامات باستخدام المال السياسي لشراء أصوات بعض الدول في الانتخابات، والعمل على شق الصف العربي بمحاولة عرقلة مسيرة المرشحة المصرية مشيرة خطّاب.
3- افتتاح العاصمة الإدارية
افتتح الرئيس عبد الفتّاح السيسي، 11 أكتوبر الجاري، المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية، ما وصف بأنه "أقوى رد على حملات التشكيك"، وتعتبر العاصمة الإدارية أحد أهم المشروعات القومية المصرية التي ستعود بالنفع على الاقتصاد.
4- المصالحة الفلسطينية
بعد انقسام ظل لسنوات، وقعت حركتا «فتح وحماس»، الخميس الماضي، على اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة برعاية مصرية، الأمر الذي عكس مكانة مصر الإقليمية والمهمة في الشرق الأوسط .
واتفق الجانبان على أن تتولى الحكومة الفلسطينية في رام الله إدارة معبر رفح وشئون قطاع غزة، بدءًا من الأول من ديسمبر المقبل.
5- صعود منتخب مصر للمونديال
يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، نجح المنتخب المصري في الصعود أخيرًا لكأس العالم بعد غياب دام 28 عامًا، والمشاركة في مونديال روسيا 2018، بعد تغلّبه على منتخب الكونغو، الأمر الذي أسعد الشعب المصري باعتباره إنجازًا رياضيًا غاب عن الدولة سنوات عديدة.
وتباينت آراء الخبراء حول توقيت الهجمات الإرهابية على سيناء، فقال كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن نجاح مصر في عملية المصالحة الفلسطينية كان سببًا في تزايد العمليات الإرهابية بسيناء خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح «عامر»، أن هناك دولا داعمة للإرهاب تدفع تكاليف استهداف الجيش المصري في سيناء، مضيفًا أن الهدف من هذه الهجمات هو إشغال مصر عن قيامها بدورها الوطني والإقليمي.
وأرجع الخبير الاستراتيجي، اللواء حسام سويلم، الهجمات، إلى نجاح الدولة المصريّة في توجيه ضربات أمنية استباقية موجعة على البؤر الإرهابية في الفترة الأخيرة، ما أسفر عن تصفية بعضهم، وضبط خلايا إرهابية قبل ارتكاب أي عمليات.
ويشير «سويلم» إلى أن الضربات الأمنية الأخيرة أوجعت تلك الجماعات، ودفعتها للتحرّك، مبينا أن الأجهزة الأمنية تبدأ بعملية رصد المعلومات عن تحرُّك تلك الجماعات من المصادر، والتقنيات المُستخدمة، قبل توجيه الضربات الاستباقية.
وأشار مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، العميد خالد عكاشة إلى أن الدولة المصريّة نجحت في محاصرة الإرهاب عالمياً، وكشف الدول الداعمة له.
ولفت إلى أن القيادة السياسية المصرية استطاعت إدارة حربها على الإرهاب بنجاح مبهر محلياً، وعالمياً، أربكت مخططات التنظيمات الإرهابية.
وشدد «عكاشة» على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية، وسرعة تحرُّك أجهزة الدولة الأمنية للكشف عن ملابسات الحادث، وضبط مرتكبيه، ومحاكمتهم.
وأدان علماء أزهر الحادث الإرهابي الذي استهدف اقتحام فرع البنك الأهلي بالعريش، اليوم الاثنين، مؤكدين على أن الحادث جريمة جديدة تضاف لسجل الإرهاب الأسود.
وتعرّض المقر المؤقت لفرع البنك الأهلي في رفح بالعريش لهجوم إرهابي، أسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة، والمدنيين، والسطو على الخزينة الرئيسية بالفرع.
وأدانت مؤسسة الأزهر الشريف الحادث، وقالت في بيان لها إن "الهجوم الغادر دليل جديد على تجرُّد مرتكبيه من أدنى درجات الرحمة، والإنسانية، واستحلالهم للدماء، والأموال، وسعيهم للفساد في الأرض".
وأضاف «الأزهر»:" تلك الجرائم تستوجب التعامل معهم بكل حزم"، معلنا دعمه لكافة الجهود التي تقودها القوات المُسلّحة، والشرطة من أجل القضاء على جماعات الإرهاب.
وتقدّم «الأزهر» بخالص العزاء لوزارة الداخلية، وجنودها البواسل، ولأسر الشهداء، داعيًا المَوْلى -عَزّ وجَلّ- أن يتغمّدهم بواسع رحمته، وأن يمنُّ على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظَ مصر من كلِّ مكروهٍ، وسوء.
وأكّد البنك الأهلي في بيان له، إن المقر المؤقت لفرع البنك في رفح، بمنطقة البنوك في العريش، تعرض لهجوم إرهابي، في الساعة التاسعة من صباح اليوم الاثنين.
وقال إن المعتدين سطوا على الخزينة الرئيسية بالفرع، ما أسفر عن استشهاد حارس الأمن بالفرع، وبعض رجال الشرطة، وحدوث بعض الإصابات. مضيفًا أن كافة العاملين بالفرع أظهروا تماسكًا، وشجاعة في التعامل مع الموقف.