السعادة ليس لها مقياس معين، وليست مقصورة على أحد دون غيره، وليس كما يدلل الكثيرون، أن المال والجاه، هم السلاح الأوحد، ليأتى إلينا طفل صغير يعطينا مفهوم حقيقي لمعنى السعادة، في وقت هو في أشد الحاجة إليه للمساعدة، ولكن طفولته العذبة، ووالدته دفعته ليفعل مايريد ويحقق امنيته.
في البداية كانت مجرد صورة، لتصبح بعد ذلك حديث السوشيال ميديا، على مدار الأيام الماضية، بعدما التقط أحد المصورين، لقطات لطفل يرقص في مولد "السيد البدوي" بطنطا، لتجذب تعاطف الملايين، خاصة أن هذا الطفل وراءه قصة ما.
ومع الإنتشار الواسع الذى إتخذته هذه الصور على وسائل التواصل الإجتماعي، تبين أن الطفل الراقص، تعود قصته، عندما قامت والدته باصطحابه لأحد الشيوخ في مولد السيد البدوي، نظرًا لإصابته بمرض ما، ومع ارتفاع نغمات الأغانى والتهليل، في أجواء تملؤها مظاهر الإحتفال.
لتتحرك مشاعر الطفل الذى يمشي على خطوات والدته، ومع نغمات أغنية زمزم، وهى أحد أغانى الذكر، أراد الرقص والإحتفال، لتتركه يفعل مايريد، بل وقامت بتشجيعه في مشهد هز قلوب، كل من جاء نظره على تلك الصور، التى تحكي عن مشاعر، وكم كبير يمزج بين الإنسانية، والحب بين الأم وطفلها.
بساطة المشهد هي أروع مانقلته الصورة، لتشتعل وسائل التواصل الإجتماعي تعاطفًا مع هذا الكم من المشاعر، ومع استمرار الطفل في رقصته، بعد أن قام بالرقص بالعصا أيضًا بدأ يلفت انتباه الحضور إليه، اللذين بدؤا في تشجيعه بقوة، مع تصويره ليزداد حماسًا ويلهب قلوب الملايين. ولم يقتصر الأمر في فقط على الطفل، بل دور الأم البسيطة الرائع، التى حاولت إسعاد طفلها بأكبر قدر ممكن، لتكون أم مثالية، بكل المقاييس، لتشاء الأقدار أن يكون طفلها الصغير بطلاً، تتحادث في أمره الملايين، ويطالبون بعلاجه على نفقة الدولة، وتكريم هذه الأم المثالية.
كانت شهدت مدينة طنطا محافظة الغربية، احتفال الآلاف من أبناء المحافظة ومحافظات الجمهورية، بمولد العارف بالله أحمد البدوي، وتم رفع حالة الطوارئ في جميع القطاعات والمديريات الخدمية، وتشكيل غرف عمليات ومنطقة عمليات أمام ساحة المسجد لتأمين الاحتفالات.